لماذا تماطل إيران في العودة إلى مفاوضات فيينا النووية؟

  • 11/5/2021
  • 01:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

منذ‭ ‬أن‭ ‬توقفت‭ ‬مفاوضات‭ ‬فيينا‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بحجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬وطهران‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬ستعود‭ ‬إليها‭ ‬قريبًا،‭ ‬وذلك‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬مرور‭ ‬قرابة‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬انتقال‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭. ‬ وبحسب‭ ‬بيان‭ ‬أصدرته‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬سيتم‭ ‬استئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬مع‭ (‬1+4‭) ‬قريبًا‭! ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬روسيا‭ ‬إلى‭ ‬انتقاد‭ ‬موقف‭ ‬طهران،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬المبعوث‭ ‬الروسي‭ ‬إلى‭ ‬مفاوضات‭ ‬فيينا‭ ‬ميخائل‭ ‬أوليانوف،‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعلم‭ ‬ماذا‭ ‬تعني‭ ‬كلمة‭ (‬قريبا‭) ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العملية؟ كذلك‭ ‬وبينما‭ ‬كانت‭ ‬التحضيرات‭ ‬تجرى‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬فيينا،‭ ‬أعلنت‭ ‬طهران‭ ‬عقد‭ ‬اجتماع‭ ‬في‭ ‬بروكسل‭ ‬مع‭ ‬مسؤولي‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لمناقشة‭ ‬مسودة‭ ‬اتفاق‭ ‬جرى‭ ‬إعدادها‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬لكن‭ ‬الرد‭ ‬الأمريكي‭ ‬جاء‭ ‬سريعًا‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬نيد‭ ‬برايس،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬بلاده‭ ‬ترى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬مجموعة‭ ‬الدول‭ ‬الخمس‭ ‬دائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ألمانيا،‭ ‬يتقاسمون‭ ‬نفس‭ ‬الرأي‭ ‬بأن‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬فيينا‭. ‬ على‭ ‬الصعيد‭ ‬ذاته،‭ ‬سعى‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬إلى‭ ‬تأخير‭ ‬المباحثات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬شروط‭ ‬للعودة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أيضًا‭ ‬لم‭ ‬يرق‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬حيث‭ ‬رفضت‭ ‬وضع‭ ‬شروط‭ ‬مسبقة‭ ‬لاستئناف‭ ‬المفاوضات،‭ ‬أو‭ ‬طرح‭ ‬مقترحات‭ ‬جديدة،‭ ‬أو‭ ‬مطالب‭ ‬تتجاوز‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التوافق‭ ‬عليه‭ ‬خلال‭ ‬الجولات‭ ‬الست‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭.‬ وقد‭ ‬دفعتني‭ ‬مماطلة‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المفاوضات،‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬التساؤل‭: ‬هل‭ ‬وجدت‭ ‬إيران‭ ‬طريقة‭ ‬تتيح‭ ‬لها‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬يورانيوم‭ ‬عالي‭ ‬التخصيب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مساءلة؟‭ ‬ نعم،‭ ‬كل‭ ‬الاحتمالات‭ ‬واردة‭ ‬وكلها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تؤخذ‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬هي‭ ‬دولة‭ ‬دينية‭ ‬تعتقد‭ ‬بوجوب‭ ‬تصفية‭ ‬كل‭ ‬مختلف‭ ‬معها‭.‬ وكان‭ ‬لزامًا‭ ‬أن‭ ‬أطرح‭ ‬هذا‭ ‬التساؤل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أبرمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬اتفاقا‭ ‬مع‭ ‬أستراليا‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬اتفاق‭ (‬أوكوس‭)‬،‭ ‬ونص‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬غواصات‭ ‬تعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬وقد‭ ‬يتساءل‭ ‬البعض‭ ‬ما‭ ‬علاقة‭ ‬إيران‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر؟‭ ‬الفقرة‭ ‬التالية‭ ‬ستزيل‭ ‬هذا‭ ‬الغموض،‭ ‬وستكشف‭ ‬عن‭ ‬طريقة‭ ‬تتيح‭ ‬لإيران‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬يورانيوم‭ ‬عالي‭ ‬التخصيب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مساءلة‭! ‬ استخدم‭ ‬اتفاق‭ (‬أوكوس‭) ‬ثغرة‭ ‬في‭ ‬معاهدة‭ ‬حظر‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬تسمح‭ ‬للدول‭ ‬غير‭ ‬الحائزة‭ ‬لها‭ ‬والموقعة‭ ‬على‭ ‬المعاهدة‭ ‬بتحويل‭ ‬المواد‭ ‬الانشطارية‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬تفتيش‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬لأغراض‭ ‬سلمية‭ ‬مثل‭ ‬الدفع‭ ‬بواسطة‭ ‬الغواصات،‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬لم‭ ‬يرق‭ ‬لساسة‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬حيث‭ ‬انتقده‭ ‬جواد‭ ‬ظريف‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬إيران‭ ‬السابق،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬استثناء‭ ‬أستراليا‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الموقعة‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬حظر‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭.