أصبحت جمعية الناشرين الإماراتيين إحدى أهم الهيئات الفاعلة في مجال النشر في دولة الإمارات، وذلك لما تقوم به من دور في سبيل خدمة الناشر الوطني وأهداف النشر، وما أسسته من شراكات مع الهيئات الوطنية المهتمة بمجال النشر والداعمة له، مثل المجلس الوطني للإعلام، وصندوق خليفة لدعم المشاريع، وهيئة تنظيم الاتصالات، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وإدارات المعارض الوطنية مثل معرضي الشارقة وأبوظبي للكتاب، من أجل تسهيل مهمة الناشر الإماراتي، وتوفير فرص أكبر له خلال هذين المعرضين وغيرهما من المعارض الوطنية، وكذلك حضورها على المستويين العربي والدولي بعد أن كسبت عضوية اتحاد الناشر العرب، واتحاد الناشرين الدوليين. رغم أن الجمعية لم تكمل بعد عامها السادس حيث أشهرت الشارقة في عام 2009، فإن نشاطها أصبح بارزاً على مستوى صناعة النشر، وذلك من خلال جملة من المبادرات التي أطلقتها خلال عمرها القصير، تحقيقا لأهدافها المتمثلة في الارتقاء بصناعة النشر المحلية، وتمثيل الناشرين الإماراتيين في المعارض المحلية والعربية والدولية، وتأهيل وتدريب وتنشيط ورعاية العاملين في هذا المجال، والعمل على تحسين شروط المهنة والقوانين الخاصة بها، وترويج الإنتاج الفكري المحلي على المستويين العربي والعالمي، والتعاون مع المجلس الوطني للإعلام، ومع الجهات المماثلة في دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم، والمشاركة في التظاهرات والمعارض والملتقيات المعنية بالنشر في الدولة وفي الخارج، والاهتمام بالترجمة من وإلى اللغة العربية، والتنسيق مع الجهات المعنية بحماية حقوق الملكية الفكرية والحقوق ذات الصلة، ومن هذه الأهداف أيضاً تعزيز المكانة العلمية والفكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة على الخريطة الثقافية العالمية والارتقاء بالمستوى المعرفي للمجتمع، ومواكبة تطلعات المثقفين الإماراتيين، ونشر أعمالهم في الخارج خلال المعارض الدولية لإيصال صوتهم إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس، وبالمستوى المطلوب من ناحية المحتوى والتصميم والإنتاج والإخراج والرسوم ونوعية الطباعة والورق وغيرها. حظيت الجمعية منذ انطلاقها بدعم الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، الرئيسة الشرفية للجمعية، فهي التي أسستها ورعت خطواتها الأولى وظلت تدعمها، وكان هذا الدعم سبباً في تسهيل حصول الجمعية على عضوية اتحاد الناشرين الدوليين، وهي أكبر منظمة للنشر في العالم، ويتطلب الانضمام إليها تحقيق العضو لجملة من الشروط الصارمة في مجال جودة الصناعة وصرامة الالتزام بقوانين النشر وحقوق الملكية، ما يعني أن جمعية الناشرين الإماراتيين استطاعت تحقيق تلك الشروط، فسهل عليها اكتساب العضوية، كما أسهم دعمها في توفير التسهيلات اللازمة لتأسيس العديد من دور النشر، ما ضاعف دور النشر مرات خلال تلك السنوات القليلة، ونظراً لنشاطها في دعم حركة النشر فقد تم انتخاب الشيخة بدور القاسمي في أكتوبر/تشرين الأول 2014 عضوة في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين، وهي أول امرأة عربية تُنتخب لهذا المنصب، وذلك اعترافاً بدورها في دعم وتطوير صناعة النشر محلياً وعربياً، وتقديراً لمبادراتها