نيويورك - الأمم المتحدة – الخرطوم (وكالات الأنباء): طالب مجلس الأمن الدولي امس الخميس العسكريين في السودان «بعودة حكومة انتقالية يديرها مدنيون»، مبديا «قلقه البالغ حيال الاستيلاء العسكري على السلطة»، وذلك في بيان صدر بإجماع اعضائه. وبعد مباحثات شاقة استمرت أياما طالب البيان الذي اعدته بريطانيا وعمدت روسيا الى التخفيف من وطأة مضمونه، باستئناف الحوار السياسي «من دون شروط مسبقة» و«الإفراج فورا» عن المعتقلين واحترام «حق التجمع السلمي». كذلك ندد بيان مجلس الأمن الذي عقد اجتماعا طارئا يوم الثلاثاء الماضي بناء على طلب الدول الغربية بـ«تعليق (عمل) بعض المؤسسات الانتقالية» وبـ«حال الطوارئ واعتقال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وأعضاء مدنيين آخرين في الحكومة». وأورد دبلوماسي أنه بناء على إلحاح الصين أخذ بيان المجلس في الاعتبار عودة رئيس الوزراء إلى منزله مساء الثلاثاء رغم أنه لا يزال محروما من حرية التحرك، وفق الامم المتحدة. وفي الصيغة التي أقرت طالب المجلس بـ«الإفراج فورا عن جميع من اعتقلتهم السلطات العسكرية»، داعيا «ايضا جميع الأطراف إلى التزام أكبر قدر من ضبط النفس والامتناع عن توسل العنف». وشدد على «أهمية الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وبينها حق التجمع السلمي وحرية التعبير». من جانبه قال مكتب الممثل الخاص للامم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس امس الخميس انه التقى الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة أمس وحثه على تهدئة الموقف في البلاد كما دعا إلى الافراج عن المعتقلين والتواصل معهم. وأضافت أن فولكر عرض مساعيه الحميدة لتسهيل الوصول إلى تسوية سياسية من أجل استعادة الشراكة الانتقالية. من ناحية أخرى، أكدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك متمسك بشرعية حكومته، ويحث المواطنين على التمسك بالسلمية، ومواصلة مقاومتهم بكل أشكال النضال المدني في مواكب غد السبت. وقالت وزارة الثقافة والإعلام السودانية، في بيان عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أمس الخميس، إن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي تلقته الوزيرة مريم الصادق من نظيرها الأمريكي أنتوني بلينكن، ناقشا خلاله الخطوات التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها لدعم كفاح الشعب السوداني، وإعادة حكومته الشرعية برئاسة د. عبدالله حمدوك. ووفق البيان، جدد الوزير بلينكن إدانة الولايات المتحدة للاستيلاء العسكري على السلطة وحث على الإفراج الفوري عن القادة المدنيين المحتجزين. وثمنت وزيرة الخارجية في الحكومة الانتقالية مريم الصادق موقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم للشعب السوداني. من جهتها قالت وزارة الخارجية السودانية أمس الخميس إن «السفراء الرافضين لإجراءات الطوارئ وتقويض الفترة الانتقالية، هم الممثلون الشرعيون لحكومة السودان». واعتبرت الوزارة، في بيان ورد عبر صفحة وزارة الثقافة والإعلام السودانية على موقع «فيسبوك» امس، أن «كل القرارات الصادرة من قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان غير شرعية ولا يسندها الدستور». وكان التلفزيون الرسمي في السودان قد أعلن مساء الأربعاء إعفاء القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان سفراء البلاد لدى ست دول من مناصبهم لرفضهم قراراته. وقال ناشطون إن الجيش السوداني -في تجاهل للضغوط التي تبذلها العديد من الجهات- شن موجة جديدة من الاعتقالات شملت معارضين للاجراءات الني أعلنها قائد القوات المسلحة عبدالفتاح البرهان يوم الاثنين الماضي، وتضمنت حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ. وشهدت مدن في أنحاء السودان أمس الأول الأربعاء احتجاجات وإضرابات وعصيانا مدنيا من جانب المواطنين الرافضين لتلك الإجراءات. وأعاد المتظاهرون أمس الخميس نشر العوائق في الطرق لقطعها، بينما أفادت مصادر طبية بمقتل سبعة متظاهرين وجندي يوم الاثنين الماضي، ووصول جثث أخرى إلى المستشفيات نتيجة أعمال عنف في الأيام التي تلت ذلك. وأطلقت قوات الامن السودانية امس الخميس قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مناهضين للانقلاب في السودان في حي بوري في شرق الخرطوم، وفق ما افاد مراسلو فرانس برس. ويواصل متظاهرون سودانيون لليوم الرابع على التوالي احتجاجاتهم على قرارات قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان.
مشاركة :