طهران – أصاب عطل فنيّ محطات توزيع الوقود في عموم إيران أرجعته السلطات إلى هجوم سيبراني. ونقلت القناة الرسمية عن المجلس الأعلى للأمن القومي أن الخلل نتج عن “هجوم سيبراني على النظام المعلوماتي لتوزيع الوقود”، مشيرة إلى أن “تفاصيل الهجوم ومنشأه موضع تحقيق”. وبث التلفزيون لقطات لمحطات مقفلة، بينما اصطفت سيارات على مقربة منها. وقالت المتحدثة باسم الشركة الإيرانية لتوزيع المشتقات النفطية فاطمه كاهي للتلفزيون الرسمي، إن الشركة دعت إلى “اجتماع طارئ لحل المشكلة”. وشدد وزير الداخلية أحمد وحيدي على أن الخلل في عمل محطات الوقود “يعود إلى مشكلة تقنية سيتمّ حلها قريبا”. وشكلت إيران في الأعوام الماضية هدفا لعدد من محاولات الهجمات المعلوماتية. ففي مايو 2020، تحدثت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن وقوف إسرائيل خلف هجوم معلوماتي طال أحد الميناءين الواقعين في مدينة بندر عباس بجنوب إيران، وذلك ردا على ما قالت الصحيفة إنه هجوم الكتروني إيراني على منشآت هيدروليكية مدنية إسرائيلية. وفي فبراير من العام ذاته، أعلنت وزارة الاتصالات الإيرانية أنها تمكنت من صدّ هجوم معلوماتي استهدف شركات مزوّدة لخدمات الانترنت، وأدى لاضطراب الاتصال بالشبكة لنحو ساعة. وفي أواخر 2019، أعلنت طهران تعرض مواقع حكومية لهجوم “شديد التنظيم”. وأكد وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي في حينه أن السلطات “حدّدت وصدّت” التهديد الالكتروني، دون أن يكشف هوية المهاجمين أو القطاعات المستهدفة. وتعود إحدى أبرز الهجمات الالكترونية التي أصابت إيران إلى سبتمبر 2010، حين ضرب فيروس ستاكسنت منشآت مرتبطة ببرنامجها النووي، ما أدى إلى سلسلة أعطال في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. واتّهمت إيران الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الهجوم. كما اتهم عدد من الخبراء في مجال الأمن المعلوماتي أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بتدبيره. ومنذ فيروس ستاكسنت، تتبادل إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، الاتهامات بتنفيذ هجمات إلكترونية. إلى ذلك، ألمحت وكالة فارس الإيرانية المحسوبة على التيار المحافظ إلى أن يكون توقيت هجوم الثلاثاء مرتبطا باقتراب ذكرى احتجاجات واسعة اندلعت في إيران منتصف نوفمبر 2019، كانت شرارها قرار بزيادة أسعار الوقود في خضم أزمة اقتصادية حادة. وخلال هذه الحوادث التي تعاملت معها قوات الأمن بالشدة، ووصفتها الحكومة بأنها “أعمال شغب” دبّرها “أعداء” أجانب، أُحرقت محطات وقود ومصارف وتعرّضت مراكز شرطة لهجمات ومحال تجارية للنهب. كما قطع الاتصال بشبكة الانترنت لنحو أسبوع. وبعدما امتنعت على مدى أشهر عن توفير حصيلة للضحايا، أعلنت السلطات الإيرانية عن مقتل 230 شخصا خلال أعمال العنف هذه. من جهتهم، اعتبر خبراء مستقلون يعملون لصالح الأمم المتحدة، أن الحصيلة قد تتجاوز 400 قتيل.
مشاركة :