أبوظبي في 31 أكتوبر / وام / استضافت أكاديمية الشيخ زايد الخاصة للبنين في أبوظبي وبالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء مجموعة من رواد الفضاء الدوليين من بينهم هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي. وضم الفريق كلا من رائد الفضاء الأمريكي أندرو مورجان، ورائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير، ورائد الفضاء الأمريكي نيك هيج، ورائد الفضاء الروسي أوليج سكريبوشكا. وكان في استقبالهم لدى وصولهم الأكاديمية سعادة خديم عبدالله الدرعي العضو المنتدب لمجموعة العين القابضة، رئيس مجلس أمناء الأكاديمية وعدد من أعضاء مجلس الأمناء وأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية ومجلس الطلاب. ورحب سعادة خديم عبدالله الدرعي بالفريق الزائر مشيراً إلى الدور الكبير الذي يقومون به في مجال البحث العلمي واستكشاف الفضاء والذي يعود بالنفع على البشرية والعالم أجمع، وقال : إن دولة الإمارات وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وبمتابعة ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصبحت مصدر فخر واعتزاز في ترسيخ مكانتها في مجال اكتشاف الفضاء وعلومه. وأضاف الدرعي : نفخر بانضمام دولة الإمارات لمهمات برنامج استكشاف الفضاء وبمسيرة التقدم العلمي والإنجازات غير المسبوقة التي تواكب احتفال الدولة بعام الخمسين، وتزامنًا مع استضافة المؤتمر الدولي للفضاء في دورته الـ72، والأول في المنطقة العربية والذي يعد الأكبر في تخصص الفضاء عالمياً، وقال : جاء استقبال رواد الفضاء الدوليين والمشاركين في المؤتمر في الأكاديمية داعما لدور الإمارات في ترسيخ روح الاجتهاد وطلب العلم والبحث والاستكشاف لدى جيل المستقبل، وإن الأكاديمية ببرامجها الداعمة تسعى دائمًا لتوفر لطلبتها بيئة التعلم التي تحثهم على البحث والتفوق العلمي. وكان برنامج رواد الفضاء قد بدأ بجولة في قسم المرحلة الأساسية، حيث اصطف الطلبة ملوّحين بأعلام دولة الإمارات تعبيراً عن اعتزازهم وفخرهم باستقبال أول رائد فضاء إماراتي وبلقاء فريق روّاد الفضاء الدوليين في الأكاديمية. والتقى الرواد خلال الزيارة بالطلبة في صفوفهم حيث اطلعوا على بعض الأعمال الطلابية المتعلقة بالفضاء، كما تفاعلوا مع الطلبة من حيث الإجابة على الأسئلة المتعلقة برحلات الفضاء. كما تم تنظيم حلقات نقاشية في مسرح الأكاديمية لطلاب المرحلة العليا بدأت بكلمة افتتاحية ألقاها نيل ماثيوز مدير المدرسة تطرق خلالها إلى تاريخ البرنامج الدولي في استكشاف الفضاء، وأشاد برؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - واهتمامه وإيمانه بقدرة دولة الإمارات على تطوير برنامجها الفضائي الخاص، وثمرة الجهود التي تكللت بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء والإنجاز الذي حققه أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري. وأوضح أن استضافة الأكاديمية لفريق روّاد الفضاء الدوليين يعد فرصة ملهمة للطلبة تدعم جهود الأكاديمية في تعزيز الابتكار والطموح الإيجابي لاستشراف المستقبل. كما تحدث رواد الفضاء خلال الحلقات النقاشية عن تجاربهم وأهم التحديات والدروس المستفادة من رحلاتهم، وأجابوا عن استفسارات الطلبة التي أوضحت اهتمامهم الشديد بعلوم الفضاء وفضولهم تجاه معرفة المزيد عن خبرات الرواد وتجاربهم. وأكد رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري أهمية التعليم الجيد في مجال الفضاء، بالإضافة إلى المهارات الأساسية المطلوبة كالعمل الجماعي، والتواصل والقيادة، والرغبة باكتساب المعرفة والمهارات الفنية والحياتية المختلفة. وعبّر عن طموحه بالمشاركة في المزيد من المشاريع المخصصة لاستكشاف الفضاء مثل الروبوتات المستخدمة على سطح القمر، ورغبته بالانضمام للمهام المتعلقة بدراسة متلازمة العين العصبية المرتبطة برحلات الفضاء. وأكّد هزاع المنصوري التزامه بأن يكون دائمًا مصدر إلهامٍ للجميع من حيث التطوير المستمر