عندما انتقلت إلى فرنسا قبل 12 عاماً (الحديث للصحافية باميلا غروكمان)، بدا لي الأمر مثل الوصول إلى فردوس غير ودي، وبالكاد تكلم معي أحدهم، ولكن كانت هناك عطلات مدفوعة للأمهات، وكان الجميع متفقين على الحاجة إلى فرض قوانين صارمة حول حمل الأسلحة، وموضوع تنظيم الأسرة والإجهاض، وليس جميع سكان الدولة يتمتعون بالضمان الصحي فحسب، وإنما معظم المهاجرين غير المسجلين يحصلون على الرعاية الصحية مجاناً. وبدأت أحترم الطريقة التي يفكر بها الفرنسيون، كما شرحها الكاتب سودير هازارسينغ، في كتابه الجديد كيف يفكر الفرنسيون، فكيف أقاوم بلداً يذكر فيها مغني الراب الفيلسوف روسو، والفلسفة موضوع إجباري في المدارس الثانوية. ويعتقد الفرنسيون أن لديهم واجب التفكير ليس فقط لأنفسهم، وإنما لبقية العالم أيضاً، كما كتب هازارسينغ، وكان هذا التفكير ينطوي على مهمة أخلاقية مثيرة للإعجاب، فعندما هرب مئات الآلاف من اللاجئين الفيتناميين أواخر السبعينات، قرر الفيلسوف جان بول سارتر، وريموند أرون، أن يتنازلا عن عداوتهما، ويشكلا فريقاً، ويذهبا للرئيس الفرنسي طالبين منه تقديم المساعدة للاجئين.
مشاركة :