الثقافية لتعزيز القراءة في المجتمع الإماراتي، وتطوير كتاب الطفل محلياً وإقليمياً، إلى جانب اهتمامها المتواصل بالناشرين وتقديم الدعم اللازم لهم لتنمية أعمالهم. يدل مسار إنجازات الجمعية حتى الآن على سعيها الدؤوب والجاد نحو تحقيق تلك الأهداف التي أنشئت من أجلها، حيث استطاعت حتى الآن ضم 100 ناشر محلي في عضويتها، كما ضمت اتحاد الناشرين الإلكترونيين وناشري كتب الأطفال وناشري الوسائل العلمية والتعليمية، وكانت إبان انطلاقها عقدت اتفاقيات تفاهم وتعاون مع مؤسسات وطنية مهتمة بالنشر مثل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم التي تدعم الناشرين الإماراتيين بإشراكهم في برنامج ترجم الذي يترجم أمهات الكتب الأجنبية إلى العربية، ومشروع اكتب الذي يتبنى إصدار الكتب الجديدة للكتّاب الإماراتيين والعرب الذين يحملون أفكاراً إبداعية ويحتاجون إلى دعم لكتابتها، كما وقعت اتفاقية تفاهم مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات من أجل البحث عن أنجع السبل القانونية لحماية الملكية الفكرية، وأطلقت في إبريل/نيسان 2013 بدعم من صندوق خليفة لتطوير المشاريع برنامج أنشر التدريبي الذي هدف إلى تعزيز مهارات الناشرين الإماراتيين وتطوير خبراتهم، عن طريق دورات تدريبية امتدت على مدار عام، وعمل البرنامج على توفير عملية تدريبية منهجية مكنت الناشرين من طوير قدراتهم بمساعدة المهنيين والخبراء الذين قدموا لهم التوجيه والمشورة في مختلف جوانب عملية النشر، كذلك عقدت الجمعية في يناير/كانون الثاني 2014 اتفاقية تعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات دعمت بموجبها الهيئة حملة النشر الرقمي التي أطلقتها الجمعية، وسعت إلى إصدار كتب ومؤلفات لشركات نشر إماراتية على شبكة الإنترنت، بهدف الحدّ من الاعتماد على الورق المطبوع في عملية النشر، وتمكين المواهب الوطنية وتعزيز الوجود الرقمي الإماراتي المستدام عبر شبكة الإنترنت وتعزيز فرصة الانتشار للمؤلفين الإماراتيين حيث ستتاح أعمالهم وكتبهم لشريحة أوسع من جمهور الأدب، وذلك من خلال التعاون مع موقع نيل وفرات.كوم الذي يُعدّ من أكبر المواقع العربية المتخصصة في نشر الكتب الإلكترونية، وفي أغسطس/آب 2014 وقعت الجمعية مع المجلس الوطني للإعلام مذكرة تفاهم تهدف إلى تطوير قطاع النشر في الدولة وتعزيز الشراكة والتعاون بشكل فاعل بين الجانبين، وذلك تحقيقاً لاستراتيجية الحكومة الاتحادية، وتنسيقاً للجهود من أجل تقديم خدمات نشر متميزة. على مستوى النشاط الخارجي حرصت الجمعية منذ تأسيسها على أن تكون حاضرة في الملتقيات الدولية الكبرى، وأن يكون لها جناح في المعارض الدولية، وكان آخرها مشاركتها في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، كذلك شاركت في معارض طوكيو وبانكوك والدار البيضاء ولندن والقاهرة والجزائر، وغيرها من المحافل الدولية التي تحتفي بالكتاب وصناعة النشر، وذلك لترويج وتسويق إصدارات دور النشر الإماراتية وفتح أسواق جديدة لها والاستفادة من التجارب والنماذج العالمية في مجال النشر، كما عملت على تعزيز حضور الثقافة الإماراتية عالمياً، وبيان ما أحدثته من قفزات لافتة على صعيد التأليف والنشر، وكانت تلك المشاركات فرصة لتبادل الخبرات مع