«من الورق إلى الشاشة» تناقش أزمة الدراما التلفزيونية بـ «معرض الشارقة للكتاب»

  • 11/7/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تختلفُ الكتابة الموجهة للقارئ، عن تلك الكتابة الموجهة للمشاهد، ويُعنى بالكتابة الأخيرة، ما يتجلى في صورة أعمال مرئية؛ سينمائية أو درامية، بيد إن هذا الشكل من الكتابة، يمرُ بأزمةٍ كما يرى بعض المعنيين، ففي جلسةٍ حوارية بعنوان «من الورق إلى الشاشة»، عقدت ضمن فعاليات «معرض الشارقة الدولي للكتاب» في دورته الـ (40)، وبمشاركة الفنان الإماراتي أحمد الجسمي، والسيناريست المصري مدحت العدل، والفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم، تحدث المشاركون عن هذه الأزمة، وعن التغيرات الذوقية للجمهور، وما تريدهُ القنوات التلفزيونية، مؤكدرين أن منصات العرض الرقمية الجديدة، حددت الكثير من الشروط، متطرقين في ذات الوقت للتابوهات المفروضة على الفنان في عالمنا العربي، والعوائق المؤثرة على الإبداع. السيناريست العدل أوضح أن السيناريو هو ديباجة للمشهد البصري، ونقل المكتوب إلى صورة مرئية، وبيّن أن «أعظم ما يمكن أن يفعله الكاتب هو أن يسلي القارئ» كما قال ديستوفيسكي، وذلك وفق إيقاع يجعله متعلقاً بالعمل الدرامي أو السينمائي، مؤكداً وجود أزمة في الكتابة، معتبراً السيناريو علم بحد ذاته، إذ قال: «إن نجيب محفوظ على قدره الكبير تعلم هذا العلم حين أراد الكتابة إلى السينما»، مقدما أمثلة على صعوبة نقل بعض الأعمال الأدبية إلى الدراما، واستشهد بتجربة نقل رواية «واحة الغروب»، وهي رواية ذات عوالم تأملية، حيث يرى وفق نظره أنها لم توفق بصرياً في تقريب المحتوى. وتحدث العدل عن أهمية التسويق في إبراز العمل، مؤكداً أن ثمة أعمال وإبداعات ونصوص في منتهى الجودة لكنها لم تحظى بتسليط الضوء عليها، كما ثمة تجارب متقنة وخالدة في الذاكرة، مثل رائعة أسامة أنور عكاشة «ليالي الحلمية»، التي استطاع فيها الكاتب تقديم منتج متكامل ونال نجاحاً واسعاً، ومازال هذا العمل رائداً، إضافة إلى تجارب عربية أخرى، كتجربة «ملوك الطوائف»، وهو مسلسل تلفزيوني تاريخي سوري، من تأليف وليد سيف، إضافة إلى تجارب مغاربية ينقصها التسويق، مشيراً إلى ضرورة التكامل العربي في الصناعات الإبداعية والفن، لتشكيل محتوى ووجدان يربي الذوق العام، وهذه هي مسؤولية الفنانين والدول. من جانبه، تحدث الفنان الجسمي عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير الكثير من الأمور، ومن ضمنها أذواق المتلقين، حيث جذبت هذه المنصات المشاهدين، ما يتطلب من صناع الدراما التفكير في تغيير آلياتهم لاستقطاب المشاهد أيضاً من أول مشهد، موضحاً أن المحور في كل عمل درامي أو سينمائي هو الحكاية وهي التي تفرض نفسها على المشاهد، ولا ضرورة للكثير من المبالغة، وعلى هذه الحكاية أو الحبكة أن تكون منطقية وواقعية وجاذبة وتناسب المكان والزمان. وتساءل، كيف يمكن للكاتب أن يصوغ الحكاية بشكل درامي، مبيناً: «النصوص الجيدة تحتاج لكاتب متمكن، والمشاريع والأفكار كثيرة، أما العثور على نص يرضي غرور الفنان أو المنتج فتلك مسألة صعبة، فليست كل ملخصات العمل تعبر عن العمل، كما تؤثر أشياء أخرى على تسويق المنتج على الشاشة، كالاسم الكبير مثلاً والذي يضيف للعمل، ولا يعني بالضرورة أن نص العمل جيد». أما الدكتور غلوم، فأثار مجموعة من النقاط، موضحا أنها تعبر عن حرقته كفنان أمين على المجتمع، تتعلق بفرز واختيار الأعمال، مشيراً إلى وجود أزمة في معرفة المطلوب، ومؤكداً أن المتضرر الأول من هذا الأمر هو الفنان، إذ لا توجد استراتيجية للقنوات التلفزيونية بخصوص المطلوب بخصوص طبيعة الأعمال الدرامية، وفق رأيه. وأوضح أنه لا يستثني الجمهور من هذه الأزمة، حيث يفرض الجمهور أحياناً أذواقاً بعيدة عن العمق، ما يجعل الفنان يعمل في مناخ غير صحي على مستوى الدراما، ولفت إلى أنه يجب أن تتوفر للفنان كافة الإمكانات ليبدع.

مشاركة :