بالتزامن مع مواصلة ميليشيات «الحوثي» الإرهابية تجاهل الدعوات الدولية المتتالية لوقف هجومها على مأرب، تتصاعد المطالبات على الساحة الغربية، بضرورة اتخاذ القوى الكبرى في العالم، وفي القلب منها الولايات المتحدة، موقفاً داعماً لجهود التصدي لهذا الهجوم، وضمان دحر المسلحين الانقلابيين. وترى أوساط تحليلية غربية، أن إنهاء الحرب الوحشية التي يشهدها اليمن منذ أكثر من سبع سنوات، بات رهناً بإلحاق الهزيمة بالميليشيات، التي تحاول إقامة دولة شمولية متشددة في هذا البلد، منذ أن استولت على السلطة في صنعاء بالقوة، في سبتمبر 2014. ويعني ذلك ضرورة تقديم دعم عالمي لقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في مساعيهما للتصدي للهجوم، الذي اشتدت وتيرته على مأرب، منذ مطلع فبراير الماضي، بهدف الاستيلاء على هذه المحافظة اليمنية ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تبعد عن صنعاء 170 كيلومتراً. ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب، لجعلها نقطة انطلاق للاستيلاء على مناطق يمنية أخرى من جهة، ولتعزيز مواقفهم في أي مفاوضات قد تُجرى مستقبلاً بشأن مصير اليمن من جهة أخرى. ومن هذا المنطلق، شدد المحللون في تصريحات نشرها موقع «موزايك» الإلكتروني، على أنه ينبغي على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن تدرك أن النظر بشكل واقعي للصراع الدائر في اليمن، يثبت أنه لا توجد أي فوائد تُرتجى من إجراء اتصالات دبلوماسية مع الميليشيات الانقلابية، ويبرهن كذلك على أن تقليص واشنطن مساعداتها العسكرية للتحالف العربي في وقت سابق من العام الجاري، لم يؤدِّ إلى تشجيع المسلحين «الحوثيين»، على الجلوس على مائدة التفاوض، كما كان يتوهم البعض. ووفقاً للمحللين، تفيد المؤشرات الحالية بأن لا حلَّ دبلوماسياً في الأفق، في ظل المواقف المتعنتة للميليشيات الانقلابية، خصوصاً رفض قيادييها وقف محاولاتهم المستميتة الرامية للاستيلاء على مأرب، تلك المحافظة الغنية بموارد الطاقة. وبفعل هذا الهجوم، الذي يشمل عمليات قصف بالصواريخ والطائرات المُسيّرة المفخخة للمناطق المدنية، فرّ عشرات الآلاف من الأشخاص من مأرب، ومن بينهم كثير من العائلات، التي كانت قد لاذت من قبل بهذه المحافظة، هرباً من المعارك التي دارت خلال السنوات الماضية في مدنها وبلداتها. ويزيد ذلك من تعقيد أزمة النزوح المتصاعدة في اليمن، وإيصال المساعدات الحيوية لسكان مأرب المنكوبين.