على غرار فيلم «أرماغيدون»... «ناسا» تنفذ مهمة «دفاع كوكبي»

  • 11/5/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يُفتَرَض أن تصطدم مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» عمداً بعد أقل من عام بقليل بأحد الكويكبات في عملية تهدف إلى حَرف مساره، وُصفت بأنها «دفاع كوكبي»، ويمكن أن تتيح مثيلاتها للبشرية تفادي اصطدام أي أجسام فضائية بكوكب الأرض مستقبلاً، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ويذكر هذا السيناريو بفيلم «أرماغيدون» الذي يتولى فيه الممثلان بروس ويليس وبن أفليك إنقاذ الأرض من كويكب ضخم في طريقه نحوها. لكنها هذه المرة تجربة حقيقية جداً تنفذها «ناسا»، ورغم أن لا كويكبات كبيرة معروفة موجودة في مسار تصادمي حالياً، تندرج هذه العملية في إطار التحضير لهذا الاحتمال. وقال ليندلي جونسون من قسم الدفاع الكوكبي في «ناسا»، خلال مؤتمر صحافي، الخميس: «لا نريد أن نجد أنفسنا في وضع يكون فيه كويكب متجهاً نحو الأرض، ونضطر عندها إلى اختبار هذه التقنية» للمرة الأولى. وأطلقت على المركبة تسمية «دارت»، وهي كلمة تعني بالإنجليزية «السهم الصغير»، مكونة في هذه الحالة من الأحرف الأولى لعبارة «دابل استيرويد ريدايركشن تست» (اختبار إعادة توجيه كويكب مزدوج)، وهي تقلع من كاليفورنيا محمولة على صاروخ «فالكون 9» من شركة «سبايس إكس» في الساعة 22.20 بالتوقيت المحلي يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني). وبعد عشرة أشهر، ستضرب المركبة الفضائية هدفها الواقع على مسافة 11 مليون كيلومتر من الأرض، ويحصل الاصطدام في اللحظة التي يكون الكويكب في أقرب مسافة له من الأرض. والهدف مزدوج في الواقع، إذ هو عبارة أولاً عن كويكب كبير يحمل اسم «ديديموس»، يبلغ قطره 780 متراً، أي ضعف ارتفاع برج إيفل. وفي المدار حوله، يوجد القمر ديمورفوس ذو القطر البالغ 160 متراً، أي أطول من تمثال الحرية. وبهذا القمر سترتطم المركبة بسرعة 24 ألف كيلومتر في الساعة، علماً بأنها أصغر منه بنحو مائة مرة، وسيؤدي الاصطدام إلى تطاير أطنان من المواد. وأوضحت نانسي تشابوت، من مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكنز التي تدير المهمة بالشراكة مع «ناسا»، أن «هذا الاصطدام لن يدمر الكويكب، بل سيوجه إليه ضربة صغيرة». وسينجم عن ذلك خفض مدار الكويكب الصغير حول الكويكب الكبير بنسبة «نحو 1 في المائة» فقط، على ما شرحت. ومن المعروف بفضل المراقبة التي تُجرى بواسطة التلسكوبات على الأرض منذ عشرات الأعوام أن «ديمورفوس» ينفذ دورة كاملة حالياً حول «ديديموس» في 11 ساعة و55 دقيقة بالضبط. وباستخدام التلسكوبات نفسها، سيعاد قياس هذه الفترة بعد الاصطدام، وتوقعت الباحثة أن تستغرق الدورة بعد ذلك «11 ساعة و45 دقيقة، أو شيئاً من هذا القبيل». ولا يعرف العلماء كم بالضبط ستبلغ هذه الفترة، وهذا تحديداً ما يريدون اكتشافه. وثمة مجموعة عوامل تؤثر، منها زاوية الارتطام، وطابع سطح الكويكب وتكوينه أو حتى حجمه الدقيق، وكل ذلك غير معروف حتى الآن. وأفاد آندي تشنغ من جامعة جونز هوبكنز بأن هذا الاختبار سيتيح تكوين «فكرة عن مقدار القوة التي يستلزمها حَرْف كويكب عن مساره لكي لا يصيب الأرض»، ما قد يفيد «في حال اكتشاف كويكب يوماً ما في مسار ارتطام بالأرض». وأوضح تشنغ أن تغييراً طفيفاً سيطرأ كذلك على المدار حول شمس الكويكب الكبير «ديديموس»، بسبب علاقة الجاذبية بقمره، لكنه أشار إلى أن هذا التغيير «صغير جداً بحيث لا يمكن قياسه. لذا فهي تجربة آمنة للغاية». وقبل عشرة أيام من الارتطام، ستطلق المركبة الرئيسية قمراً اصطناعياً صغيراً سيستخدم نظام الدفع الخاص به ليحرف مساره الخاص قليلاً. وبعد ثلاث دقائق من الاصطدام، سيطير القمر الاصطناعي فوق «ديمورفوس» لمراقبة أثر الارتطام وربما الحفرة التي قد يكون أحدثها على سطح الكويكب. وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذه العملية 330 مليون دولار. ورأى ليندلي جونسون أن هذه التقنية، في حال نجح الاختبار، «يمكن أن تكون جزءاً من علبة معدات، بدأنا في ملئه، من أجل تحويل مسار كويكب». وأشار في هذا الإطار مثلاً إلى طرق يمكن أن تستخدَم فيها قوة الجاذبية لمركبة طائرة قريبة من كويكب لفترة طويلة، أو استخدام الليزر لكنه اعتبر أن المفتاح يكمن أولاً في تحديد التهديدات المحتملة. وقال «تتمثل الاستراتيجية في العثور على هذه الأجسام ليس فقط قبل سنوات بل قبل عقود من حدوث أي خطر اصطدام بالأرض». وثمة نحو 27 ألف كويكب معروف على مقربة من كوكب الأرض في الوقت الراهن. ويعد كويكب بينو الذي يبلغ قطره 500 متر أحد كويكبين تم تحديدهما في نظامنا الشمسي يشكلان أكبر خطر على الأرض، وفقاً لوكالة «ناسا». لكن احتمال اصطدامهما بالأرض من الآن إلى سنة 2300 لا يتعدى 0.057 في المائة.

مشاركة :