العديد من الناشرين العالميين من خلال برامج المحاضرات وورش العمل التي تستعرض سبل النهوض بقطاع النشر عالمياً، وتسلط الضوء على آخر المستجدات الدولية المتعلقة به، وبحث واقع النشر الإلكتروني وآلية تفعيله، وسبل حماية حقوق الملكية الفكرية الورقية والإلكترونية. حظيت الجمعية منذ بدعم مباشر من معرض الشارقة الدولي للكتاب حيث يحصل أعضاؤها على أسعار تشجيعية مخفضة للمشاركة في المعرض، كما أن منصات المعرض في المعارض الدولية مفتوحة لأعضاء الجمعية للعرض فيها، كما دعمها من خلال برنامج التدريب المهني الذي يسبق كل دورة من دورات المعرض وتنظمه إدارة المعرض لصالح الناشرين، ويستدعى له خبراء عالميون في مجال النشر، ويهدف إلى الارتقاء بصناعة النشر بما ينسجم مع مواكبة الحراك العالمي، وتعزيز مقومات حضور الكتاب العربي في المحافل الدولية المختلفة، ويشرف عليه خبراء من مؤسسات ومعاهد نشرية غربية يتناولون عدداً من الموضوعات المهمة في مجال صناعة النشر مثل: صناعة الكتاب، واستراتيجيات التوزيع والبيع، واستراتيجيات التفاوض وشراء الحقوق، وأفضل الممارسات في تسعير الكتب وترويجها، وكيفية توظيف الشبكة العنكبوتية في دعم الناشرين لتسويق إصداراتهم، وأساليب وأهداف واستراتيجيات التوسع نحو جمهور القراء والأسواق الجديدة، والعديد من الموضوعات الأخرى المتعلقة بالنشر الرقمي والحقوق، والتعاقدات، وقد شكل هذا البرنامج على مدى خمس سنوات من انطلاقه فرصة مستجدة للناشرين الإماراتيين والعرب، ونافذة تعرفوا منها إلى الجديد في مجال النشر، وأمدتهم بأفكار وخبرات بدأوا يطبقونها في مجال عملهم، ومنصة للتواصل مع الناشر الأجنبي، وقد نظمت منه حتى الآن خمس دورات عدة دورات هدفت إلى رفع مستوى أداء الناشر الإماراتي واحترافيته، وتطوير مهاراته لتتلاءم مع الاتجاهات النشرية العالمية، وقد بدأ البرنامج التدريبي بدورة على ثلاث مراحل، بدأت في الشارقة وبالتزامن مع معرض الشارقة الدولي للكتاب 2009، وذلك بالتنسيق مع اتحاد الناشرين البريطانيين وجامعة أكسفورد بروكس، التي تولت تدريب المشاركين على كيفية تطوير المواد التحريرية والمنتج الثقافي، وكيفية إعداد موازنات النشر، وإدارة وإنتاج المشروع، إلى جانب حقوق التفاوض وعقود البيع والشراء، وركزت الورشة على كيفية التسويق والترويج للكتب، والنشر الرقمي والإلكتروني، ونظمت المرحلة الثانية من الدورة في بريطانيا فيما بين 12 و16 إبريل/نيسان 2010 في جامعة أكسفورد بروكس، وحظي المشاركون فيها بزيارات لكبريات دور النشر البريطانية، وتعرفوا إلى المعايير العالمية المتفق عليها لدى اتحادات الناشرين الدوليين ودور النشر العالمية، وحصلوا نهاية الدورة على شهادات معتمدة من جامعة أكسفورد بروكس، ثم ختمت هذه الدورة بورشة نهائية في أكتوبر/تشرين الأول 2010 نظمت خلالها ورش تطبيقية على المعارف النظرية والتخطيطات الاستراتيجية التي كان المشاركون قد تعلموها في الدورتين الماضيتين، إضافة إلى حلقات عمل تحاكي واقع العمل اليومي الذي يقومون به، وتطبيقات لإدارة المشروعات طبقاً لاستراتيجيات التوزيع، وخرج المشاركون فيها بشهادات للتعاطي مع أحدث معايير النشر والتوزيع، خاصة النشر الإلكتروني، ثم تواصلت بعد ذلك الورش مع كل دورة من دورات المعرض.
مشاركة :