يتوقف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في كتابه الصادر حديثاً عن منشورات القاسمي سيرة مدينة، وكتابه تحت راية الاحتلال عند سيرة المقاومة التي قادها القواسم ضد الاحتلال وكل أشكال القهر والخنوع، فيستعرض تاريخ الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وسيرته البطولية في استعادة حكمه، وتأسيس بلاد حصينة محمية ببحرها وصلابة أهلها. ويروي سموه في كتابيّه تاريخاً مفصلياً من تاريخ حكم القواسم، يرجع إلى بدايات القرن التاسع عشر، ويعرض لشكل الحياة خلال حكم القواسم، وسلسلة الهجمات التي تعرضت لها منطقتهم، ومختلف الخدمات والتحالفات التي نفذها القواسم خدمة لبلادهم، فيذكر سموه في كتابه تحت راية الاحتلال: كانت بلدية الشارقة يوم أن تسلم الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم القواسم في أواخر 1803، تقوم على خور الشارقة، الذي كان ضحلاً، تبلغ سعته حوالي مئتين وخمسين ياردة، وكانت البلدة طويلة ضيقة مفتوحة، تحميها قلعة قديمة، وتحميها من ناحية البر مجموعة من الأبراج والقلاع الممتدة من الجنوب إلى الشمال. يبين صاحب السمو حاكم الشارقة: قام الشيخ سلطان بن صقر بتوقيع اتفاقية بين القواسم وشركة الهند الشرقية في بندر عباس، في اليوم السادس من فبراير/شباط من عام 1806، وقد تم الاتفاق على ما يأتي، والتعهد به والحلف عليه: يقوم السلام بين الشركة الهند الشرقية الموقرة وسلطان بن صقر، وكل البلاد والرعايا التابعين له على ساحلي شبه الجزيرة العربية، وحين يتم إقرار ما سبق والمصادقة عليه من الطرفين يكون للقواسم أن يترددوا على الموانئ الإنجليزية من سورات إلى البنغال كما كانوا في الماضي ويستعرض سموه حكاية الشيخ سلطان بن صقر القاسمي مع الذين تحالفوا عليه وانتزعوا سلطته على جزء من بلاده، فيذكر سموه في كتاب سيرة مدينة: كانت رأس الخيمة عاصمة الشيخ سلطان حتى عام 1809م، حينما انتزعها منه الشيخ حسن بن رحمة، وكان ذلك بعد رجوعه هارباً من سجن الدرعية، ليجد ملكه قد انتزع منه، وأن القوات البريطانية تدك عاصمته؛ فالتجأ إلى بلدة لنجة على الساحل الفارسي، وبعد سنوات قام باحتلال بلدة الشارقة، واتخذها مقراً لحكمه. وهنا ننشر نصين من كتابي صاحب السمو حاكم الشارقة: سيرة مدينة وتحت راية الاحتلال يتعلقان بسيرة الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي تحت راية الاحتلال كانت بلدة الشارقة يوم أن استلم الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم القواسم في أواخر عام 1803، تقوم على خور الشارقة، الذي كان ضحلاً، تبلغ سعته نحو حوالي مئتين وخمسين ياردة. وكانت البلدة طويلة ضيّقة مفتوحة، تحميها قلعة قديمة، وتحميها من ناحية البر مجموعة من الأبراج والقلاع الممتدة من الجنوب إلى الشمال. كان الحصول على الماء العذب سهلاً، وقد بلغ عمق المرسى خارج الخور خمس قامات على امتداد ميل وربع الميل، وبعمق قامتين إلى ثلاث قامات قرب الشاطئ. كان لبلدة الشارقة عدد من المراكب العاملة في مجال الغوص. قام الشيخ سلطان بن صقر بتوقيع اتفاقية بين القواسم وشركة الهند الشرقية في بندر عباس، في اليوم السادس من فبراير/ شباط من عام 1806، وقد تم الاتفاق على ما يأتي، والتعهد به والحلف عليه: ١- يقوم السلام بين شركة الهند الشرقية الموقرة و سلطان بن صقر، وكل البلاد والرعايا التابعين له على ساحلي شبه الجزيرة العربية وفارس. وسوف يحترمون علم سفن وأموال شركة الهند الشرقية ورعاياها، مهما كانت، وحيثما وجدت، وتلتزم شركة الهند الشرقية بمثل هذا تجاه القواسم. 