الإصلاحات الاقتصادية تحول المملكة إلى دولة عصرية متعددة الموارد

  • 11/7/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قادت الإصلاحات الاقتصادية في السعودية إلى نجاح المملكة في تحقيق تقدم كبير في عدة مجالات وقطاعات، ومنها تقليل الاعتماد على النفط، لتحقق المملكة تقدما عاليا، يؤكد تحولها إلى دولة عصرية لا تعتمد على النفط فقط في صادراتها واقتصادها، وأصبحت تنافس دول العشرين في مختلف المجالات في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز. مراحل التطور سرد عدد من الخبراء والمختصين لـ«الوطن» مراحل بدء انطلاق النهضة التنموية الشاملة والخطط الإستراتيجية التي أسهمت في وصول المملكة إلى هذه المكانة الرفيعة على مختلف الأصعدة والمستويات. دولة عصرية بداية، قالت الباحثة ومستشارة الأمن السيبراني الأستاذة المساعدة في جامعة طيبة بينبع، الدكتورة فاطمة الحربي، لـ«الوطن» إن المملكة العربية السعودية شهدت في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز تحولا ملموسا من دولة تعتمد في اقتصادها بشكل أساسي على النفط إلى دولة عصرية متعددة الموارد، وتنافس دول العشرين في شتى المجالات. التحول الوطني أفادت «الحربي» بأن رحلة الانطلاق بدأت نحو مستقبل أفضل منذ تأسيس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «رؤية المملكة 2030» في أبريل 2016م كأحد أفضل برامج التحول الوطني عالميا. الهدف الأساسي من هذه الرؤية هو تسليط الضوء على إمكانات هذا الوطن وثرواته المتنوعة، بحيث يشكل مركزا اقتصاديا يجذب دول العالم للاستثمارات والأعمال. إنجازات متعددة أشارت إلى أن «رؤية المملكة 2030» حققت العديد من الإنجازات في شتى المجالات، من خلال إنشاء وتمديد وإعادة هيكلة 14 برنامجا تطويريا، مما يضمن تحقيق مستهدفات الرؤية، بما فيها مستهدفات المجال التقني، حيث شهدت المملكة تطويرا في شبكات المحمول والإنترنت وشبكة الجيل الخامس (تصل سرعة التنزيل إلى 500 ميجابايت/ثانية) في العديد من المناطق ابتداء من 2019 م، الأمر الذي جعل المملكة تحصل علـى المركـز الأول عالميـا فـي سـرعة الإنترنـت بالجيـل الخامـس فـي 2020م، حيث تم تأسيس أكثر 12 ألف بــرج للجيــل الخامــس، لتغطــي أكثــر مــن 60% مـن المـدن الرئيسيـة، وأكثـر مـن 45% مـن مـدن المملكـة بوجـه عـام. تطورات ملحوظة أضافت الدكتورة فاطمة الحربي: لقد ساعدت التطـورات الملحوظـة فـي الجانب التقني إلـى ارتقـاء المملكـة فـي الترتيـب العالمـي لسـرعات الإنترنـت، حيث إنها تصدرت المركز الخامـس فــي 2020م. أيضا كان للمملكـة الصدارة بين دول مجموعـة العشـرين، حيث إنها حصلت على المركـز الثانـي لمجمـوع تخصيـص النطاقـات التردديـة المحـددة عالميـا في مجال تقديـم خدمـات الاتصـالات المتنقلـة. وعلى الرغـم مـن التحديـات الاقتصاديـة التـي مـر بهـا العالـم، خصوصا في فترة «كوفيد-19»، فإن المملكة اسـتطاعت جــذب أكبــر الاســتثمارات التقنيــة فــي الشــرق الأوسط وشــمال أفريقيــا بصفقــات تجــاوزت الـ6 مليــارات و700 مليــون دولار فــي قطــاع الحوسـبة السـحابية. وسائل التقنية قالت: هذا إلى جانب تبني أحدث وسائل التقنية في العديد من المجالات الأخرى، وسأذكر هنا بعض الأمثلة: مجال الصحة: تأسيس نظام «رصد»، لتعزيز الرقابة، والتأكد من سلامة الأدوية ابتداء من نوفمبر 2018م، حيث خضعــت كل الأدويــة المُصنعة والمستوردة للنظــام بنســبة 100% مــن خلال تســجيل 4800 منشــأة، وتنفيــذ 2.1 مليــار عمليــة. البيئة: تحفيـز التقنيات صديقــــة البيئــة، والارتقــاء بــالأداء البيئــي، وبرامــج إعــادة تأهيــل البيئــة مثل تقنية «التناضح العكسي» التي تستخدم في تحليـة الميـاه، حيث إنها اعتمـدت فـي محطـة تحليـة أملـج الجديـدة