تشارك المملكة في مؤتمر الأمم المتحدة حول تغيير المناخ، الذي انطلق أمس، بمدينة غلاسكو في نسخته الـ «26 COP2»، انطلاقا من اهتمامها بملف التغييرات المناخية وحماية البيئة، بما يتماشى مع برنامج التحول الذي خطته رؤية 2030، وعززت المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي، من دورها الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، وإسهامها في حماية كوكب الأرض، ونتج عن ذلك إصدار إعلان خاص حول البيئة؛ لضمان مستقبل مستدام يحد من التدهور البيئي والحفاظ على التنوع الحيوي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وإصلاحها، والمحافظة على المحيطات، وتشجيع توفر الهواء والماء النظيفين، والتعامل مع الكوارث الطبيعية والظواهر المناخية الشديدة، ومعالجة التغير المناخي.إستراتيجية للبيئةأسهمت الجهود الوطنية لمواجهة التغير المناخي في تطوير الإستراتيجية الوطنية للبيئة، وتحقيق التحول في القطاع البيئي، وتتضمن الإستراتيجية 65 مبادرة تغطي الجوانب البيئية كافة، بتكلفة تتجاوز 50 مليار ريال، كما شهدت عملية هيكلة منظومة العمل البيئي في المملكة إنشاء 5 مراكز بيئية متخصصة في مجالات متعددة، واستضافت الرياض منتدى مبادرة السعودية الخضراء، الذي شهد إعلان أكثر من 59 مبادرة تبنتها المملكة بحجم استثمارات يفوق 185 مليار دولار.الطاقة والنقلأطلقت وزارة الطاقة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، الهادفة إلى زيادة نسبة الطاقة المتجددة للوصول إلى المزيج الأمثل، ورفع كفاءة قطاع الكهرباء، وتحقيق الأهداف البيئية بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.ويشمل برنامج الطاقة المتجددة تطوير 30 مشروعا تنفذ خلال السنوات السبع القادمة، كما عملت مجموعة العشرين خلال اجتماعاتها في العام الماضي برئاسة المملكة على تبني مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، لتحقيق هدف الحياد الكربوني المتوائم مع اتفاقية باريس للمناخ، وتستهدف المملكة الوصول إلى الحياد الصفري للانبعاثات في عام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري الكربوني، عبر المجموعة الأولى من مبادرات «السعودية الخضراء»، ويتوافق هدف المملكة الوصول للحياد الصفري مع خططها التنموية وجهود تمكين تنوعها الاقتصادي، وتم إطلاق برنامج استدامة الطلب على البترول، بمشاركة مجموعة من الجهات الحكومية والشركات ومراكز البحوث، لاستدامة وتنمية الطلب على المواد الهيدروكربونية كمصدر تنافسي للطاقة.وتشمل خطط المملكة في مجال مصادر الطاقة المتجددة، «طاقة الرياح والطاقة الشمسية» اللتين ستمثلان ما نسبته 50 % من الطاقة المستخدمة لإنتاج الكهرباء في المملكة بحلول عام 2030، وستنضم المملكة إلى التعهد العالمي بشأن الميثان لخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 30 ٪ مقارنة بمستوى الانبعاثات في عام 2020، أما منظومة النقل في المملكة فتعمل بالتعاون مع القطاعات ذات العلاقة على تقليل نسب التلوث الناجمة عن حركة وسائل النقل والمشاريع المتعلقة بها، وتعزيز مبادرات حماية البيئة والمحافظة على الغطاء النباتي الطبيعي.صون المواردتضمنت جهود حماية البيئة وصون مواردها الطبيعية إنشاء صندوق للبيئة للإسهام في تحقيق الاستدامة المالية لهذا القطاع، وإنشاء القوات الخاصة بالأمن البيئي، وتطوير القدرات الوطنية في مجال التنبؤ بالكوارث الطبيعية والإنذار المبكر، وتضمن بيان اجتماع قادة مجموعة العشرين الذي استضافته المملكة خلال العام الماضي، تطلعهم إلى خفض تدهور الأراضي بنسبة 50 % بحلول عام 2040، وأطلق قادة المجموعة في قمة الرياض المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي وتعزيز حماية الموائل البرية لإصلاح الأراضي ومنع تدهورها، والمبادرة العالمية للحفاظ على الشعب المرجانية.كما أطلقت المملكة مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، الهادفتين إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 10% من الإسهامات العالمية، وزراعة 50 مليار شجرة في المنطقة لتحقيق نسبة 5 % من المستهدف العالمي للتشجير، ووضعت المبادرتان خارطة طريق لحماية البيئة، والإسهام بشكل كبير في تحقيق المستهدفات العالمية في مواجهة تغير المناخ، وسيتم من خلالها العمل على زيادة الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.وعملت وزارة البيئة والمياه والزراعة على الاستثمار الأمثل للثروة المائية عبر الترشيد واستخدام المياه المعالجة والمتجددة، والتأسيس لمشروع متكامل لإعادة تدوير النفايات، وتتضمن المبادرات الرائدة للمملكة في مجال العمل المناخي مبادرتين لتأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ومبادرة عالمية لتقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص بالعالم.العلوم والابتكارانضمت المملكة إلى مبادرة مهمة الابتكار عام 2015، كمؤسس رئيس لهذه المبادرة الهادفة إلى مضاعفة الأموال المخصصة للأبحاث والدراسات المتخصصة في الطاقة النظيفة وترشيدها، وكفاءة الاستخدامات، من أجل تقليل العوادم الضارة، وتأثيرها على التغير المناخي من خلال تقنيات الطاقة المبتكرة.الشباب الأخضروتضم المملكة عددا هائلا من الشباب، إذ إن 51 % من سكان المملكة تقل أعمارهم عن 25 عاما، وعملت الحكومة على تمكينهم للإسهام في تحقيق «رؤية 2030» لتحسين نوعية الحياة في المملكة، واستهدفت قمة الشباب الأخضر، إشراك الشباب في صياغة مستقبل العمل المناخي في إطار أنشطة تفاعلية ونقاشات مكثفة، وإلى إثارة النقاش بين الشباب حول أهمية تطوير التعليم من أجل تدريب رواد الأعمال البيئيين الحاليين والمستقبليين، وأفضل الأساليب لزيادة الغطاء النباتي، بإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، والحفاظ على الحياة البحرية، وخفض الانبعاثات الكربونية، وغيرها من القضايا البيئية الحيوية.مشروعات ضخمةيعد مشروع مدينة «نيوم» أحد المشروعات الضخمة لرؤية المملكة 2030، والذي يعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 ٪، وستكون نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها المدينة «صفر»، عن طريق استخدام وسائل النقل الكهربائية، وإنتاج غاز الهيدروجين الأخضر، كما يأتي إطلاق مشروع مدينة «ذا لاين» للمدن الذكية في نيوم، ليوفر 280 ألف فرصة عمل، ويضيف 48 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.«الشرق الأوسط» و«السعودية الخضراء» تضعان خارطة طريق لحماية البيئةالإستراتيجية الوطنية للبيئة تتضمن 65 مبادرة بتكلفة 50 مليار ريالمبادرة «الوقود النظيف» لتوفير الغذاء لـ750 مليون شخص حول العالم«نيوم» و«ذا لاين» نموذجان عالميان للمدن الذكية صديقة البيئة
مشاركة :