ثقافة التواصل في ظل التحولات الدولية المعاصرة - زكية إبراهيم الحجي

  • 10/29/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اتخذت العلاقة بين الثقافات الشرقية والغربية أشكالاً متنوّعة لإثراء بعضها البعض.. ومقاومة عوامل الفناء وتعزيز مكانتها الأدبية والمعرفية بين الشعوب ويمثِّل التبادل والحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة قاعدة للتفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف الأمم وشعوب العالم.. وكنتيجة للتغيّرات التي حدثت بسبب التطور التكنولوجي أصبح الإنسان أينما كان يتفاعل ويشارك مع شخصيات من خلفيات وبيئات ثقافية وجغرافية مختلفة وأصبح التنوّع الثقافي معياراً للنجاح والإبداع.. وعنصراً مهماً في التغلب على التحديات التي تواجه أي مجتمع من المجتمعات.. لكن في ظل التحولات التي يشهدها العالم نتيجة التغيير المذهل خلال العقود الأخيرة برزت مفاهيم مختلفة كان لها تأثير واضح على الساحة الإعلامية والفكرية والثقافية وأفرزت هذه المفاهيم إشكاليات عديدة لعل من أبرزها اختراق الهوية الحضارية لكثير من الشعوب والحديث عن الصراع الحضاري ونظريات المؤامرة والفوضى الخلاَّقة إلى غير ذلك من مفاهيم ظهرت في الفترة الأخيرة هدفها التلاعب بعقول بعض البشر والتأثير عليهم وغسل أدمغتهم من خلال تكرار تلك العبارات بشكل مستمر حتى تتركّز في العقل مع مرور الزمن مع التركيز على العواطف، حيث تعتبر العواطف من أسهل الأمور التي يمكن التلاعب بها لتحقيق هدف معين.. بناءً على ما سبق ثمة أسئلة متعددة تُطرح منها على سبيل المثال: ما مدى مصداقية تواصل الثقافات في ظل بعض من ثقافات تمارس نوعاً من الاستعلاء على بعضها الآخر.. وكيف يمكن أن تتواصل ثقافات تؤججها مواقف إيديولوجية متصارعة.. هذه الأسئلة وما شابهها تستدعي وضع عدد من الفرضيات للإجابة عليها حتى لا يقع السائل في فخ المغالطات. إن ثقافة التواصل تشكِّل قوة محركة للتنمية ليس على مستوى النمو الاقتصادي فحسب.. بل أيضاً وسيلة لعيش حياة فكرية ومعنوية أكثر سلاماً واستقراراً وهذا يعني أن الثقافة لا توجد في فراغ وإنما ترتبط بكل النظم والأنساق الاجتماعية والإنسانية السائدة في أي مجتمع من المجتمعات وقد ساعدت ثورة الاتصالات الحديثة من الاحتكاك بين الثقافات وما ترتب على ذلك من تأثيرات متبادلة هي مصدر ثراء لكل ثقافة منها على حدة ولهذا أكد»جورج إليوت»، وللعلم فإن جورج إليوت امرأة.. وهي روائية إنجليزية اشتهرت باسمها القلمي»جورج إليوت» لقد أكدت هذه المرأة أن شعوب العالم تتعرَّف على بعضها من خلال الاتصال الثقافي وبدون ذلك يصبح العالم أشبه ما يكون بمجموعة من جزر متباعدة لا رابط بينها رغم التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي والصراع الذي يطبع العلاقات بين بعض الدول إلا أنه لا بديل عن الحوار والتواصل الثقافي من أجل التعايش السلمي بين الثقافات المختلفة.

مشاركة :