أبوالغيط: للإعلام دور مهم في حماية عقول الشباب من الرسائل المضللة

  • 5/2/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أهمية دور الإعلام في مساعدة المنطقة على التصدي للأخطار والتهديدات العديدة التي تحيط بها، وفي مقدمتها خطر الإرهاب الذي يستدعي تضافر كل الجهود من أجل الوقوف بقوة في وجه هذه الظاهرة الخبيثة، خصوصاً لحماية عقول الشباب بخطاب اجتماعي وفكري وديني متوازن، والتصدي للرسائل التي تضيع عقل الشباب وتستهويهم على أساس مضلل، يؤدي بهم إلى فقدان عقولهم، والإقدام على الانتحار وهم في مقتبل العمر. وقال أبوالغيط، خلال جلسة نقاشية في افتتاح منتدى الإعلام العربي، إن «المنطقة العربية تمر بأصعب مرحلة في تاريخها، وتتجاوز بكثير المرارة التي شعر بها العرب في هزيمة حرب عام 1967، وحرب اليمن، وحتى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، التي حذر من ضياع قضيتها في زخم هذه الأوضاع المرتبكة والانقسامات والتحديات المتصاعدة التي يشهدها العالم العربي». وأضاف أن «سورية التي كانت تلقب بـ(قلب الأمة العربية) فقد فيها أكثر من 500 ألف إنسان حياتهم، بينما غادرها إلى خارج حدودها ما بين أربعة إلى خمسة ملايين إنسان، ونزح عن ديارهم داخل الدولة عدد مواز تقريباً، وأن هناك دولة جارة لمصر، أصبحت تعاني في ضوء أقاليم متصارعة تهدد بانفجارها، في ظل وجود ثلاث حكومات، إحداها فقط مُعترف بها»، مؤكداً أهمية الحوار للخروج من هذا النفق المظلم، ومجدداً ثقته بأن العرب قادرون على تحقيق ذلك إذا ما صدقت النوايا. وأشار إلى أن على العرب ألا يستسلموا لليأس، معرباً عن ثقته بأن الجامعة العربية قادرة على استعادة دورها في خدمة جميع العرب. وشدد على أهمية إنقاذ «الدولة الوطنية»، محذراً من أن هذا التشتت الذي تعاني منه الأمة يهدد كيان الدولة الوطنية، التي إذا ما ضاعت فلن يكون هناك بديل سوى استمرار الصراعات والنزاعات والصدامات، ربما لـ100 عام مقبلة. من جانبها، أكدت رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي، منى غانم المري، أن «دولة الإمارات اختارت أن تكون رسالتها إلى العالم هي دعوة لإفشاء السلام بين الناس، وإرساء أسس التعايش السلمي والتفاهم من أجل ضمان حياة أسعد للناس، ينعمون فيها بأسباب التقدم والرخاء، بعيداً عن الصراعات والأزمات التي لا طائل من ورائها سوى تفويت الفرص، والابتعاد عن طموحات التطوير والتنمية»، موجهة دعوة صريحة للإعلاميين العرب لبدء حوار حضاري جاد، يبحث فيما يتوجب على الإعلام القيام به خلال المرحلة المقبلة، لمساعدة المنطقة على تجاوز التحديات الحالية، وصولاً إلى اكتشاف الفرص، وتحديد أفضل سبل الاستفادة منها، بما يدعم توجهات التنمية، ويعين شعوب المنطقة على اللحاق بركب التقدم العالمي. وقالت: «لقد اختارت دولة الإمارات أن تكون رسالتها إلى العالم رسالةَ سلامٍ وتعاونٍ قائمٍ على أساسٍ راسخٍ من التعايشِ والتفاهمِ والاحترام، ومن الإمارات ندعوكم لإقامة حوار جاد حول ما يجب أن يتبناه الإعلام من خطوات تسهم في تجاوز التحديات الراهنة». وأعربت المري عن ترحيبها بكل ضيوف المنتدى على أرض الإمارات، التي كانت وستظل دائماً جامعة للحوار البنّاء الرامي إلى إيجاد السبل الكفيلة بسعادة الناس وتمكينهم من تحقيق آمالهم، وقالت: «يجمعنا اليوم هدف واحد، وهو إيجاد تصورات واضحة للأدوار المنتظرة من الإعلام خلال المرحلة المقبلة، وما تمليه من التزامات مهنية وأخلاقية». ولفتت إلى «صعوبة مهمة الإعلام في الوقت الذي تنتشر فيه الصراعات والانقسامات التي باتت تهيمن على جنبات عدة في الساحة العربية، ما يضع على كاهل الإعلام مزيداً من المسؤولية للمساعدة على تخطي تلك الأوضاع». وقالت: «ربما علينا الاعتراف بأن هذه المهمة ليست سهلة في ظل الأوضاع التي شهدها عالمنا العربي خلال السنوات الماضية، حاملةً معها تحديات ضاعفت من حجم مسؤولية الإعلام والإعلاميين»، مشيرة إلى أن «المنتدى يهدف إلى التأكيد على قدرة الإعلام على النهوض إلى مستوى تلك المسؤولية بكلمة تبنِي ورسالة تُقرِّب». وذكرت، في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في فبراير الماضي، خلال القمة العالمية للحكومات، ثقة سموه بقدرة الإنسان العربي على استئناف حضارته، عبر فهم المؤشرات التي ترسم ملامح المستقبل، وقالت: «لقد أصبح الإعلام مُطالباً - أكثر من أي وقت مضى ـ بأن يكون عوناً على استيعاب تلك المؤشرات، بقراءة موضوعية وطرح واعٍ، يسهم في رسم أطر واضحة لمتطلبات العمل خلال المرحلة المقبلة». وأشارت المرّي إلى أن الوقت لم يفت بعد، وأن الفرصة لاتزال قائمة لاسترداد الإعلام لدوره في إحداث تأثيرات إيجابية في حياة المجتمعات العربية، متابعة: «لدينا الفرصة كي نضعَ الإعلام في مقدمة قوى التأثير الإيجابي في حياة الناس، بحوار حضاري، أساسه رقي الخطاب، ووضوح الرؤيةـ لتجاوز التحديات إلى اكتشاف الفرص، وتحديد كيفية الاستفادة منها». الإعلام مُطَالب أكثر من أي وقت مضى بمعاونة المجتمعات العربية على استيعاب مؤشرات المستقبل لتجاوز الصعوبات إلى الفرص.

مشاركة :