كيف تستمتع بوقت الفراغ؟

  • 11/6/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قد يبدو هذا السؤال مثيراً للاستغراب.. هل هناك من لا يعرف كيف يستمتع بوقت فراغه؟ في الحقيقة، للاستمتاع بوقت الفراغ، وتحقيق أقصى سعادة ممكنة فيه، تكشف الدراسات مجموعة من النصائح المفيدة.. منها ما يلي: لا تفكر في العمل! بعض الناس ينهمكون في العمل والتفكير في تحقيق الأهداف لدرجة تجعلهم غير قادرين على التفكير في غير ذلك.. يكون جالساً في وقت فراغه، بينما عقله مشغول في مهام العمل والتخطيط للاجتماع القادم.. في دراسة نشرت في «جورنال أوف سايكوسوماتيك ريسيرش» وجد الباحث توربجورن أكيرستيدت من معهد «كارولينسكا بالسويد»، وزملاؤه، أن التفكير الدائم في مشاغل العمل قد يؤدي للإجهاد وصعوبة النوم ومشقة الاستيقاظ، واستمرار الشعور بالإرهاق حتى حين يصحو المرء في الصباح! لذلك، اترك مشاغل العمل على الباب عند دخول المنزل.. واشغل ذهنك فيما تريد القيام به من أنشطة في وقت فراغك.. خطط لزيارتك لإكسبو.. اختر فيلما جيداً لمشاهدته في السينما.. أشغل ذهنك في أنشطة ترفيهية تبعد تفكيرك عن مشاكل العمل. لا تعد الراحة مضيعة للوقت ما يمنع الاستمتاع بوقت الفراغ هو اعتقاد الإنسان أن من الأفضل له قضاء هذا الوقت في عمل شيء أفضل! هذا ما كشفته دراسة حديثة قامت بها الباحثة جابرييلا تونيتو من جامعة روتجرز وزملاؤها، ونشرت نتائجها مؤخراً في «جورنال أوف إكبريمنتال سوشيال سايكولوجي».. حيث أجرت عدداً من التجارب، قامت فيها بجعل المشاركين يمارسون أنشطة متنوعة، مثل حضور حفلة هالوين مع أطفالهم، أو مشاهدة فيديو مسل لقطط تلعب.. مع تقييم اعتقاداتهم بشأن هذه الأنشطة، وما إذا كانوا يعتقدون أنها تحقق هدفاً ما، أو أنها مجرد مضيعة للوقت، فوجدت أن الأشخاص الذين يعتقدون أن هذه الأنشطة بلا معنى ولا قيمة لها، كانوا أقل استمتاعاً بها.. كما كانت هذه المعتقدات مرتبطة بنتائج سيئة على الصحة العقلية، بما في ذلك انخفاض السعادة وزيادة الاكتئاب والقلق والتوتر! بمعنى آخر: لا تعتبر وقت الفراغ وقتاً ضائعاً.. فأي نشاط تقوم به مفيد لك بشكل ما.. لو قضيت الإجازة في النوم فاعتبر هذا راحة ضرورية للذهن كي تستطيع مواصلة حياتك.. واللعب مع أطفالك وسيلة ضرورية لتوطيد العلاقة وصنع الذكريات مع من تُحب. السعادة «ممارسة» لا «امتلاك»! يرتبط الاستمتاع بوقت الفراغ بالإنفاق.. فما هو وجه الإنفاق الذي يحقق سعادة أكبر؟ لو أردت أن يكون وقت الفراغ مصدراً متجدداً لسعادتك، فافعل فيه شيئاً مع الآخرين يعلق بذاكرتك ويكون مصدراً لمشاعر طيبة كلما تذكرته، حسب دراسة منشورة في «كارنت أوبينيون إن سايكولوجي» للباحثة كاسي موجيلنر «جامعة بنسلفانيا» ومايكل نورتون «جامعة هارفارد». فالبعض يعتقدون أن الذهاب للتسوّق وشراء أشياء غالية هو ما سيجعلهم سعداء، بينما ترجح الأبحاث أن إنفاق هذا المال في «تجارب وخبرات» يكون مصدراً متجدداً للسعادة، مثل السفر لمكان جديد أو الذهاب مع الأسرة لمطعم جديد أو لحضور فعالية.. فحين تتذكر موقفاً كهذا، سوف تستدعي المشاعر الإيجابية المصاحبة له، فتصبح مصدراً لسعادة متجددة.. على عكس ما يحدث عند شراء سلعة مادية، حيث يعتادها المرء، ولا تشعر بالسعادة كلما تذكر لحظة شرائها!

مشاركة :