للتكريم في الشارقة مذاق مختلف، مذاق حلو يذوب فوق لسان الروح، فينتشر فيها نثيث فرح عبق وأخضر. ومن البديهي أن يتساءل نفر: ولماذا هو كذلك؟ والجواب؛ لأن الشارقة نبع فكر، وعلم، وإبداع، وثقافة ليست كغيرها»، هكذا بدأ الروائي الكويتي طالب الرفاعي، كلمتهُ التي ألقاها بمناسبة تتويجه بـ«جائزة شخصية العام الثقافية» ضمن «جوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب»، في حفل افتتاح المعرض. الرفاعي، الذي تسلم الجائزة من حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أكد بأنهُ فخور بجائزةٍ تمنحُ من «شارقة الفكر، والعلم، والمسرح، والتشكيل.. شارقة الكتاب والثقافة»، مضيفاً «كتب للشارقة أن تحظى بحاكمٍ عاشقٍ للحرف والكلمة والمسرح والكتاب.. لذا حظيت بوعيه وعشقه، لتصير الشارقة كما هي»، مبيناً بأن الشيخ الدكتور القاسمي «خلق حالة ثقافية مختلفة لدى مختلف الفئات العمرية، وفي جميع الأمكنة، حتى غدت الشارقة عاصمةً حقيقية للثقافة، وللمبدعين، وللكتاب». ولفت الرفاعي إلى مسؤولية هذا الحمل الذي حملتهُ إيه الجائزة، مبيناً «أن تكون شخصية العام الثقافية في الشارقة تحديدًا فهذا تكريم كبير، ومسؤولية كبيرة، وهذا قطاف عمر طويل مر بي. وهو قطاف حلم عبر بي ذات مساء بعيد»، مبيناً هذا الحلم، على شكلٍ مونولوج أو حديثٍ مع النفس، إذ يقول الرفاعي «همس بأذني أحدهم قائلاً: يمكن أن تكون كاتبًا! لكن، كيف للصبي الصغير أن يكون كاتبًا؟ وكيف له أن يتعلم حرفة الكتابة؟ وكيف إلى درب النشر من سبيل؟ ومتى تراها تكتمل به الحرفة، ويقال له: الآن أنت كاتب؟». كما استعرض الرفاعي انطلاقتهُ في فضاءات الكتابة، ومدى صعوبة هذا الدرب، ليؤكد بأن هذا التكريم «ذي مذاقٍ مختلف، فهو تكريم للكويت، ولمثقفيها ومبدعيها، قبل أن يكون تكريماً ليّ»، مشيراً إلى أن هذا التكريم للتجربة، تلك المتمثلة في الكتابة ومشقتها «الكتابة متبعة، فقد كتب على صاحبها أن يعيش وحدتين؛ عندما يقرأُ يكون وحيداً، وعندما يكتب.. ولهذا كل كاتب هو شيءٌ من الألم.. لكن هذا التكريم هو الفرح الذي يهون ذاك الألم». إلى ذلك، أُعلن خلال المهرجان، عن (جائزة معرض الشارقة لأفضل كتاب عربي في مجال الرواية)، والتي فاز بها الروائي التونسي الهادي التيمومي، عن روايته «قيامة الحشاشين». كما أُعلن عن (جائزة ترجمان)، وهي أكبر جائزة للترجمة في العالم، والتي فازت بها (دار تابلا) الرازيلية، عن ترجمتها لديوان الشاعر محمود درويش «أحد عشر كوكباً» إلى اللغة البرتغالية. كما أُعلن عن (جائزة الكتاب الإماراتي) بكل فروعها، وجائزة (أفضل كتاب أجنبي).
مشاركة :