والتدريب والتحضير للمهمات المستقبلية وتبادل الخبرات الدولية .. وأشار إلى أن الإمارات بصدد التخطيط لمهمات أخرى في المستقبل. وأضاف : من الأهمية أن يكون لدى الشخص الدافع والمقدرة على اكتساب المزيد والمزيد من المهارات، وضرورة تحمل المسؤوليات التي تقع على عاتقه والالتزام بواجباته ومهامه، وضرب مثلاً بنفسه حين استغل الشهرة التي حصل عليها بشكلٍ جيد كوسيلة لإلهام الآخرين. وردا على سؤال حول فترة التأقلم بعد العودة من الفضاء وتأثير الجاذبية عليهم .. قال رائد الفضاء الأمريكي أندرو مورجان إن هذا الأمر يتعلق بتلقيهم للتدريبات اللازمة قبل بدء الرحلة وحرصهم على الحفاظ على لياقتهم البدنية من خلال ممارسة الرياضة والتمارين الشاملة يومياً لمدة ساعتين ونصف. وتحدث عن فترة إعادة التأهيل التي يتلقونها بعد العودة من الفضاء لاستعادة توازنهم وعن الجاذبية التي تسمح لهم بالانزلاق والمشي على السقف وتناول الطعام والتقاط صور لكوكب الأرض من النافذة، بالإضافة إلى إجراء المكالمات والتحدث مع عائلاتهم من الفضاء الخارجي. من جهتها تحدثت رائدة الفضاء جيسيكا مير عن انضمامها لأول مهمة نسائية خارج محطة الفضاء الدولية وأول مهمة سير في الفضاء اقتصرت على رائدات فضاء إناث فقط، وقالت إن مهمة السير في الفضاء الخارجي صعبة للغاية على المستويين الذهني والبدني، لذا كان عليهن الحرص على الاستعداد والتحضير الشامل لإتمام المهمة بنجاح. وأشارت إلى أن رواد الفضاء يجب أن يعملوا على تشكيل فريق جيد يتمكن أفراده من حماية بعضهم البعض ويكون لديهم ما يكفي من مهارات التواصل والقيادة للتمكن من العيش سوياً في مكانٍ واحد لمدة قد تصل لما يزيد عن ستة أشهر. وحول كيفية تأقلمه مع الأشعة الصادرة عن الشمس خلال رحلته .. قال رائد الفضاء الروسي أوليج سكريبوشكا إن محطة الفضاء الدولية تحلق عبر المدار الأرضي المنخفض والذي يقع ضمن نطاق كوكب الأرض مما يجعل خطر الإشعاع أمراً مستبعداً. بدوره قال رائد الفضاء الامريكي نيك هيج إن الرغبة الدائمة في التعلم واكتساب المزيد من المعرفة هي صفة يجب أن يتسم بها أي رائد فضاء، وخاصةً أنهم يعيشون في مركبات الفضاء لفترات طويلة، لذا عليهم أن يعرفوا كيف يكونون أطباء ومهندسين وفنيين وأن يتعلموا كيفية إصلاح الأغراض وقيادة المركبات الفضائية. وقال : على الرغم من جاهزية الرواد نظراً للتدريبات التي يقومون بها طوال الوقت، إلا أنه فوجئ بما يكون عليه الأمر حقاً في هذه المرة وبمرور الوقت أدرك أن هناك بعض المخاطرة والمجازفة في كل مهمة يقومون بها. من جانبهم أشاد الحضور بانضمام اثنين من رواد الفضاء الإماراتيين إلى الفريق في العام القادم وتفاعلوا مع شرح روّاد الفضاء وإجاباتهم التي كانت ثريّة ومحفزة حيث تطرقوا لعدة جوانب من مهام برامج استكشاف الفضاء وإعداد الروّاد. وطرح سعادة خديم عبدالله الدرعي، سؤالاً عما إذا كان من الممكن أن يتوفر خيار الحياة على الكواكب الأخرى خلال الـ 50 عاماً القادمة، وأوضح فريق الرواد بأن كافة النجاحات بدأت بحلم، وأنهم يعملون على قدم وساق طوال الوقت للبحث عن حلول للمشاكل التي تمنع تحقق هذا الأمر مثل الإشعاع، والطاقة، وطرق التواصل، وقدرة الأجساد على التأقلم مع بيئة الفضاء الخارجي، مضيفين أن الشراكات الدولية مع وكالة الفضاء الدولية، والتقدم في مجال العلوم واستكشاف الفضاء، وإتاحة الموارد هي أمور من شأنها أن تدعم وتساعد على تحقيق مثل هذا الحلم. وفي ختام الحلقة النقاشية، وجه سعادة خديم عبدالله الدرعي الشكر لفريق روّاد الفضاء وأثنى على زيارتهم، معبرًا عن اعتزازه بتواجدهم في الأكاديمية وإتاحة الفرصة للطلاب للقائهم والاستماع لخبراتهم والإجابة عن استفساراتهم التي كانت تشجيعية ومحفزة لخيالهم وطموحاتهم التي ستوجههم نحو المستقبل المشرق. واختتمت الزيارة بتوقيع روّاد الفضاء في سجل الزوّار الخاص بالأكاديمية ومن ثم قام سعادة خديم عبدالله الدرعي بتسليم الدروع التذكارية لروّاد الفضاء والتقاط الصورة الجماعية. - مل -
مشاركة :