إن دوافع كتابة السيرة الذاتية في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي متشابهة، وهي تنهض بالأساس على تقديم عصارة أو خلاصة تجربة أو تجارب رياضية عاشها الرياضي لكي تستطيع الأجيال القادمة أن تلمسها، وربما تفيد منها، لأن الرياضي عندما يسرد سيرته الذاتية يقدم تجاربه للآخرين وفي الوقت نفسه يوثق حالات خاصة لم يتمكن الإعلام من تسليط الضوء عليها في وقت حدوثها لأسباب مختلفة، كما تعطي كتابة السيرة الذاتية للرياضي فرصة ليسرد من حياته وتجربته الذاتية سردًا موازيًا وتاريخًا للمشاعر والأحاسيس والهواجس والأفكار التي عايشها في فترة زمنية سالفة. احتفت الأسرة الرياضية البحرينية عامة وكرة اليد على وجه الخصوص مساء يوم الاثنين الماضي الموافق 1 نوفمبر بتدشين كتاب «خمسون عامًا من العطاء الرياضي: توثيق مرحلة من تاريخ الرياضة البحرينية» لمؤلفه الأستاذ القديرالأخ عبدالجليل أسد «بوصلاح»، حيث أقيم حفل التدشين برعاية كريمة من معالي الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، محافظ محافظة العاصمة، ويشتمل هذا الكتاب التاريخي الذي يستحق الثناء والتقدير على ما يقارب الأربعمائة صفحة من المسيرة الرياضية لـ«بوصلاح» في الحركة الرياضية البحرينية عبر خمسة عقود من الزمان موثقة بمجموعة من الصور منذ أن كان لاعبًا في حواري منطقة رأس الرمان، إلى أن أصبح مديرا تنفيذيا للشئون الرياضية باللجنة الاولمبية البحرينية، مرورا بالعديد من المحطات والإدارية في المجال الرياضي، عاصر خلالها العديد من الشخصيات والقيادات الرياضية. إن الأخ «بوصلاح» عندما يوثق لمسيرته الرياضية المتميزة إنما يوثّق لمرحلة مهمة وفاعلة ومتجذرة في الحركة الرياضية في البحرين والتي تفرد بها بوصلاح لاعبًا ومعلمًا وحكمًا وإداريًا ومسؤولاً وقياديًا، حيث عايش فترات متعاقبة من تطور الحركة الرياضية في المملكة، مما يجعله ليس فقط رياضيًا وإداريًا شاملاً وإنما يمكن اعتبار عبدالجليل أسد مسيرة رياضية بدأت برغبة المشاركة كلاعب منطلقًا للتألق في مجال التحكيم ونجاح في المناصب الإدارية والقيادية، وهذه المسيرة الزاخرة تستحق الرصد والتوثيق. لقد حرص «بوصلاح» على تقديم سيرته الذاتية متكاملة ومتقنة، ولم يقتصر فقط على الإبداع في الكتاب من حيث المحتوى أو التصميم، ورصد الأحداث الرياضية ومتابعتها بصورة سلسة، بل امتد إلى تنظيم الحفل الرائع والمتقن. وكانت في كلمة معالي محافظ العاصمة راعي الحفل أبلغ عبارة إشادة بالمسيرة التاريخية لـ«بوصلاح»، إذ قال معاليه: «إن الأستاذ القدير عبدالجليل أسد يعد من الشخصيات الوطنية التي نالت احترام وتقدير جميع من عمل أو تعامل معه، نظرًا لإخلاصه وتفانيه طوال مسيرته التاريخية المليئة بالعطاء والتميز والنجاح في المجال الرياضي والتربوي». خاتمة الرؤى، إن الدعوة إلى مشروع رياضي لتوثيق السيرة الذاتية لنخبة من الرياضيين والقياديين البحرينيين، اقتراح مهم يحتاج إلى عناية ودراسة، من كل الجهات المعنية بالحركة الرياضية في مملكتنا، فالسير الذاتية للرياضيين مشروع حيوي في حاجة إلى تحفيز ونأمل أن نرى مكتباتنا تعانق هذه الكتب قريبًا. نبارك للأخ العزيز «بوصلاح» إصداره هذا الكتاب والذي يُعد كتابا توثيقيا ليس لإطلالته على سيرته الرياضية الذاتية المليئة بالعطاء والتميز فحسب وإنما مرجعًا توثيقيًا للحركة الرياضية البحرينية أيضًا، والذي نتمنى أن يكون إضافة قيمة للمكتبة الرياضية في مملكة البحرين ومرجعًا للباحثين في تاريخ الحركة الرياضية في المملكة.
مشاركة :