الدكتور المحامي حسن رضي الستراوي من أفضل المحامين في مملكة البحرين، حاصل على جائزة أفضل محام بحريني لعام 2011 من قبل مجلة “World Finance” البريطانية، وصاحب مؤسسة Hassan“ ”Radhi & Associates للمحاماة التي تأسست منذ العام 1٩٧٤م. وتم إجراء هذا الحوار في مكتبه، للتعرف عليه وطرح الأسئلة في المجالات التي تهم المحامين أو المقبلين على مهنة المحاماة على وجه الخصوص. • لماذا فكرت في دراسة الحقوق تحدي ًدا؟ وهل كانت هذه الخطوة من ضمن خطط مسبقة أم غير متوقعة؟ كان توجهي هو دراسة الفلسفة لشدة اهتمامي بهذا المجال، ولكن عند تقديمي لطلب الالتحاق بتخصص الفلسفة في المغرب تفاجأت بأن الدراسة باللغة الفرنسية، فساقتني الظروف لدراسة الحقوق كونه أقرب تخصص للفلسفة ويدرس باللغة العربية آنذاك، وبمجرد ان بدأت في دراسة الحقوق احببته. • من خلال تجربتك مع كلية الحقوق، هل الدراسة فيها صعبة ج ًدا كما يقال؟ تعتبر مواد الحقوق من أصعب المواد؛ خصو ًصا اجتياز السنة الأولى فيها، وعند دراستي لها لم تكن تدرس في المدارس فجميع المواد جديدة ولا توجد أي خلفية مسبقة عنها، فتحتاج إلى جهد واجتهاد كبير. • ما هي أهم المبادئ التي يجب أن يتحلى بها المحامي الناجح من وجهك نظرك؟ أو ًلا يجب ان يكون المحامي مح ًبا للا ّطلاع ودار ًسا دائم لكل ما هو جديد في القوانين، والمبدأ الثاني هو نقاء الضمير والإخلاص في العمل وعدم قبول الرشوات وغيرها، أما المبدأ الثالث فيجب أن يكون شفاف وصادق في عمله وجميع أقواله. • برأيك، كيف يكون المحامي قادر على التعامل مع الضغوطات التي تصاحب القضايا الذي يعمل عليها؟ يجب أن يكون المحامي منحاز لموكله والدفاع عنه وفعل كل ما بوسعه لتحقيق العدل وإن كان مجرم وقد اعترف بخطئه؛ فالمحامي كفة الميزان وليس العمود، وهذا فيه ضغط نفسي وفكري، فإذا شعر المحامي بأنه غير قادر على القضية يجب ألا يستلمها منذ البداية. • ماهي نوع القضايا التي تظنها الأشد صعوبة على المحامي؟ القضايا الجنائية من أصعب القضايا من ناحية اتخاذ الموقف والمعاناة النفسية والضميرية عند الدفاع عن مجرم، ولكنها تعتبر من أسهل القضايا في التأسيس والعمل مقارنة ببعض القضايا المالية. • برأيك، ما هو المنهج الذي يجب ان تنتهجه جميع مكاتب المحاماة؟ يجب الالتزام بالوطنية وحق الإنسان وحمايته أو ًلا، ودوام البحث ومتابعة كل جديد في عالم القوانين، وصفاء الضمير وجدية العمل. • حدثنا عن أنواع القضايا القانونية وأقسامها؟ هناك نوعين أساسيين، القانون العام والذي ينقسم للقانون الدستوري والجنائي والإداري وهو كل ما يتعلق بعلاقة الدولة والناس او الدولة والدولة، والقانون الخاص والذي ينقسم للقانون المدني ثم يتفرع للقانون التجاري والشركات والإفلاس وإلى آخره... • متى تتدخل النيابة العامة في القضايا الجنائية؟ عندما يكون مرتكبها شخص ضد شخص ولكنها تعتبر اعتداء ضد الحق العام كالسرقة والاحتيال والنصب، فهنا من يمثل الطرف المضرور ليس محامي وإنما النيابة العامة ممثلة المجتمع، فإذا كان موكل المحامي هو المجرم فهو يدافع عنه ضد المجتمع وليس ضد الضحية. • ما هي أكثر القضايا المنتشرة مؤخ ًرا في مجتمعنا؟ لا يوجد لدي إحصائية رسمية، ولكنني أعتقد أن النزاعات المالية من عدم دفع ديون وأجور هي الأكثر والتي تأتي بشكل يومي تقري ًبا. • متى يُكسر حاجز السرية بين المحامي وموكله؟ لا توجد أسرار بين المحامي وموكله، فمن اللقاء الأول بينهما يكون الموكل ملزم بأن يوضح لمحاميه جميع التفاصيل في ظروف قضيته بكل صراحة وشفافية، حتى لا يضع محاميه في مواقف صعبة. • هل سبق وشعرت بالندم بعد دفاعك عن مو ّكل؟ لا إطلاقًا، مهما كان يبقى موكلي جز ًءا من مسؤوليتي المهنية. • كيف كانت النقلة من العمل بمفردك إلى امتلاك مكتب وموظفين وإدارة العديد من القضايا في آن واحد؟ الأمر جاء تدريج ًيا، بدأت أو ًلا بمفردي ثم توسعت الشراكة شيئًا فشيئًا؛ فكل محامي متخصص بقضايا معينة، لذلك أصبح العمل تعاوني وتكاملي. • من خلال خبرتك في عملك، ما النصائح التي توجهها للمقبلين على مهنة المحاماة؟ لا بد من الجد والمثابرة ودراسة مواد القانون بتأني لأن كل مادة لها عمقها وأبعادها المستقبلية، كما يجب متابعة تطورات وتحديثات القوانين بشكل دوري، ويجب على كل مقبل على المحاماة أن يتحلى بالنزاهة والأمانة. • ما هو أهم إنجاز حققته في عملك؟ أنني قد كونت سمعة لنفسي، وثقة موكليني بي، واستطعت أن أك ّون حولي مجموعة من الشباب المهني النقي في مكتب المحاماة، وأعتبر هذا أكبر إنجاز. • من هو أكبر داعم لك والذي يقف وراء نجاحك؟ أكبر داعم لي هو ربي وإيماني، وكذلك زملائي جميعهم لهم الفضل الكبير في الوصول إلى هذا النجاح. • هل هناك خطط قادمة تنوي القيام بها في مسيرتك المهنية؟ نعم إن شاء الله إذا مدّني الله بالعمر، لدي تجارب وبحوث اريد جمعها وتنظيمها، والبحث في المسائل القانونية التي تحتاج للتحري.
مشاركة :