2- حين يتم إقرار ما سبق، والمصادقة عليه من الطرفين، يكون للقواسم أن يترددوا على الموانئ الإنجليزية من سورات إلى البنغال كما كانوا في الماضي. بعد توقيع تلك الاتفاقية، ظل الشيخ سلطان بن صقر يواجه القوى المناصرة لآل سعود في رأس الخيمة حتى شهر مارس/آذار من عام 1809، حينما وصل من الدرعية وفد برئاسة محمد بن سلامة، الذي طلب من الشيخ سلطان بن صقر التوجه إلى الدرعية بنجد لمقابلة الإمام سعود بن عبد العزيز. وفي شهر إبريل/ نيسان توجه الشيخ سلطان بن صقر، يرافقه ثمانية من شيوخ القبائل، إلى الدرعية. أما محمد بن سلامة، فقد توجه إلى مسقط، فلم يستطع مقابلة السلطان، وإنما قابل نائبه، وحاول مقابلة ديفيد سيتون (David Seaton) فلم يستطع كذلك، فقام وسلم مدير شركة الهند الشرقية في أبو شهر رسالة إلى ديفيد سيتون، كان الرجل يقوم بترتيبات عهد جديد. تم تعيين حسن بن رحمة زعيماً للمنطقة. كما تم تعيين أربعة مسؤولين آخرين في البلاد المختلفة التابعة لرأس الخيمة، يمثلون السعوديين، وحلوا محل كل السلطات السابقة التابعة للشيخ سلطان بن صقر. وفي الدرعية أمر الإمام سعود بن عبد العزيز بأن يرجع رؤساء القبائل الثمانية المرافقون للشيخ سلطان بن صقر إلى ديارهم. أما الشيخ سلطان فقد أودع السجن في الدرعية. انتهت سلطة الشيخ سلطان بن صقر، وحلت محلها سلطة الشيخ حسن بن رحمة، يعاونه في ذلك شقيقه إبراهيم بن رحمة وحسن بن غيث، وحسن بن علي الطنيجي شيخ الرمس، الذي طالما أثار المشكلات. هرب الشيخ سلطان بن صقر من سجنه بالدرعية، وأخذ طريقه إلى وادي الدواسر متخفياً حتى وصل إلى ذمار في اليمن، ومنها إلى ميناء مخا، وأبحر إلى مسقط ليجد أن ملكه قد أخذ منه، فاتجه إلى لنجة على ساحل فارس لدى أبناء أعمامه هناك. في نهاية عام 1813، بعد أن أمضى الشيخ سلطان بن صقر أربع سنوات في لنجة بعيداً عن بلده، تحرك لأجل استرجاع ملكه، فأركب كتيبته المكونة من ثلاثمئة رجل، وهو على قيادتهم، وأبحر واحتل مدينة الشارقة، وباشر ببناء قلعته هناك، وقام ببناء سور الشارقة، حيث أوصل سواتر منخفضة من الحيطان بين الأبراج والقلاع التي كانت تحيط بالشارقة من جهة البر. بعد أن تم احتلال رأس الخيمة من قبل الإنجليز في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1819 توجهت القوات البريطانية إلى مدن الساحل بين الرمس والشارقة، تهد الحصون والقلاع، وتحرق السفن الراسية في موانئها. وكان نصيب الشارقة، حينما وصلها كبير الضباط البريطانيين توماس تانر Lt.Comd. Thomas tanner، أن قام هو وفرقته، بتاريخ الرابع والعشرين من شهر يناير/ كانون الثاني من عام 1820، بتنفيذ عملية تدمير أجزاء تلك المدينة. وقد شملت العملية أربعة من المساكن المحصنة، وكذلك تم تدمير خمسة أبراج متصل ببعضها بعضاً بواسطة سواتر منخفضة من الحيطان، تمثل سور الشارقة، حيث استخدمت بعض الألغام والمتفجرات لإنجاز تلك المهمة. لعل أشدّ ما حدث من عدوان هو أن وليم بروس، (william bruce) المقيم في أبو شهر، دون أن تصدر إليه أوامر، صحب كابتن لوخ (loch) في جولة عربدة، تمّ بموجبها تدمير السفن العربية على جانبي الخليج، فقد ذكر أن لوخ قاد أسطولاً يتألف من عدة سفن، هي: طراد البحرية الملكية إيدن (Eden) والطراد كيرلو (Curlue) وطراد الشركة نوتيلوس (Nautilus) للبحث في كل موانئ الخليج عن أي سفينة للقواسم نجت من التدمير على الساحل العربي. وقد تمّ تدمير خمسين سفينة والاستيلاء على واحدة وثلاثين سفينة بيعت لمصلحة القوات البريطانية، كان من ضمن تلك السفن تسع وعشرون سفينة وجدت في خور رأس الخيمة. وكان نصيب الشارقة أن تمّ تدمير أربع وثلاثين سفينة، والاستيلاء على إحدى عشرة سفينة ذات قيمة عالية، تم بيعها لمصلحة القوات البريطانية. فرض البريطانيون على القواسم شروط معاهدة عام ١٨٢٠ المريبة، وكان من ضمنها إنزال راية القواسم ورفع راية الاحتلال. سيرة مدينة في زمان حكم الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، منذ عام ١٨٠٣، وهو الزمان الذي بلغت فيه قوة القواسم أشدها، وامتدت على الساحل العربي، من قرية الممزر إلى خطم ملاحة، وإلى جزر طنب وأبو