«الحرف والصناعات التقليدية».. عزف منفرد على أوتار التراث

  • 11/5/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أشرف جمعة (أبوظبي) يعود سوق القطارة بالعين بما يحمله من زخم تراثي بالزوار إلى زمن الأجداد، فقد جمع الحرفيين وعمّاد الصناعات التقليدية في سوق متسع يستوعب الزوار الذين عمروا جنباتها في الأيام الماضية فهو بحق إطلالة عميقة على الماضي، حيث رائحة البخور العتيقة وتفاعل النساء الماهرات في الغزل على الكاجوجة، وتضفير الخوص والحبال لتظل النخلة رمز العطاء وملهمة الأجيال فهي شجرة الحياة تمد الناس بالظل وتمنحهم من مكوناتها النقية أشهى ما يتمنون، فالسوق يعبر في نسخة مهرجان الحرف والصناعات التقليدية الثاني المقام حالياً في مدينة العين وتنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن مشهد حضاري وثقافي تلاقي فيه الماضي البهي مع الحاضر المشرق الجميل فمن يصدق أن البيئة الإماراتية كانت غزيرة الإنتاج خصوصاً فيما يلبي احتياجات المرء اليومية بهذا الشكل، لكن سوق القطارة أعطى البشارة علي أن التراث المحلى ضوء غامر ومحرك قوي للجيل الجديد لكي يكون منتجاً ومحتفياً بموروثه الشعبي. سوق الحرفيات على امتداد السوق كانت دكاكين الحرفيات تتصدر واجهة سوق القطارة الشعبي في المهرجان، وبداخل هذه الدكاكين كانت تضج حركة من نوع خاص إذ الكثيرات من السيدات الماهرات في التراث كن يمارسن حرفهن التقليدية على أحسن ما يكون وهو ما شجع عديدا من الزوار على التوجه إلى هذه الدكاكين يجلسون بجوار الحرفيات ليستمتعوا بمشاهد الغزل والعمل على الحفاظ على أقدم الصناعات في الدولة والتي لا تزال تتنفس في الوقت الحاضر بفضل هؤلاء النسوة اللواتي لم تفصلهن المدنية والحضارة عن ماضيهن المشرف. مرحلة الكفاح ومن بين الحرفيات اللواتي كانت تعمل في صمت وعلامات الزمن القديم تظهر عليها وهي في حالة من السعادة الغامرة، طماعة الظاهري التي كانت تغزل التلي بحرفية تامة لافتة إلى أنها تعد نفسها جنداً من جنود التراث ومن ضمن حراسه المخلصين إذ تعمل منذ طفولتها على الكاجوجة وتلف الخيط وتصنع زينة الملابس دون ملل وهو ما أكسبها الصبر وإلى جوارها كان يجلس عبيد الكعبي الذي يعد نفسه من محبي التراث، موضحاً أنه رغم عمره الطويل الذي يحمله فوق ظهره فإنه يحب مشاهدة الحرف القديمة وطريقة صناعتها فهي تعيده إلى الزمن الذي عاش تفاصيله واستمتع كثيراً بأجوائه إذ يعد حياة الماضي مرحلة الكفاح ومن ثم السعي لتحقيق الوجود ومواصلة رحلة النماء ولم يكن ذلك يتوفر على حد قوله إلا بالجد والاجتهاد في التكيف مع كل الظروف المحيطة. ... المزيد

مشاركة :