سعيد الطاير يسلط الضوء على جهود تحويل دبي إلى اقتصاد محايد للكربون بحلول 2050

  • 10/31/2021
  • 18:29
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي في 31 أكتوبر / وام / أكد معالي سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي أن إمارة دبي لديها خطة طموحة للثلاثين عاماً المقبلة لتحقيق صفرية الانبعاثات الكربونية والوصول إلى نسبة 100% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. جاء ذلك في الكلمة الرئيسية التي ألقاها معاليه ضمن فعاليات "اليوم العالمي للمدن" الذي نظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والمجلس التنفيذي لإمارة دبي ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث تحت شعار "مدينة أفضل لحياة أفضل" في إكسبو 2020 دبي وذلك ضمن فعاليات أسبوع التنمية الحضرية والريفية الذي يجمع عددا من القادة والخبراء والمتخصصين لمناقشة التحديات التي تواجه المدن والمجتمعات في العصر الراهن واستكشاف أهمية تغيير أساليب التنقل والبناء والاستهلاك للتمكن من العيش في الموائل التي ستحتضننا في المستقبل. وتناول "اليوم العالمي للمدن" عدة مواضيع منها التكيف مع التغير المناخي وتعزيز منعة المدن وخاصة بعد التعافي من أزمة كوفيد-19 بمشاركة عدد كبير من المسؤولين ورؤساء المنظمات والخبراء والعلماء على المستويين المحلي والدولي. وقال معالي الطاير : في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. نسعى جاهدين لتحويل التحديات إلى فرص واعدة، وخلال معرض إكسبو 2020 دبي تم الإعلان عن المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي في دولة الإمارات بحلول 2050 في خطوة نوعية تجعل الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطلق هذه المبادرة الاستراتيجية من خلال تكثيف الجهود على المستوى الوطني وتعزيز المنظومة الحيوية للدولة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام مع تأثير إيجابي مباشر على الناتج المحلي الإجمالي. وأضاف : وتنفيذا لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله بتعزيز تحويل إمارة دبي إلى اقتصاد محايد للكربون بحلول عام 2050 وانسجاماً مع التزام إمارة دبي الراسخ بالاستدامة وتعزيزًا لدورها الاستباقي في صياغة المستقبل ودعمها الحثيث لقضايا الطاقة وتغير المناخ .. اعتمد المجلس الأعلى للطاقة في دبي برئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم دراسة معمقة أجراها مجلس دبي لمستقبل الطاقة حول كيفية تحقيق إمارة دبي للحياد الكربوني /صفرية الانبعاثات الكربونية/ بحلول عام 2050 عبر استراتيجية واضحة وخارطة طريق لتحويل دبي إلى مركز للتميز في التقنيات الجديدة اللازمة والضرورية لتحقيق صفرية الانبعاثات الكربونية والوصول إلى نسبة 100% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050 .. ولدى دبي خطة طموحة للثلاثين عاماً المقبلة وقد تم وضع برامج وآليات للمرحلة المقبلة تشمل قطاع الطاقة والمياه وقطاع النقل والصناعة والمباني والنفايات كما تتضمن الخطة الممكنات والنظم والبحوث والتطوير. وقال معالي الطاير : لطالما آمنت دولة الإمارات في شق طريقها الخاص نحو النجاح وتهدف مبادرة "مشاريع الخمسين" التي أطلقتها قيادتنا الرشيدة إلى تنويع وتعزيز اقتصاد الدولة، وقد أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله بدور القطاعين الحكومي والخاص لاستجابتهما القوية للتحديات الكبيرة التي فرضتها جائحة كوفيد-19 حيث أثبتت دولة الإمارات قدرتها على أن تكون نموذجاً عالمياً يحتذى به في التعامل مع الأزمات والتغلب على الصعوبات ونجحت في تحقيق إنجازات كبيرة بكل مرونة وكفاءة حيث قدمت أفضل نموذج للممارسات التي ستحدث تغييرات إيجابية أساسية لكوكب الأرض .. وعلى الرغم من الجائحة واصلنا استمرارية الأعمال من خلال تنفيذ مشاريعنا ومبادراتنا المستدامة وكذلك التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على