سجلت قناة بنما عاما ماليا قياسيا في 2021 مع ارتفاع حجم الشحن البحري أكثر من أي وقت مضى رغم أزمة ناجمة عن اختناقات في المرافئ العالمية، حسبما أعلنت السلطات. وعبر ما مجموعه 516 مليون طن من البضائع في القناة، تتضمن خصوصا حاويات وحبوبا ومواد كيماوية وغازا طبيعيا مسالا، بين تشرين الأول (أكتوبر) 2020 وأيلول (سبتمبر) 2021، وفق سلطة قناة بنما. ووفقا لـ"الفرنسية" أمس، يمثل الرقم زيادة 8.7 في المائة في حجم الشحن مقارنة بالعام المالي السابق، الذي بدوره كان قياسيا رغم تباطؤ الاقتصاد العالمي والتجارة بسبب تداعيات كوفيد - 19. وقال رئيس السلطة ريكوارتي فاسكيز في مؤتمر بالفيديو، "حقا العام المالي لقناة بنما كان استثنائيا". وتعود أرقام الشحن القياسية الجديدة إلى زيادة حجم السفن وعبورها البحر مع مزيد من الحاويات، لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة، وفق فاسكيز. كما أن تزايد الطلب على الحبوب بين الصين والولايات المتحدة، إضافة إلى ارتفاع وتيرة نقل الغاز الطبيعي المسال، أدى إلى زيادة الشحن عبر القناة. وتأتي الأرقام القياسية الجديدة رغم أزمة تجارة عالمية ناجمة عن تعطيل سلاسل الإمداد واحتقانات في المرافئ على خلفية الوباء، ما أدى إلى نقص السلع في بعض الأسواق. غير أن ذلك لم يؤثر في القناة، وفق فاسكيز. ومنذ أن فتحت الولايات المتحدة القناة في 1914، عبرها أكثر من مليون سفينة. واستعادت بنما السيطرة على القناة في 1999 بموجب معاهدة قناة بنما الموقعة في 1977. وفي سياق متصل، اضطرت كثير من مناطق التصنيع الآسيوية إلى خفض الإنتاج في الأشهر الأخيرة جراء قيود فرضتها الحكومات ترمي إلى إبطاء انتشار الفيروس. وأعلنت المصانع في أوروبا ومناطق أخرى خفض الإنتاج جراء تراجع توريد المكونات من آسيا. وتعرضت سلاسل الإمداد أيضا لعراقيل أوائل العام الجاري جراء السفينة التي جنحت في قناة السويس وسدت المجرى الملاحي. وتعمل سنغافورة، التي جرى اختيارها للمرة الأولى أفضل ميناء عالمي الأسبوع الجاري، حسبما أعلنت السلطات في الدولة/المدينة، على توسيع وتحديث منشآت مينائها التي بحسب مجلس الشحن العالمي، كانت ثاني أكبر منشآت في العالم بعد ميناء شنغهاي فيما يتعلق بالحجم في 2020. وتقع سنغافورة في نهاية شبه الجزيرة الماليزية، حيث يلتقي مضيق ملقا وبحر الصين الجنوبي، وهي ممر الشحنات التي تتحرك من إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط إلى الصين واليابان، وهما ثاني وثالث أكبر اقتصادات في العالم على الترتيب.