المناخ والتعافي الاقتصادي واللقاحات تتصدر محادثات اليوم الأول لقمة «العشرين»

  • 10/30/2021
  • 23:14
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ قادة دول مجموعة العشرين لأكبر اقتصادات عالمية أمس، محادثات تستمر يومين، تصدرتها قضايا المناخ والتعافي الاقتصادي واللقاحات الخاصة بجائحة كورونا. وبحسب "رويترز"، كشفت مسودة البيان الختامي لمجموعة العشرين أن الدول الكبيرة من المرجح أن تشدد تعهداتها بالتحرك من أجل مكافحة تغير المناخ، لافتة إلى أن دول المجموعة ستكثف جهودها للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض في نطاق 1.5 درجة مئوية، وهو المستوى الذي يقول علماء إنه ضروري لتجنب أنماط مناخ جديدة كارثية. وأشارت إلى أن القادة أقروا أيضا بأهمية تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفري بحلول منتصف القرن، وهو هدف لا تزال بعض أكثر دول العالم تسببا في التلوث غير ملتزمة به. وعلى الرغم من أن النقاش بشأن المناخ هيمن على معظم مناقشات اليوم الأول للقمة فإن المحادثات شملت أيضا جائحة كوفيد - 19 والتعافي الاقتصادي. كما ناقش القادة المخاوف المتعلقة بزيادة أسعار الطاقة وأزمة سلاسل الإمداد المطولة، ومن المنتظر أيضا أن يصوغوا خططا لتطعيم 70 في المائة من سكان العالم ضد مرض كوفيد - 19 بحلول منتصف 2022 وتشكيل قوة عمل لمكافحة أي جائحة مستقبلية. وأكد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في روما "لا يزال الطريق أمامنا طويلا على صعيد كل أهدافنا المناخية وعلينا أن نحث الخطى. ولم يفت الأوان لكن علينا التحرك الآن". وسبق لجوتيريش أن أكد "لا يزال بإمكاننا أن نضع الأمور على السكة الصحيحة واجتماع مجموعة العشرين هذا فرصة للقيام بذلك". وفرض النقص المتكرر في السلع والمواد في سلسلة الإمدادات العالمية الذي يهدد بالتأثير سلبا في وتيرة الانتعاش الاقتصادي نفسه على جدول أعمال اجتماعات روما التي تناول أيضا دين أفقر دول العالم والجهود الهادفة إلى تلقيح السكان لمكافحة جائحة كوفيد - 19. وسيستغل قادة مجموعة العشرين فرصة اجتماعهم حضوريا للمرة الأولى منذ بدء الجائحة لعقد اجتماعات ثنائية أو ضمن مجموعات صغيرة. وافتتحت القمة بالتقاط صورة لرؤساء الدول والحكومات مع العاملين في قطاع الرعاية الصحية الذين يقفون في الخطوط الأمامية لمكافحة وباء فيروس كورونا. وعادة ما يلتقط قادة مجموعة العشرين "صورة عائلية" في بداية قمتهم السنوية، لكن هذا العام انضم إليهم أطباء وممرضات ومسعفون على المنصة حيث قام السياسيون بالتصفيق لهم. ووقف العاملون، الذين يرتدي البعض منهم معاطف المختبرات البيضاء، فيما يرتدي آخرون الزي العاكس للمسعفين، جنبا إلى جنب مع القادة. من جانبه، نوه ماريو دراجي رئيس الوزراء الإيطالي، بالخطط والإجراءات التي اتخذتها دول مجموعة العشرين G20 للتعافي من آثار جائحة فيروس كورونا، وتحسين مستوى الاستدامة. وقال في كلمته الافتتاحية لأعمال قمة قادة مجموعة العشرين "سنكون قادرين على بناء نموذج اقتصادي جديد والعالم سيكون أفضل، وعلينا إدراك التحديات التي نواجهها سويا، وهناك دول ما زالت لم تتلق كفايتها من جرعات كورونا، ولم نصل حتى الآن إلا لـ30 في المائة في توزيع اللقاحات، ويجب الوصول لنسبة 70 في المائة نصف 2022". وأكد أهمية القيام بمزيد من الأبحاث العلمية وزيادة قدرة تصنيع اللقاحات، مشيرا إلى جمع 650 مليار دولار لمساعدة جهود اللقاحات وتوزيعها للدول الأكثر حاجة لها. وحث دراجي، في كلمته، على تعاون دولي أكبر بشأن القضايا الملحة، فيما تأخذ الحمائية والقومية في الصعود حتى قبل الجائحة، مؤكدا أن "تعددية الأطراف هي أفضل إجابة للمشكلات التي نواجهها اليوم". وأضاف أنها الإجابة الوحيدة الممكنة إلى حد كبير. من الجائحة إلى التغير المناخي إلى نظام ضرائب عادل ومنصف، تخطي هذا بمفردك ببساطة ليس خيارا. وأشاد دراجي بالاتفاق بشأن إصلاح ضرائب الشركات العالمية الذي توصل إليه وزراء مالية مجموعة العشرين مسبقا. وقال دراجي قبل المحادثات بين قادة العالم في روما "لقد توصلنا إلى اتفاق تاريخي من أجل نظام ضريبي دولي أكثر فعالية وعدلا". وتعهد دراجي أيضا بالالتزام بهدف منظمة الصحة العالمية بتطعيم ثلثي سكان العالم ضد فيروس كورونا بحلول منتصف العام المقبل. وقال "اقتربنا كثيرا من بلوغ هدف منظمة الصحة العالمية تطعيم 40 في المائة من سكان العالم بحلول أواخر عام 2021. علينا الآن القيام بكل ما في وسعنا لبلوغ 70 في المائة بحلول منتصف عام 2022". غير أنه انتقد الفروق الكبيرة في معدلات التطعيم بين الدول، قائلا إنه توجد "تفاوتات مذهلة في التوزيع العالمي للقاحات". وأشار إلى أنه فيما تلقى أكثر من 70 في المائة من سكان الدول النامية جرعة واحدة على الأقل من لقاحات كوفيد، إلا أن هذه النسبة تتراجع إلى نحو 3 في المائة في مناطق العالم الأكثر فقرا، لافتا إلى أن "هذه التباينات غير مقبولة أخلاقيا وتقوض التعافي العالمي". في السياق، التقى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وذلك على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، كما أعرب جونسون عن شكره لرئيس الوزراء الإيطالي لاستضافته قمة مجموعة العشرين، التي عدها علامة فارقة قبل قمة المناخ كوب 26.

مشاركة :