البعض صدمته ردود الافعال التي قابلت تصريحات الوزير المستجد جورج قرداحي الأخيرة، فقد قامت المملكة العربية السعودية بجملة قرارات ردا على هذه التصريحات الساذجة والدالة على ضحالة التراكمات الثقافية والسياسية لدى قرداحي، حيث توالت هذه الردود تصاعدا بدءا من سحب السفير وليد البخاري من بيروت والطلب من السفير اللبناني في الرياض مغادرة المملكة ووقف الاستيراد من لبنان... الخ، وكذلك قامت الامارات والكويت والبحرين بنفس الخطوات ووصلت الى حد منع المواطنين من هذه الدول من السفر الى لبنان. البعض رأى ان رد الفعل الخليجي عامة والسعودي خاصة اكبر من المتوقع امام هذه التصريحات الساذجة والتي صدرت من شخصية لا وزن لها بالاساس في القاموس السياسي وحتى الثقافي أمام مملكة نازعت الدول العظمى في مكانتها واثبتت في حكمتها خطواتها وسداد قراراتها في كل المجالات والأوقات. ولكن من يرجع للتاريخ القريب ويرى تراكم الأحداث في لبنان وانزلاق الحكومات الأخيرة اللبنانية لحضن حزب الله وبالتالي للحضن الإيراني.. ويشاهد وبحزن كامن انهيار المنظومة الإقتصادية والسياسية والأمنية في لبنان يجد أن الحكومة الأخيرة ايضا لم تختلف عن حكومة دياب التي سبقتها وكانت حكومة حزب الله والتيار الوطني الحر، حيث أن الثنائي العوني وحزب الله اصبحا عرابي إسقاط الدولة وتهشيمها وتهميشها ايضا لتسليمها كاملة للمشروع الإيراني الوقح بتطلعاته وأهدافه وسياساته. وهنا لا يمكن فصل النموذج اللبناني المشوه عن النموذج العراقي المتخلف الان والذي بات مقبرة للطموح والحضارة والأمل واصبح شعبه مقسما بين قاتل ومقتول حيث ولغاية كتابة هذه السطور تقوم مليشيات الحشد وهي نسخة عن حزب الله بإبادة قرى بكاملها في ديالى ودون ضجيج او محاسبة من الحكومة المرهونة لطهران... وكذلك تقوم مليشيات الحوثي بمجازر على ابواب مأرب في هذه اللحظة وحيث قامت بقصف مطار عدن من ساعات على رأس الشعب اليمني ولتخريب ما تبقى من اليمن وتسليمه لأسيادهم القادمين من تكايا قم وظهران والضاحية الجنوبية. ومن هنا ولو ترك المجال لأغبياء المرحلة وحاملي المناشف كقرداحي وشربل و... الخ فسوف يستمرون بحرف الحقائق والتملق لمشغليهم من أتباع طهران طمعا في كراسي السلطة فقط... وسنجد ان صبرنا عليهم سيجعلنا ندفع لطهران بالنتيجة الخمس المعنوي والمادي ولوصل الأمر الى الطلب من شعوبنا العربية لغسل أقدام الزاحفين الى مراقد الموتى وحمل قدور الطعام الى مواكب – عزاء الحسين وكاظم وباسم وأم خليل ايضا... انها تراكمات ومشاهدات يومية على التنمر والتغول لعملاء إيران على اربعة دول عربية كلها مجاورة وعريقة سابقا وأصبحت محتلة ومختلة بالمرض الفارسي... ووجب دق الجرس ووجب ايقاف زحف الأغبياء لمواكبهم.... لقد كان قرداحي هو اقل من الشعرة التي قصمت ظهر البعير.
مشاركة :