يقول أ. خالد النبهان الكعبي في كتابه "بنو كعب... قصة هجرتهم من نجد والحجاز"، الذي صدر أخيراً، إن قبيلة بني كعب التي سكنت إقليم الأهواز تنتسب إلى سبيع من بي كعب بن ربيعة بن عامر، فهي قبيلة عامرية مضرية عدنانية، وليس كما ورد في مخطوطة الحاج علوان الشويكي، التي أشرت إليها في مقال الأسبوع الماضي، من أنها قبيلة قحطانية. وقد أورد النبهان مصادر عديدة ومنوعة تؤكد عدنانية بني كعب، وأوضح أن الشويكي وقع في خطأ كبير فيما يتعلّق بنسب بني كعب، وذلك لما قرأه في كتاب سبائك الذهب (لمؤلفه أبي الفوز محمد أمين البغدادي الشهير بالسويدي المتوفى عام 1246هـ)، الذي نسب بني كعب إلى السبيع بن صعب من بني قحطان. يقول النبهان "المؤلف الشويكي نسب سبيعاً إلى قحطان، بسبب ما رآه في كتاب سبائك الذهب للبغدادي، وهو يُراد به السبيع بن صعب، وهذا خطأ فادح صدر من المؤلف، لأنّ هناك الكثير من القبائل والبطون تحمل الاسم نفسه، وعلى أثر ذلك وقع في الخلط بين الناقلين من كتب الأنساب، بسبب عدم تمييزهم، ولأنهم لم يدركوا بعد الفرق بين سُبَيع العدنانية (بضم السين وفتح الباء)، التي ترجع في أصولها إلى قبيلة عامر بن صعصعة، والسَّبيع بن صعب القحطانية (بفتح السين المشددة) اليمانية، التي تجمع (قبيلتي) حاشدا وبكيلا". كما أشار النبهان إلى أن بني كعب، الذين يحملون عزوة "عامر" منذ القدم، حافظوا على مسمى "سبيع" منذ خروجهم من نجد وثبّتوه في ذاكرة أجيالهم إلى أن وصلوا لمدينة "القبّان" في الأهواز، واستقروا فيها وتحالفوا مع أبناء عمومتهم "العقيليين" الذين كانوا قد استقروا في القبان قبلهم بمئة عام تقريباً، واستخدموا بعد ذلك لقب "كعب"، وهو الاسم الأم للقبيلة. أما ما يتعلق بموطن القبيلة الأصلي، فقد أورد مؤلف الكتاب مصادر عديدة ومراجع منوعة تؤكد أن بني كعب كانوا يسكنون في نجد قبل عدة قرون، وأن مجموعة منهم ارتحلت واستقرت في جنوب العراق، وبالأخص مدينة "الدورق" وجزء منهم استقر بالقرب من نهر كارون ونهر الكرخة. ومن أشهر فروع بني كعب "الدريس" ويرأسهم البوناصر، وهم الذين ينتسبون إلى الشيخ محمد الدريس السبيعي الذي هاجر من نجد مع أبناء قبيلته قبل حوالي أربعة قرون، وتوفي في القادسية، ثم تولى إمارة القبيلة من بعده ابنه ناصر (ونسبوا له آل بوناصر)، الذي استقر بالأهواز عام 1090 للهجرة. ومنهم أيضاً آل نصار بن محمد الدريس الذين تنسب لهم مدينة القصبة، التي يعرفها الكويتيون قديماً معرفة جيدة. ومنهم أيضاً آل مقدم، وهم من بني شيبان السبيعيين وحدث استقرارهم في الأهواز قبل الإسلام بقليل، حسبما ورد في المراجع. ويوضح المؤلف أيضاً أنه توجد مصادر عديدة تؤكد وجود الكعبيين في مدينة القبان قبل أكثر من خمسة قرون، ومنهم الشيخ بدر بن عثمان الكعبي، والشيخ مال الله بن أحمد القباني، والشيخ فتح الله بن علوان الكعبي (ولد في القبان عام 1053هـ) الذين وردت أسماؤهم في وثائق ومراجع عديدة منها "زاد المسافر ولهفة المقيم والحاضر". ونتوقف عند هذا الحد في مقال اليوم، ونكمل الحديث عن تاريخ بني كعب في مقالنا المقبل بعون الله تعالى.
مشاركة :