منذ أن بدأت جائحة «كورونا» بالانتشار عالميًّا، أولت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الرشيدة العاملين في الصفوف الطبية والصحية، من أطباء وممرضين وفنيين، كل الدعم والاهتمام، لتصدّرهم جبهة الحرب مع الوباء، ولتضحياتهم العديدة في سبيل إعلاء راية الصحة والسلامة العامة لكل أفراد المجتمع، همّهم في ذلك تلبية نداء الواجب والوقوف صّفًّا واحدًا، رفقةَ المؤسسات الطبية، في وجه الجائحة ومخاطرها على الأرواح. وفي قرار تُرفع له القبعات، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مكتب فخر الوطن، حفظه الله، بمنح الإقامة الذهبية إلى المتميزين من العاملين في «خط الدفاع الأول» وأسرهم، تقديرًا لجهودهم الجبارة والاستثنائية التي أسهمت في حماية مجتمع دولة الإمارات، وتعزيز الصحة العامة بإخلاص وعمل دؤوب خلال فترة الجائحة، الأمر الذي يحمل العديد من الدلالات التي تؤكد الاهتمام بتقديم كل المحفزات والمزايا، التي من شأنها تشجيع المخلصين على بذل المزيد من العطاء، في ظل قيادة حكيمة كانت وستبقى الحريصة على الأرواح، والمبادِرة باعتماد استراتيجيات وسياسات تعزز قدرات الكوادر البشرية الطبية وإمكانياتها، وتوفّر في الوقت نفسه الاستقرار النفسي لهذه الكوادر وعائلاتها، بما ينعكس إيجابيًّا على الأداء، ويرفد القطاع الصحي بالمزيد من الكفاءات. المتأمل لقرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، منح الإقامة الذهبية للمتميزين من العاملين في «خط الدفاع الأول» وأسرهم، يلاحظ الرؤية الاستشرافية لسموه من هذا القرار، فهو إضافة إلى كونه دفعة معنوية وإنسانية كبيرة لهم، يؤكد أن دولة الإمارات هي الحاضنة للمبدعين وذوي الخبرات، ما سيحقق المزيد من المستهدفات الخاصة بتطوير مهارات الكوادر الطبية وخبراتها، والاطلاع على كل المستجدات في القطاع الطبي العالمي، وتحفيز التفكير الإبداعي والاستشرافي لديهم، بما يسهم في تطوير الأبحاث العلمية والتجريبية، التي ترصد التحديات أو تتوقعها، وتقدّم الحلول الملائمة لها في بيئة مستقرة تحفزهم على تطوير الخبرات في التخصصات الطبية على اختلافها. إن تكريم المتميزين من العاملين في المجال الطبي يضع المزيد من المسؤولية على عاتق الأطباء، ليعملوا بجدّ وإخلاص مضاعفَين، يحاولون من خلالهما ردّ الجميل لهذا الوطن وقيادته المعطاءة التي لا تنسى جهود العاملين في شتى القطاعات، وتسعى على الدوام إلى تأمين حياة كريمة ومعيشة آمنة لهم ولأسرهم، ولكل من يرغب في القدوم إلى الدولة للعيش فيها، والعمل على أرضها. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :