أكد ياسر بن عثمان الرميان رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، أنه لا يمكن مواجهة تحديات التغير المناخي بمعزل عن غيرها، حيث يتطلب ذلك جهدا عالميا ولهذا السبب أطلق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لدفع العمل الجماعي بين دول العالم، كما أطلق مبادرة السعودية الخضراء. وكان ولي العهد قد أعلن في 27 آذار (مارس) الماضي، أن "مبادرة السعودية الخضراء"، و"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خريطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، وستسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية. ووفقا لـ"واس"، قال الرميان، إن عملية تحول الطاقة معقدة بشكل لا يصدق، ولن تكون سهلة، ونعتقد أن مواجهة تحديات التغير المناخي وتحسين تدابير الاستدامة يتطلبان تعاونا والتزاما من جميع الدول والمجتمعات والشعوب، إذ لا يمكن مواجهة تحديات التغير المناخي بمعزل عن غيرها. وأضاف، "أن كثيرين يتفقون على أن التغير المناخي يمثل أحد أكبر التحديات للبشرية في هذا القرن، ولهذا السبب أطلق ولي العهد مبادرة السعودية الخضراء"، مبينا أنه منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 اتخذت المملكة خطوات مهمة لتوسيع نطاق العمل المناخي وحماية البيئة، وعلى سبيل المثال حددت المملكة هدفا لتوليد 50 في المائة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. ولفت إلى أن مبادرة السعودية الخضراء تهدف إلى توحيد جهود الدولة لزيادة اعتمادنا على الطاقة النظيفة، ومواجهة تحديات التغير المناخي، وقال "لذا فإن أرامكو السعودية أعلنت طموحها للوصول إلى الحياد الصفري للنطاقين (1 و2) والحد من الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050 وهذا يعد أمرا مهما لكل من الشركة والمملكة معا". وأفاد بأن ذلك سيسهم في تحقيق الأهداف البيئية للمملكة من خلال المساعدة في الحد من الانبعاثات، وسيعمل أيضا على تعزيز مساهمة الشركة في التحول العالمي للطاقة، حيث تواصل توفير إمدادات الطاقة الأساسية للعملاء في جميع أنحاء العالم. وقال ياسر الرميان "نحن بحاجة إلى مرحلة انتقالية توفر إمدادا موثوقا للطاقة، وبأسعار معقولة، ومنخفضة التكلفة، ولا تترك أحدا يتخلف عن الركب، لذلك فإن طموح أرامكو السعودية للوصول إلى الحياد الصفري هو جزء مهم من استراتيجيتها طويلة المدى". وحول كيفية تخطيط أرامكو السعودية لتحقيق طموحها للوصول إلى الحياد الصفري في الانبعاثات الغازية، أوضح أن الشركة تعتزم الكشف عن مزيد من التفاصيل في تقرير الاستدامة المقبل، الذي سيصدر في الربع الثاني من 2022، وتمتلك أرامكو منصة فريدة يمكن من خلالها معالجة التغير المناخي ودعم تحول الطاقة، حيث يعد تصنيف الشركة لانبعاثات الكربون والميثان من بين الأدنى في العالم في قطاع التنقيب والإنتاج، ولديها أيضا واحد من أقل معدلات كثافة حرق الغاز. وأشار في هذا الصدد إلى أنه لتحقيق طموح أرامكو السعودية في الوصول للحياد الصفري ستحتاج إلى المحافظة على أدائها وتعزيزه على المدى الطويل، وخفض أثر انبعاثاتها مع استمرار نموها، ومع ذلك حتى قبل أن تعلن الشركة طموحها لتحقيق الحياد الصفري في الانبعاثات الغازية، كانت تركز بالفعل على تطوير مجموعة من التقنيات التي لديها القدرة على مساعدة الشركة في تحقيق أهدافها. وتابع، من احتجاز الكربون وتخزينه إلى الوقود ذي المحتوى الكربوني المنخفض، بما في ذلك الهيدروجين، والوقود الاصطناعي، تعمل أرامكو السعودية على جبهات متعددة لإحراز تقدم ملموس، كما أنها تعزز الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يركز على الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وإعادة استخدامه وتدويره وإزالته. كما أفاد الرميان بأن شركة أرامكو تستثمر في مصادر الطاقة المتجددة مثل: مشروع سدير للطاقة الشمسية، الذي سيكون واحدا من أكبر المشاريع من نوعه في العالم، وهو يعتمد حلولا قائمة على الطبيعة لتعزيز احتواء التنوع الحيوي وتغذيته، وزرع الملايين من الأشجار، ومنها أشجار المانجروف التي تعمل كأحواض طبيعية من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
مشاركة :