‬ المخاوف‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الآتي‭: ‬ وفقًا‭ ‬لمعاهدة‭ ‬حظر‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭ ‬تستطيع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬امتلاكها‭ ‬لليورانيوم‭ ‬عالي‭ ‬التخصيب‭ ‬بحجة‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬الأغراض‭ ‬السلمية‭ ‬وتستثني‭ ‬المفاعلات‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬تفتيش‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬تحاول‭ ‬الولوج‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الثغرة،‭ ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نتصور‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬امتلكت‭ ‬إيران‭ ‬غواصات‭ ‬تعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬فحينها‭ ‬فرص‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬اليورانيوم‭ ‬عالي‭ ‬التخصيب‭ ‬المشابه‭ ‬للمستخدم‭ ‬في‭ ‬السفن‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬ستكون‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًا‭.‬ حيل‭ ‬طهران‭ ‬لفرض‭ ‬شروطها‭ ‬على‭ ‬المفاوضات‭ ‬المقبلة‭:‬ قبل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬حيل‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬لفرض‭ ‬شروطه‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬مفاوضات‭ ‬مقبلة،‭ ‬أرى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬تخصيص‭ ‬بعض‭ ‬المساحة‭ ‬للتحدث‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الشروط‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬التفصيل‭. ‬ شروط‭ ‬طهران‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬المفاوضات‭ ‬هي‭ ‬كالآتي‭:‬ ‭*‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ضمانات‭ ‬ملزمة‭ ‬بعدم‭ ‬انسحاب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭.‬ { غض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬إيران‭ ‬الصاروخي‭ ‬البالستي‭. ‬ { الحصول‭ ‬على‭ ‬تعهدات‭ ‬برفع‭ ‬كل‭ ‬العقوبات‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭. ‬ { الإفراج‭ ‬عن‭ ‬الأموال‭ ‬الإيرانية‭ ‬المجمدة‭. ‬ نعود‭ ‬إلى‭ ‬الحيل‭ ‬التي‭ ‬اتبعتها‭ ‬طهران‭ ‬لفرض‭ ‬شروطها‭ ‬على‭ ‬المفاوضات،‭ ‬ومنها‭ ‬محاولة‭ ‬اختراق‭ ‬مجموعة‭ (‬5+1‭) ‬بعد‭ ‬الخلاف‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬بينهم‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬اتفاق‭ (‬أوكوس‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬طلبت‭ ‬إيران‭ ‬الوساطة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مراجعة‭ ‬محتويات‭ ‬البنود‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مطروحة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الجولة‭ ‬السابقة،‭ ‬لكن‭ ‬أمريكا‭ ‬أغلقت‭ ‬عليها‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬كما‭ ‬أوضحنا‭ ‬مسبقًا‭. ‬ كذلك‭ ‬منعت‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬لقاء‭ ‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬كبار،‭ ‬كما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬اتفاق‭ ‬أبرم‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬بين‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬وإيران‭.‬ تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬الالتزام‭ ‬بشروط‭ ‬إيران‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬أراد‭ ‬ذلك،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬أغلبية‭ ‬الثلثين‭ ‬من‭ ‬حزبه‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬ليحول‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬معاهدة‭ ‬ملزمة‭ ‬لكل‭ ‬الأطراف،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬الجمهوريين‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬فالأغلبية‭ ‬مؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭.