راقبت أنقرة «رسالة طمأنة» بعثتها واشنطن إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بشأن استمرار الدعم المقدّم لها كونها حليفاً وثيقاً في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، ذلك بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عقب لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة «مجموعة العشرين» في روما، الأحد الماضي، حيث قال إن تغيرات كبيرة ستطرأ في شمال سوريا، وإن الولايات المتحدة لن تواصل دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، بالشكل الذي كانت عليه من قبل. ونفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن يكون هناك أي تغير في موقفها من التعاون مع «قسد»، رغم اعتراضات تركيا، التي تعتبر الوحدات الكردية «تنظيماً إرهابياً» وامتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» في سوريا. وفي رده على سؤال بشأن الدعم الأميركي للمسلحين الأكراد والتهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة ضدهم في شمال سوريا، قال المتحدث باسم «البنتاغون»، جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي ليل الأربعاء - الخميس: «موقفنا من التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لم يتغير، كما لم تتغير مهمتنا في سوريا، التي ترتكز حصراً على التهديد النابع من تنظيم (داعش) الإرهابي». وأضاف كيربي أن مهمة الولايات المتحدة في سوريا مستمرة، ولذلك سيستمر التعاون مع «قسد». ويشكل الدعم الأميركي لـ«قسد» أحد أهم نقاط الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة. وأعلن إردوغان، عقب اللقاء مع بايدن، في روما الأحد الماضي، أن عملية دعم الولايات المتحدة للمسلحين الأكراد في سوريا لن تستمر على النحو الذي جرت به حتى الآن. وفي تصريحات له، أمس، عد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: «استمرار تعاون الولايات المتحدة مع (قسد) إخلالاً بروح التحالف في إطار حلف شمال الأطلسي (ناتو)». في سياق متصل، وقعت اشتباكات بين فصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لتركيا، وقوات «قسد» على محور قرية أناب في ريف عفرين شمال غربي حلب، أمس، حيث سبق ودفعت القوات التركية والفصائل الموالية لها بتعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس مع «قسد» في غرب وشرق الفرات، وسط تصريحات تركية متتالية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة عن عملية عسكرية محتملة تستهدف مواقع «قسد»، في شمال سوريا.
مشاركة :