الخرطوم - الوكالات: أصدر القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول عبدالفتاح البرهان قرارا أمس الخميس بالإفراج عن أربعة وزراء من حكومة عبدالله حمدوك. والمعنيون بالقرار هم وزير الاتصالات هاشم حسب الرسول ووزير الثقافة والإعلام حمزة بلول ووزير التجارة علي جدو ووزير الشباب والرياضة يوسف آدم الضي، وفق المصدر نفسه. وأعلن البرهان في 25 أكتوبر حالة الطوارئ في البلاد وحلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه والحكومة برئاسة حمدوك وغيرها من المؤسسات التي كان يفترض أن تؤمن مسارا ديمقراطيا نحو الوصول إلى انتخابات وحكم مدني. وكشفت وزارة الإعلام بعد ذلك أن قوات عسكرية ألقت القبض على معظم الوزراء والمسؤولين المدنيين. وغداة اعتقاله، أعيد رئيس الوزراء المخلوع عبدالله حمدوك إلى منزله حيث يوجد قيد الإقامة الجبرية. وعلى صلة بإجراءات العسكر في السودان قدّمت الولايات المتّحدة وبريطانيا وألمانيا إلى مجلس حقوق الإنسان مشروع قرار بشأن السودان يطالب بعودة المدنيين فوراً إلى الحكم ويدعو إلى تعيين مقرّر خاص لمتابعة أوضاع حقوق الإنسان في هذا البلد. ويدين النصّ «بأشدّ العبارات» إجراءات العسكر في 25 أكتوبر ويطالب بأن تستعيد السلطة فوراً «الحكومة المدنية الانتقالية برئاسة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك». كذلك فإنّ مشروع القرار «يدين الاعتقال التعسّفي» لحمدوك من قبل الجيش، ويذكّر العسكريين الذين تسلّموا زمام السلطة في البلاد بـ«أهمية الاحترام الكامل لحقوق الإنسان» وحرية التعبير والحقّ في التظاهر السلمي. ويعقد مجلس حقوق الإنسان، أعلى هيئة أممية في هذا المجال، صباح اليوم في الساعة 11:30 ت.ج جلسة خاصة بشأن السودان تلقي في مستهلّها المفوّضة العليا لحقوق الإنسان ميشيل باشليه خطاباً، بحسب بيان صدر عن مكتبها مساء يوم الأربعاء بالتزامن مع نشر مشروع القرار. وينصّ مشروع القرار كذلك على استحداث منصب مقرّر خاص لأوضاع حقوق الإنسان في السودان لولاية مدّتها عام واحد يُعدّ خلالها على وجه الخصوص تقارير عن أحوال حقوق الإنسان في هذا البلد ويقدّم توصيات لتحسينها. وبحسب مشروع القرار فإنّ من مهامّ المقرّر الخاص أيضاً الإبلاغ عن الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان من قبل القوات المسلّحة السودانية. كذلك، سيتعيّن على المقرّر الخاص أن يقدّم خلال الدورة الخمسين للمجلس المقرّر عقدها في يونيو تقريراً شفهياً بشأن الأوضاع في السودان، يليه تقرير مكتوب يقدّمه أمام المجلس في الدورة التالية في سبتمبر. ومن أصل 47 دولة عضواً في المجلس طلبت عشرون دولة عقد هذا الاجتماع، وفقاً للسفير البريطاني لدى هيئة الأمم المتّحدة في جنيف سايمون مانلي. وكان السفير السوداني لدى الأمم المتّحدة في جنيف قد وقّع باسم بلاده على طلب عقد هذا الاجتماع، لكنّ الخرطوم عادت وأعلنت انسحابها من قائمة العشرين هذه، في خطوة لم تعترف بها بقية الدولة الموقّعة، بحسب ما قال السفير البريطاني. واستبدلت الخرطوم سفيرها لدى الأمم المتّحدة في جنيف علي بن أبي طالب عبدالرحمن الجندي بنائبه عثمان أبو فاطمة آدم محمد الذي «أكّد» يوم الأربعاء خلال اجتماع تحضيري للجلسة الاستثنائية انسحاب بلاده من قائمة العشرين. لكنّ السفير البريطاني ردّ عليه بالقول إنّ الدول التي قدّمت الطلب لا تعترف بهذا الانسحاب لأنّها تعترف بـ«الحكومة الشرعية» في الخرطوم وليس بالسلطات المنبثقة من الانقلاب، بحسب ما أفاد بيان المفوّضية العليا.
مشاركة :