موسى وصري وأبو نعير ولنجة على الساحل الفارسي، إذ كانت كلها تخضع لحكم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي. كانت رأس الخيمة عاصمة الشيخ سلطان حتى عام ١٨٠٩، حينما انتزعها منه الشيخ حسن بن رحمة. كان ذلك بعد رجوعه هارباً من سجن الدرعية، ليجد ملكه قد انتُزع منه، وأن القوات البريطانية تدك عاصمته، فالتجأ إلى بلدة لنجة على الساحل الفارسي. وبعد أربع سنوات قام باحتلال بلدة الشارقة، واتخذها مقراً لحكمه. بدأ الصراع بين حسن بن رحمة، حاكم رأس الخيمة، والإنجليز على مدى عشر سنوات، انتهت بالهجوم الكبير للقوات البريطانية، ودك معاقل القواسم، واحتلال جميع الساحل العربي، وفرض اتفاقية سماها الإنجليز اتفاقية سلام، بينما هي اتفاقية استسلام. في شهر أكتوبر/تشرن الاول عام ١٨٢١، تمّ تسليم رأس الخيمة إلى الشيخ سلطان بن صقر، وسرعان ما ضمّها إلى الشارقة. اتخذ الشيخ سلطان بن صقر مدينة الشارقة عاصمة لملكه، وقام بتعيين ابنه الشيخ إبراهيم بن سلطان نائباً عنه في رأس الخيمة، وأمر أخاه الشيخ صالح بن صقر أن يقوم ببناء مقر الحكومة وهو حصن الشارقة. واتخذت مدينة الشارقة لنفسها سيرة، بين الانقلابات ومعاداة البريطانيين، على مدى خمسة وأربعين عاماً. حينما توفي زعيم القواسم، المرحوم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، في اليوم العشرين من شهر إبريل عام ١٨٦٦، جرى حكم الجزأين الرئيسيين من منطقة سيادته في الشارقة ورأس الخيمة، على التوالي، من قِبل اثنين من أبنائه خالد وإبراهيم، حيث كان الشيخ خالد بن سلطان القاسمي نائباً عن والده في الشارقة، وكذلك كان الشيخ إبراهيم بن سلطان القاسمي نائباً عن والده في رأس الخيمة، وأعادت مدينة الشارقة سيرتها الأولى، بين الانقلابات، ومعاداة البريطانيين، على مدى ستة وستين عاماً. فهل توقّفت مدينة الشارقة عند ذاك الحد؟ شمس الكتاب في فرائد البيان يجمع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في كتابه االجديد عن منشورات القاسمي فرائد البيان، الصادر في 102 صفحة، مجموعة من الأحاديث، والخطب والمحاضرات، شارك بها في عدد من المناسبات والفعاليات والملتقيات في مختلف بلدان العالم، والتي تعبر عن أفكاره، و تكشف الرؤية الفكرية لسموه في الكثير من القضايا الإنسانية والثقافية، وتؤكد دعوته المتواصلة نحو ثقافة التسامح والمحبة والعدل، التي تظهر في جهوده العملية الواضحة في مختلف البلدان العربية، وفي تحويل الشارقة إلى عاصمة للثقافة الإسلامية المتسامحة، وقبلة للمثقفين العرب والعالميين. يقول سموه على الغلاف الخلفي للكتاب: إني أرى الحقيقة والفضيلة ككتابين عظيمين قائمين على وجه الأرض، ساكنين وسط كل الدمار والخراب اللذين يحيطان بهما، أحياناً أجدهما مغطيين بالسحاب، عندئذ يتحرك الناس في الظلمات، ظلمات الجهل، ظلمات الجريمة، ظلمات التعصب، ظلمات الهمجية، وإني أعمل جاهداً على تبديد هذه السحب، لكي تشرق شمس الحقيقة شمس الفضيلة عبر الكتاب. وأصدرت منشورات القاسمي النسخة الإنجليزية من الكتاب بعنوان SELECTED SPEECHES فـــــــي 96 صفحة. حاكم الشارقة يؤرخ لاقتصاد إمارات الساحل أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كتاباً جديداً تحت عنوان: اقتصاد إمارات الساحل العربي في القرن التاسع عشر، يتناول فيه السيرة الاقتصادية والتجارية على امتداد مدن الساحل في الخليج العربي. ويبين الغلاف الخلفي للكتاب: على امتداد مئة وخمسين عاماً مضت تغيرت في مدن إمارات الساحل العربي، ما بين رأس الخيمة، وأبوظبي، المهن، والتجارة، والأوزان، والعملة، فقد انتهت مهنة الغوص، وتغيرت الواردات والصادرات، وتغير الوزن من مَنّ إلى كيلوجرام، وتغيرت العملة من الروبية إلى الدرهم، فوددت أن أسجل للباحثين، أو للمحبين الاطلاع على الماضي، لما يبحثون عنه في هذا الكتاب.
مشاركة :