بيئة نظيفة وصحية وآمنة ومستدامة. وأضاف معاليه: تعاني المدن في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد من آثار التحديات والمخاطر المرتبطة بتغير المناخ وغيرها مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر وموجات الحر والانهيارات الأرضية والعواصف وغيرها .. ولدينا في الإمارات استراتيجيات وخطط واضحة للتكيف مع ظاهرة التغير المناخي والتعامل مع آثارها المحتملة على مختلف القطاعات، ويعد تعزيز اقتصاد مرن لمواجهة تغير المناخ شرطًا أساسيًا لدولة الإمارات ودبي لتحقيق التغيير وتعمل حكومة دبي بشكل وثيق مع مختلف القطاعات للتصدي لمخاطر وآثار تغير المناخ ولديها خطط للتخفيف والتكيف على مستوى الإمارة تشمل خطة دبي للتكيف مع التغير المناخي. وأوضح : تنسجم استراتيجياتنا مع هذه الخطة من خلال خطة المرونة للتغير المناخي التي تهدف إلى تقييم وتوقع حساسية التغير المناخي بشكل واقعي وتحديد تدابير التخفيف القائمة والضوابط الوقائية وإجراءات المرونة المستقبلية لمعالجة التأثيرات المختلفة لعوامل التغير المناخي، وأطلقت الدولة مشاريع رائدة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة النظيفة تشمل مختلف مصادر وتقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة المتاحة بما في ذلك الألواح الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة وإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية وتقنية الطاقة المائية المخزنة باستخدام الطاقة النظيفة إضافة إلى توليد الكهرباء من خلال الاستفادة من طاقة الرياح والطاقة النووية السلمية. وأشار معالي الطاير إلى أنه في عام 2019 أكدت إمارة دبي مرة أخرى التزاماتها وجهودها لضمان استدامة المدينة حيث حققت هيئة كهرباء ومياه دبي سبقاً عالمياً تمثل بحصول دبي على التصنيف البلاتيني العالمي الخاص بالمدن - الريادة في الطاقة والتصميم البيئي /LEED/ بحسب تصنيف المدن العالمية من مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة الامريكية لتكون بذلك أول مدينة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تحصل على هذه الشهادة المرموقة .. وفي شهر سبتمبر الماضي حصدت دبي جائزة "المدينة النموذجية في مجال المرونة والذكاء والاستدامة" المقدمة من مكتب الأمم المتحدة للحدّ من المخاطر والكوارث وهي الجائزة التي تُمنح لأفضل المدن العالمية في كفاءة الإجراءات التي تعزز من المرونة والحد من المخاطر حيث تم تصنيف دبي كأول مركز للمرونة على مستوى العالم. ونوه إلى انضمام مدينة دبي إلى عضوية شبكة المدن الأربعين القيادية في مجال الحد من ظاهرة تغير المناخ «C40» العالمية لتصبح ضمن مجموعة النخبة لمدن العالم الحاصلة على هذه العضوية وذلك تقديراً لمكانتها ودورها المتقدم والمؤثر تجاه حماية البيئة .. كما حققت الإمارة خفضاً كبيراً في الانبعاثات الكربونية وانخفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في إمارة دبي بنسبة 22% في عام 2019 أي قبل عامين من الموعد المستهدف في استراتيجية دبي للحد من الانبعاثات الكربونية 2021 لتخفيض الانبعاثات بنسبة 16% بحلول عام 2021. وقال إن استراتيجية دبي لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2030 التي تضم 11 برنامجاً حققت نتائج مهمة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2011 و 2020 حيث انخفض استهلاك الفرد السنوي للكهرباء 23% وفي استهلاك المياه 21 % وذلك في عام 2020 مقارنة بعام 2010 حيث تم تخفيض 25 تيراوات ساعة من الكهرباء و40 مليار جالون من المياه المحلاة وبما يعادل خفض 11.5 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفترة ذاتها. وأوضح معالي الطاير أن دبي تستكمل مراحل مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم وفق نظام المنتج المستقل والذي ستبلغ قدرته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 .. ودشنت الإمارة