منذ بضعة أعوام، كان المستخدمون في المملكة يترددون في اختيار وسيلة الدفع المناسبة عند قيامهم بالتسوق من المتاجر الإلكترونية، لكن بعد أن رمت جائحة كوفيد - 19 بظلالها على المستخدمين باتت وسائل الدفع الإلكترونية والمحافظ الرقمية الوسيلة المفضلة والأكثر تبنيا من قبل المستهلكين، حيث أظهرت دراسة حديثة حول المدفوعات الرقمية انخفاضا في طلب المستهلكين في السعودية على خدمة الدفع نقدا عند الاستلام بنسبة 85 في المائة، في مقابل أن 75 في المائة من المستهلكين لديهم ثقة تجاه استخدام المدفوعات الرقمية أثناء التسوق في المتاجر التقليدية والدفع عند الاستلام. كما أظهرت الدراسة إقبالا متزايدا على التسوق عبر منصات التجارة الإلكترونية واستخدام المدفوعات بتقنية الاتصال قريب المدى NFC منذ بداية الجائحة، حيث ارتفعت معدلات استخدام المدفوعات الرقمية التي تشمل البطاقات الداعمة لتقنية الاتصال قريب المدى والمحافظ الرقمية، للدفع عبر الإنترنت أو عند الاستلام بمعدل 70 في المائة. وتأتي آراء المستهلكين تأكيدا للتوقعات التي ترجح استمرارية هذا التوجه مستقبلا، حيث قال 47 في المائة من المشاركين في الدراسة التي أجرتها "المدفوعات السعودية" و"فيزا"، "إنهم يستبعدون استخدام خيار الدفع نقدا عند الاستلام، بينما رجح 46 في المائة منهم استخدام المدفوعات بتقنية الاتصال قريب المدى في المستقبل". كما كشفت الدراسة أن 75 في المائة من المستهلكين لديهم مستويات مرتفعة من الثقة تجاه استخدام المدفوعات الرقمية، ويرجع المستهلكون ثقتهم بالمدفوعات الرقمية إلى الملاءمة بنسبة 59 في المائة، والسرعة بنسبة 55 في المائة، وتجنب التلامس البشري بنسبة 53 في المائة. وقال 51 في المائة من المستهلكين المشاركين في الدراسة "إنهم يفضلون الدفع بتقنية الاتصال قريب المدى، لكونها طريقة مبتكرة للدفع، ووسيلة أفضل للتحكم في النفقات، نظرا إلى بقاء البطاقة أو الهاتف المتحرك في يد المستهلك أثناء معاملة الدفع". ولكون المعرفة بالتقنيات التي توفر الحماية للمدفوعات الرقمية تسهم بدور محوري في تعزيز الثقة بين المستهلكين، قال أغلبية المستهلكين الذين تبلغ نسبتهم 57 في المائة الذين يثقون بالمدفوعات الرقمية "إن معرفتهم بدور التقنيات المبتكرة، مثل أنظمة الترميز في حماية مدفوعاتهم الرقمية، أسهمت في تعزيز ثقتهم بالمدفوعات الرقمية"، أما الذين لا يمتلكون معرفة كافية بهذه التقنيات، فما زالت لديهم شكوك حول أمان المدفوعات الرقمية. حيث يخشى 36 في المائة من المستهلكين تعرض البطاقات الداعمة لتقنية الاتصال قريب المدى المفقودة أو المسروقة لسوء الاستخدام، وذلك نظرا إلى عدم معرفة 18 في المائة منهم بآلية عمل هذه التقنية.