متابعة جهودها في إشاعة جنس القصة القصيرة جدا، تواصل «مبادرة وجود للثقافة والإبداع»، بالتعاون مع «دار فراديس للنشر والتوزيع»، دعمها لكتاب هذا الجنس الأدبي، ومساندتها لهم عبر إصدار مجموعاتهم القصصية بين الفينة والأخرى، إلى جانب تنظيم المسابقات، وغيرها مما يعزز وجود القصة القصيرة جدًا في المملكة، بوصفها جنس أدبي حديث، يتوائم مع معطيات العصر الراهن، ومن هنا جاء مشروع «مساندة»، الذي دشّنته المبادرة، بإصدار أربع مجموعات قصصية قصيرة جدًا.وأصدرت المبادرة ضمن هذا المشروع، مجموعة «عساليج»، وهي باكورة القاصة خديجة هارون، والتي حملت لوحة للفنان علي الفردان، إلى جانب إصدار مجموعة «حكايا مختلسة»، للقاصة منى حبيل، والتي صممت غلافها المصممة جليلة عبد الله، أما المجموعة الثالية، «نوافذ»، فهي لقاص حسن علي حسن، والتي حملت غلاف لوحة للشاعرة الفنانة منى الصفار، فيما حملت المجموعة الرابعة عنوان «متاهات»، للقاصة جنان القصاب، وصمم غلافها المصمم حسين طريف. ويجيء مشروع «مساندة»، ضمن حراك «مبادرة وجود للثقافة والإبداع»، في إثراء المشهد السردي، خاصة في مجال القصة القصيرة جدا، التي أطلقت المبادرة عددا من المبادرات والتحركات لتشجيع ممارستها، وخوض غمارها، فإنشأت موقع خاص للقصة القصيرة جدا البحرينية، والذي أضحى بمثابة مساحة للكافة كتاب القصة، من مبتدئين ومحترفين، لنشر نتاجاتهم، كما يعد منصة لعرض اللقاءات والمسابقات والورش التي عملت عليها المبادرة ضمن موسمها الثقافي، المخصص للقصة القصيرة جدا، والذي استمر على مدى ثلاث سنوات، منذ انطلاقته، ليختم بمشروع «مساندة». وعن الإنجازات أوضح القائمون على المشروع، بأن «هذه المنجزات، رغم حداثة تجربتها، بتمتاز بالوعي والتكنيك القائم على أسس القصة القصيرة جدًا من حبكة، وتكثيف، ومفارقة، ووحدة الموضوعات التي تعددت وشملت الجوانب السياسية والاجتماعية والذاتية وفتحت باب التأويل بشكل موارب وتعمدت الإدهاش والصدمة من أبواب أخرى». مضيفين حول المشروع بأنه مشروع «قائم على ثلاثة محاور، إذ يتكفل فيها المؤلف، والمبادرة، ودار النشر، في أداور تكمل بعضها البعض، وتخفف من أعباء الطباعة، حيث يتوزع العمل، ويسهل تنفيذه في عملية للدفع والتشجيع المواهب الجادة، بأقل عبء ممكن». فنجد جنان القصاب، في نص بعنوان «سعادة»، تكتب: «ترتاد أوكار المنجمين والدجالين مزيني السحر في عينيها وعقلها، باحثة عن حياة زوجية سعيدة إلى أن سقته تعويذة الإخلاص ليلاً، وترملت صباحًا». من جانبها تكتب خديجة هارون، في نص «تدليس»، التالي: «أنجبت الفراشة ذبابا كثيرًا./ صرخ ذكر الفراش في وجهها: (إنهم ليسو من صلبي)./ أسرعت الفراشة لصندوق قديم وشرعت في البحث عن صكوك لبراءتها وسلمتها له./ (أوراق موقعة باسم طبيب تجميلي!)». منى حبيل، في نص «صفعة»، تكتب «اشتكت الطفلة لوالدها من ضرب أخيها عندما كانا يلعبان./ نادى الأب ابنه: انظر ماذا فعلت بخد اختك، لماذا فعلت ذلك؟ / الابن: كنا نلعب لعبة الأم والأب فقط.». أما حسن علي حسن، فيكتب في نصه «دمشق الآن»: «- لماذا فعلت هذا بي؟ لم أتركك رغم الحرب والدمار.. أقسمت أن أعيش معك في أقسى الظروف وإذا بك تخونني وتستفرد بها في غيابي.. لقد كانت قطعة الخبز الوحيدة بالمنزل».
مشاركة :