صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت ترجمة الأصل الإنكليزي من كتاب "ARTIFICIAL INTELLIGENCE: HOW MACHINE LEARNING WILL SHAPETHE NEXT DECADE"، وجاءت النسخة العربية بعنوان "الذكاء الاصطناعي: كيف سيشكِّل التعلّم الآلي العقد القادم". والكتاب تأليف مات بورغس وترجمة أوليغ عوكي ومراجعة وتحرير مركز التعريب والبرمجة في بيروت. ويشرح الصحافي في مجلة "وايرد" مات بورغس كلّ ما نريد معرفته حول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وبرمجياته وابتكاراته واستخداماته وأثر كل ذلك على مجالات حياتنا المختلفة. وقد شهد العقد الماضي تطوّرات غير عادية في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن ما هو بالضبط وأين يكمن مستقبله؟ ويشرح الصحافي بالتفصيل كل ما تحتاج إلى معرفته حول الذكاء الاصطناعي فيبدأ منذ السنوات الأولى لانطلاقته ويتتبع مراحل تطور برمجياته في أبحاث العلماء الاختصاصيين ثم ينتقل إلى التعريف بحقوله وميادينه وتطبيقاته وأثره في مجالات حياتنا المختلفة. ويضرب أمثلة على ذلك مثل برامج التعرّف على الأصوات التي يمكن استخدامها لإجراء محاثات شبيهة بالمحادثات البشرية، مرورا بالرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغات الطبيعية وهما المجالين اللذان يتفوق فيهما الذكاء الاصطناعي حاليا لكونهما يركزان على محاولة استنساخ السلوك البشري، أي القدرة على رؤية وفهم العالم والقدرة على تفسير اللهجات وإعادة إنتاجها بشكل صحيح. وبفضل مجموعات البيانات الجديدة الضخمة وحتى تريليونات البيانات، يخطو الاثنان خطوات كبيرة إلى الأمام. كما يزودنا الكتاب بتجارب أبحاث المركبات الذاتية القيادة، والتي يتوقع أن تُستخدم على نطاق واسع في المستقبل، ويستكشف العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وعالم العمل ويسأل عن مدى إمكانية أن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر أم لا في نهاية المطاف. ويتوغل الكتاب في كل علم من علوم المعرفة ذات الصلة لاستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي لإحداث المزيد من التغيير الثوري في كل مجال تقريباً من مجالات حياتنا اليومية بما فيها الرعاية الصحية والتعلّم. وكما هو الحال مع كل التكنولوجيات، هناك إيجابيات وسلبيات لِما حقّقه الذكاء الاصطناعي حتى الآن وما قد يحققه في المستقبل ولهذا يوضح الكتاب الجانب المظلم للتعلّم الآلي: المراقبة، التزييف، القابلية للقرصنة، الميل إلى التمييز في المعاملة ضد مجموعات معيّنة، وإساءة الاستخدام المحتملة من قِبل الحكومات. ويطرح السؤال الأساسي: هل يمكن للآلات أن تصبح ذكية مثل البشر؟ ومهما يكن من أمر، فقد شرع الذكاء الاصطناعي في تغيير العالم من قبل، لكن العقد القادم سيكون حاسماً في تحديد مقدار ذلك التغيير، ومدى فائدته للمجتمعات الإنسانية، وتبقى التجربة خير برهان، وما علينا سوى الانتظار.
مشاركة :