«تقاعد» بعد فراغه من تدمير البشرية سجد الشيطان لآدم. «حصانة» مذ ارتدائك لها: صبية الحي الذين كانوا يجتنبونكَ دائما لمعاقرة أبيك الخمر.. صاروا يتوقون لمصاحبتك! أهالي القرية الذين رفضوا تزويجك بناتهم؛ بذريعة مرض نفسي تعافيت منه.. يتسابقون لنيل مباركتك! رب عملك الذي أقالك عداءً لمعتقداتك الروحانية والسياسية بات يتسول وصلك! مسؤول الدولة الذي حارب فساده مساعيك الإصلاحية.. يُشرع الآن في تبنيها! كل هذا وقع فقط مذ ارتدائك لها: عباءة الدين. «رد اعتبار» يصطف البشر عند بوابة كوكب المريخ مترقبين إذناً بالدخول من سلطات السماء. - «أبوكم آدم أوصانا بمنح أنقاكم حق اللجوء». صرخت الملائكة. يُلزمهم الرعب بصمت يخشى سوء المصير لاسيما بعد فناء الأرض باصطدام كويكب ضخم عابر. يسعى البشر نحو مرآة الأنقياء الملائكية إنساناً تلو إنسان، وأمةً تلو أمة. سرعان ما تلج الكوكب القلوب التي تقدّح الجمر والحب من نبضها؛ ذلك أن أصحابها كانوا من المعذبين الطريدين في الأرض بسبب لونهم وعرقهم وأفكارهم ودينهم. تنتفض المرآة في وجه ظلال الشيطان والأحقاد المتوغلة في صدور طغاة ستنفيهم الملائكة نحو مركبة فضائية تغرقهم في مدارات الشتات. «بيتي ولكن» سأزرع الياسمين هنا لتطل على نافذة غرفتي. سأعلق أرجوحة بهذا الفناء ليلعب معي أبناء الجيران. سأحفر الآن لصنع نافورة مياه. تضيع تمتماتها بين النار والركام. «رؤيا» نارٌ تأكل بيته ودخان يتصاعد أسفل قدميه. أنبأته العرافة بأنه سيموت حرقاً. مازال ذاك الكابوس يُلاحقه كملاحقة الشرطة الحالية له ولرفاقه الذين سرقوا بيوتاً وأحرقوها. يُضرب فيسقط مغشياً. - أين أنا؟ ولم تغطِ الحروق جسدي؟ تُجيبه العرافة: - جسدي المحروق يسألك أيضاً.
مشاركة :