في غمرة الخلاف حول رخص الصيد .. لندن تهدد بتعزيز تفتيش السفن الأوروبية

  • 10/30/2021
  • 22:47
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هددت لندن بتعزيز عمليات تفتيش سفن الصيد الأوروبية في المياه البريطانية ردا على إجراءات انتقامية أعلنتها فرنسا في غمرة الخلاف حول رخص الصيد في مرحلة ما بعد بريكست. وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان إن الأخيرة "تعتزم إطلاق آلية لتسوية الخلافات نص عليها الاتفاق التجاري لما بعد بريكست"، ويشمل ذلك "تنفيذ عمليات تفتيش دقيقة تتناول نشاطات الصيد البحري للاتحاد الأوروبي في المياه الإقليمية للمملكة المتحدة". ووفقا لـ"الفرنسية"، تتبادل باريس ولندن الاتهامات بانتهاك الاتفاق التجاري لما بعد بريكست الذي تم التوصل إليه نهاية العام الفائت، لجهة رخص الصيد في المياه البريطانية. وتأخذ فرنسا على بريطانيا أنها منحت عددا محدودا من هذه الرخص لسفنها، وهددت باتخاذ إجراءات انتقامية اعتبارا من الثلاثاء المقبل وتشديد عمليات المراقبة ومنع السفن البريطانية من الرسو في الموانئ الفرنسية. وقال إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي إن صدقية بريطانيا على المحك في ما يتعلق بالنزاعات ما بعد بريكست، لجهة تراخيص الصيد وبروتوكول إيرلندا الشمالية، وذلك في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز نشرت مساء الجمعة. وأكد الرئيس الفرنسي أنه ليس هناك استفزاز ولا توتر، بشأن مسألة حقوق الصيد، ولكن "علينا احترام بعضنا البعض" و"احترام الكلمة التي أعطيت" في هذا الإطار. واعتبر ماكرون أن ما يحصل اختبار لصدقية رئيس الوزراء البريطاني وحكومته، قائلا إنه واثق بحسن نية المملكة المتحدة. ويبدو أن بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي يتخذون موقفا حذرا في مواجهة هذا النزاع، إذ دعت الحكومة الألمانية كلا الجانبين إلى التفاوض. وسط هذه الأجواء، يلتقي ماكرون رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نهاية الأسبوع في روما على هامش قمة مجموعة العشرين، وفق داونينج ستريت. وقال جونسون لصحافيين خلال توجهه إلى روما "سنفعل ما هو ضروري للدفاع عن المصالح البريطانية، فرنسا هي أحد أفضل وأقدم وأقرب حلفائنا وأصدقائنا وشركائنا، والروابط التي توحدنا أقوى بكثير من الاضطرابات الحالية التي تشهدها علاقتنا". وفي لندن، استدعيت كاثرين كولونا سفيرة فرنسا لدى المملكة المتحدة، الجمعة، في إجراء نادر جدا بين الدولتين الحليفتين. وغادرت السفيرة بلا أي تعليق بعد مقابلة في وزارة الخارجية استمرت 20 دقيقة. وأعربت وندي مورتن وزيرة الخارجية "عن خيبة أملها من لهجة المواجهة التي تستخدمها الحكومة الفرنسية باستمرار التي لا تجعل حل الموقف أكثر سهولة وفق التقرير البريطاني. وتحذير لندن أبلغه ديفيد فروست وزير الدولة البريطاني المكلف بريكست إلى ماروس سيفكوفيتش نائب رئيس المفوضية الأوروبية. والتقى الرجلان الجمعة في لندن وعرضا مدى تقدم المفاوضات حول نقطة ساخنة أخرى بين لندن وبروكسل هي بروتوكول الإجراءات الجمركية لمرحلة ما بعد بريكست في ما يتعلق بإيرلندا الشمالية التي لا تزال في السوق الموحدة والاتحاد الجمركي الأوروبي. وأورد المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن المحادثات جرت هذا الأسبوع في إطار روح بناءة، لكنه أشار إلى استمرار وجود تباينات مهمة، خصوصا على صعيد دور محكمة العدل الأوروبية في تسوية الخلافات. ومن المقرر أن تتواصل المحادثات الأسبوع المقبل في بروكسل. وكانت فرنسا قد أعلنت أنها ستمنع قوارب الصيد البريطانية من إفراغ حمولاتها في الموانئ الفرنسية، وأنها ستشدد إجراءات التفتيش الجمركية للشاحنات إن لم يحصل الصيادون الفرنسيون على مزيد من الرخص للصيد في المياه البريطانية. ودعا جورج أوستيس وزير البيئة البريطاني إلى الهدوء، ووقف التصعيد، مؤكدا أن الباب لدى حكومته لا يزال مفتوحا، فيما عبر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس عن انفتاحه لإجراء محادثات بشرط أن تحترم لندن "تعهداتها". لكن لندن اعتبرت أن الإجراءات الفرنسية المعلنة غير متكافئة وحذرت من أنها ستكون موضع "رد متناسب ومدروس". وأكد جونسون أنه لا يستبعد اللجوء إلى آلية تسوية النزاعات مع الاتحاد الأوروبي المدرجة في اتفاق بريكست لأول مرة.

مشاركة :