‬ الخلاف‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬ حول‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني ترى‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬فيينا‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬مثمرا‭ ‬بسبب‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬أحرزته‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬وهي‭ ‬بذلك‭ ‬متمسكة‭ ‬بضرورة‭ ‬فرض‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬عقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬ثقيلة‭ ‬عليها،‭ ‬وتميل‭ ‬إلى‭ ‬تهديد‭ ‬طهران‭ ‬بالتدخل‭ ‬العسكري‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬التزامها‭ ‬ببنود‭ ‬الاتفاق‭ ‬الجديد،‭ ‬وبحسب‭ ‬صحيفة‭ (‬يسرائيل‭ ‬هيوم‭) ‬فإن‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬سيبدأ‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬الاستعدادات‭ ‬للتدرب‭ ‬على‭ ‬هجوم‭ ‬محتمل‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬الصحفي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عاموس‭ ‬هرئيل‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ (‬هآرتس‭) ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬استئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬إيران‭!‬ وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الحرجة‭ ‬بحاجة‭ ‬ملحة‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬استخباراتية‭ ‬حديثة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الخيار‭ ‬العسكري‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬استبعاده‭ ‬عام‭ ‬2016‭. ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬توقيع‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬لكنه‭ ‬الآن،‭ ‬بحسب‭ ‬رويترز،‭ ‬دخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صادق‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أفيف‭ ‬كوخافي‭ ‬على‭ ‬خطة‭ ‬الهجوم‭.‬ ‭- ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬يستخدم‭ ‬الشعب‭ ‬كورقة‭ ‬ضغط‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭:‬ بالرغم‭ ‬من‭ ‬علم‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬المباحثات‭ ‬النووية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬عدم‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬عليه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيحرم‭ ‬الإيرانيين‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬الصحة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يبالي،‭ ‬فشركات‭ ‬الأدوية‭ ‬والشركات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬تلتزم‭ ‬بالعقوبات‭ ‬خشية‭ ‬التعرض‭ ‬لعقوبات‭ ‬محتملة‭.‬ وبذلك‭ ‬أصبحت‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬للصحة‭ ‬العامة،‭ ‬فقد‭ ‬حدت‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬البلد‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬الأدوية‭. ‬ وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬يهتم‭ ‬بمعاناة‭ ‬شعبه‭ ‬فهو‭ ‬منذ‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬عام‭ ‬1979‭. ‬وهو‭ ‬في‭ ‬خلاف‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬المقهور،‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬لا‭ ‬مستقبل‭ ‬له،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مساعي‭ ‬النظام‭ ‬لامتلاك‭ ‬السلاح‭ ‬النووي،‭ ‬وإثارة‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يستطيع‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭. ‬ الخلاصة‭:‬ أرى‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬قد‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬الجولة‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬شروطها،‭ ‬وذلك‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حفظ‭ ‬ماء‭ ‬الوجه‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التأخير،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬ستواصل‭ ‬برنامجها‭ ‬للتخصيب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تمتلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والأطراف‭ ‬الغربية‭ ‬أية‭ ‬وسيلة‭ ‬ضغط‭ ‬مباشرة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اتساع‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭.‬ كما‭ ‬يجب‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الحالية‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬يتيح‭ ‬للإصلاحيين‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬فهذه‭ ‬الحكومة‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬كفيل‭ ‬برفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭. ‬ كذلك‭ ‬تحتاج‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬إيصال‭ ‬رسالة‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬تفيد‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬مســـتعدة‭ ‬للمضي‭ ‬قدمـــا‭ ‬لمرحلة‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬العقوبات،‭ ‬وشـــن‭ ‬هجوم‭ ‬عســـكري،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬الخيار‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬امتلاك‭ ‬إيران‭ ‬للقنبلة‭ ‬الذرية‭.‬ { باحث‭ ‬أكاديمي‭ ‬ متخصص‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الإيراني

مشاركة :