مشروع «الهيدروجين الأخضر» في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي الذي يعد المشروع التجريبي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وأحد أهم المصادر الواعدة للطاقة ومن بين المصادر الصديقة للبيئة التي تشكل أحد ركائز مستقبل مستدام يعتمد على تسريع الانتقال إلى الحياد الكربوني. وقال : نحن أيضا بصدد تطوير استراتيجية طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتعزيز استخداماته في كافة التطبيقات المناسبة في المدى القريب والمتوسط والبعيد ولغاية عام 2050 .. وتعد دبي من المدن القليلة في العالم التي اعتمدت نهجاً فريداً للتطور إلى مدينة ذكية مستدامة تسعى دوماً لتحسين جودة الحياة حيث نهدف إلى بناء مدينة تلعب فيها التكنولوجيا المتقدمة دوراً رئيسياً في توفير نوعية حياة أفضل للجميع من خلال الخدمات الذكية .. ونسعى لتحقيق أهداف خطة دبي الحضرية 2040 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مارس 2021 والتي ترسم خارطة طريق متكاملة للتنمية الحضرية المستدامة لجعل دبي المدينة الأفضل للحياة على مستوى العالم. وأكد أن في هذا السياق أن إمارة دبي كانت سباّقة في إيجاد منصات تشاركية لعرض أفضل التجارب العالمية في مجال الاقتصاد الأخضر والتقنيات وعرض أفضل الفرص الاستثمارية والتجارية حيث نظمت هيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر فعاليات الدورة السابعة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر والتي أقيمت برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحت شعار "حشد الجهود لمستقبل مستدام" وذلك في بداية معرض إكسبو 2020 دبي. ونوه معاليه: تعد هيئة كهرباء ومياه دبي أول مؤسسة حكومية تعتمد الاستدامة ضمن خطتها الاستراتيجية لتمكنها من تحقيق أهداف الاستدامة على المدى الطويل وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 كما نعتمد التحول الرقمي والشبكات الذكية والتقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة، وقال : تتضمن جهودنا لدعم قطاع الشباب استضافة الدورتين الأولى والثانية لمسابقة ديكاثلون الطاقة الشمسية الشرق الأوسط التي تنظم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا .. وتنظم دورة هذا العام من المسابقة بالتزامن مع إكسبو 2020 دبي تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي في إطار الشراكة بين هيئة كهرباء ومياه دبي والمجلس الأعلى للطاقة في دبي مع وزارة الطاقة الأمريكية لتسليط الضوء على مكانة دبي كمدينة المستقبل التي تتبنى حلولا مستدامة وتوفر فرصا للشباب من جميع أنحاء العالم للإبداع والابتكار .. ومن بين مبادراتنا الأخرى مجلس هيئة كهرباء ومياه دبي للشباب والذي تم تشكيله استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة لتشجيع مشاركة الشباب المواطن من جميع إمارات الدولة .. وتعد المبادرة العالمية لشباب الإمارات "برنامج الإمارات للمندوبين الشباب لدى الأمم المتحدة ومجلس هيئة كهرباء ومياه دبي للشباب من المنتديات التي تدعم مشاركة الجيل القادم في مسيرة التنمية المستدامة لدولة الإمارات. وأكد إيمان الهيئة بأن الشباب هم ثروة الوطن ونريد أن نضمن أن يكون لديهم القدرات والكفاءات العالية التي تمكنهم من تولي زمام القيادة على نفس مستوى نظرائهم العالميين للمساهمة في تحقيق الدولة لأهدافها الطموحة كما أُبرزت في مئوية الإمارات 2071 والاستراتيجية الوطنية للشباب. واختتم معالي الطاير بالقول : أتقدم بالشكر لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والمجلس التنفيذي لإمارة دبي ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، وإنني على ثقة أن هذا المؤتمر سيسهم في تسليط الضوء على المبادرات الطموحة والحلول المتنوعة وأفضل الممارسات للتعافي الحضري والأخضر والمرن من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومختلف أنحاء العالم.

مشاركة :