أظهرت دراسة حديثة إلى أن غالبية الصينيين يقدرون التقدم الاقتصادي الذي شهدته بلادهم، ثاني أقوى اقتصاد في العالم، لكنهم واعون للآثار السلبية الرئيسة الناتجة عنه، من فساد سياسي وتلوث الماء والهواء وضعف الأمن الغذائي. وتتباين ردود فعلهم حول التغيرات التي طرأت على حياتهم. وأجرى الدراسة مركز «بيو» للأبحاث في الصين، بإشراف من مؤسسة «برينستون» للدراسات، من طريق المقابلات الشخصية لعينة عشوائية شملت ما يقرب من 4 آلاف شخص في الفترة من 15 نيسان (إبريل) إلى 27 آيار (مايو) الماضيين قبل انخفاض أسعار البورصة الصينية وهبوط سعر اليوان. وشملت الدراسة 15 قضية، تصدرتها مشكلة الفساد السياسي التي يرى 44 في المئة من الصينيين أنها مسألة مثيرة للقلق، لكنها ما تزال أقل بـ10 نقاط عن العام الماضي، في حين يتوقع 63 في المئة أنها قابلة للتحسن خلال السنوات الخمس المقبلة. ويعتبر 35 في المئة من السكان أن الأضرار البيئية المتعلقة بتلوث الهواء تعتبر مشكلة خطيرة جداً ويشاركهم الرأي نفسه عن تلوث الماء 34 في المئة من الصينيين، في حين يتفاءل 37 في المئة بتحسن الوضع خلال السنوات الخمس المقبة، إلا ان 34 في المئة يعتقدون أن مشكلة تلوث الهواء والماء ستزداد سوءاً. ويرتفع منسوب التشاؤم في أكبر مدينتين بالصين حول تلوث الهواء، إذ يرى 53 في المئة من سكان بكين وشنغهاي أن تلوث الهواء في السنوات الخمس المقبلة سيزداد سوءا، بعدما ربطت دراسة بين وفاة 1.6 بليون شخص سنوياً في الصين وتلوث الهواء في المناطق الموجودة على الممر الشمالي الشرقي الممتد من بكين إلى شنغهاي. ومن جهة أخرى، قالت منظمة «السلام الأخضر» (غرينبيس) المعنية بالحفاظ على البيئة في شرق آسيا، في تموز (يوليو) 2015، إن الصين شهدت تحسناً متوسطاً في مستويات اثنين من ملوثات الهواء الشائعة خلال النصف الأول من العام الحالي. وتزايدت المخاوف في شأن أمن الغذاء خلال السنوات السبع الماضية، إذ ارتبط وجود مادة «الميلامين» في حليب الأطفال ووفاة ستة رضّع وتأثر حوالي 300 ألف آخرين في العام 2008. وفي أيار (مايو) الماضي، ضبطت السلطات كمية من اللحوم الفاسدة بقيمة نصف بليون دولار، بعضها تم تجميده منذ العام 1970، ولذلك فإن حوالي ثلث السكان (32 في المئة) يرون أن المسألة خطيرة جداً، بارتفاع بلغ 20 في المئة منذ العام 2008، فيما يعتقد 43 في المئة أن المشكلة ستتحسن. ويقرّ ثلاثة من أصل عشرة أشخاص، أن الفجوة بين الغني والفقير تعد مشكلة جدية، ويعتقد 35 في المئة أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء ستتحسن، مقارنة مع 31 في المئة يرون أنها ستزداد سوءاً، وتتفوق الصين على الولايات المتحدة في عدد أغنيائها، بحسب قائمة أعدتها «هورون ريبورت» للشهر الحالي، إذ تضم الصين 596 بليونيراً بارتفاع بلغ 242 بليونيراً عن العام الماضي، بينما تضم أميركا 537 بليونيراً. ويعتقد شخصان من بين عشرة، أن فساد رجال الأعمال والتعليم والبطالة وحركة المرور وظروف العمل، تعد مشاكل خطيرة بالنسبة إلى الصين، وعبر 28 في المئة عن قلقهم البالغ حول سلامة الدواء ونوعية البضائع المصنعة، بزيادة تعادل ما بين 15 و19 نقطة منذ العام 2008. وعلى رغم القلق الواسع تجاه القضايا السابقة، إلا أن كثيرين عبروا عن رضاهم حول وضعهم الاقتصادي، إذ ارتفعت النسبة إلى 72 في المئة العام الحالي، مقارنة مع 66 في المئة في العام 2008، ويرى 77 في المئة من الشعب الصيني أن وضع عائلاتهم اليوم، أفضل مما كانت علية قبل خمس سنوات، فيما قال خمسة في المئة إنهم أسوأ حالاً من الناحية المادية عما كانوا عليه، بينما لاتزال نسبة 17 بالمستوى نفسه في الفترتين. وترى غالبية الصينيين (96 في المئة)، أن النمو الاقتصادي الصيني أثرعلى نمط الحياة إيجاباً، إذ أنهم يحظون بمستوى معيشي أفضل من الذي كان عليه الجيل السابق من آبائهم عندما كانو بالعمر ذاته، وهي نسبة مقاربة إلى نسبة العام 2012 إذ كانت 92 في المئة. وأدى التحول الاقتصادي إلى تغيرات عدة في الحياة اليومية للمواطنين، فيما تبنت غالبيتهم نمط الحياة الحديثة، وقال 66 في المئة أنهم يحبونها، لكن النسبة ذاتها تؤكد افتقادها إلى نمط الحياة التقليدية، فيما يعتقد 79 في المئة أنه يجب عليهم حماية حياتهم من التأثير الأجنبي، وفي نمو سريع للطبقة المتوسطة، فإن 53 في المئة يرون أن الحياة المادية والاستهلاكية تهديد لثقافتهم
مشاركة :