التى تصـل طاقتهـا الإنتاجيـة إلـى 500.25 م3 يوميــا. الثقافة والتراث: اســتخدام تقنيــات مســح متقدمــة مثــل المســح الأرضــي وبيانــات الاستشــعار عــن بُعــد في التنقيب، مما نتج عنه أكثـر مـن 30 ألـف موقـع فـي محافظـة العـلا. الاتصالات: تغطية المناطق بشبكات الألياف الضوئية، لتصل إلى 3.5 ملايين منزل، بعدما كانت تصل إلى 1.2 مليون منزل فقط قبل الرؤية. التحول الرقمي التجــارة الإلكترونية: بينمـا لـم تكـن هنـاك شـركات تقنيـة ماليـة فـي 2016م، انضمـت إلـى قائمـة الشـركات المصــرح لهــا 13 شــركة فــي 2020 م، دفعا نحــو التحــول الرقمــي. فوق هام السحب الفضاء: إطلاق القمر الصناعي السعودي «فــوق هــام الســحب»، سعيا لتأميــن اتصالات فضائيــة ذات سـرعات عاليـة، تلبـي احتياجـات المملكـة. العلوم والمعرفة أضافت الدكتورة الحربي: هذا إلى جانب إنشاء عدد من برامج العلوم والمعرفة في المجال التقني مثل: 1- الأكاديميــة الســعودية الرقميــة التـي تعنـى بتطويـر القـدرات الرقميـة لأبنـاء وبنـات المملكـة فـي مجـال التقنيـات الحديثـة والمتقدمـة بالشـراكة مـع القطـاع الخـاص. 2- معامل الابتكار الرقمي التى بلــغ عــدد المســتفيدين مــن شــبكتها 26 ألــف مســتفيد، بمجمــوع معســكرات تدريــب وصــل إلــى 260 برنامجا. 3- مشـروع برنامـج «صنـاع الأفـلام الرقمـي». تعدد الموارد قال الخبير بالأمن السيبراني، الدكتور فيصل الفوزان: نعتز بحاضرنا والتحولات الرقمية والاقتصادية التي قننت الاعتماد على تصدير النفط فقط، مما حول المملكة إلى دولة متعددة الموارد، وتنافس دول العشرين بشتى المجالات المختلفة. كما أنها اعتمدت على التحولات الرقمية، بناء على رؤيتنا 2030، ووفق خطط مدروسة بقيادة سمو الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، حيث إن المملكة العربية السعودية أصدرت مرسوما ملكيا، برقم 6801 في تاريخ 11 صفر 1439 هـ، بإنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وبتاريخ 9 صفر 1443 هـ صدر مرسوم ملكي رقم «م/19»، نشرته هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، فيما يخص «نظام حماية البيانات الشخصية»، وذلك لحماية البيانات والأصول الخاصة بالمملكة وشعبها والمقيمين على أرضها. النمو الاقتصادي أوضح المهندس عمر العمر أن الاقتصاد السعودي خلال عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمين، الأمير محمد بن سلمان، يشهد نموًا على مستوى عدد كبير من القطاعات، إذا استطاعت المملكة، خلال وقت قياسي، بناء قاعدة اقتصادية متينة، والمحافظة على الاستقرار والنمو الاقتصادي للمملكة دون الاعتماد على النفط كمصدر أساسي، كما كان في العقود الماضية، مستغلة في ذلك مواردها الطبيعية، وموقعها الجغرافي والحضاري بين قارات العالم الثلاث. أنجح الخطوات أضاف «العمر» أن خطوة إعادة تطوير الاقتصاد وتنويعه، وتخفيف الاعتماد على النفط تعد من أنجح الخطوات الإصلاحية التي وعد بتنفيذها وتحقيقها مهندس الرؤية ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، عندما تم إطلاق «رؤية المملكة 2030»، حيث سعت حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى تطوير الاقتصاد وتنويعه، وتخفيف الاعتماد على النفط، من خلال إطلاق العديد من الإصـــلاحات الاقتصادية والمالية، التي استهدفت تحويل هيكل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومستدام، مبني على تعزيز الإنتاجية، ورفع إسهام القطاع الخاص، وتمكين القطاع الثالث. نتائج إيجابية قال «العمر»: لقد أثمرت هذه الإصلاحات عن نتائج إيجابية، حَظِيتْ بإشادة المؤسسات الاقتصادية الدولية، منها التسارع في نسبة نمو الناتج المحلي غير النفطي، ليصل إلى 59% في 2020م، بعد أن كانت 55% في 2016م، بينما ارتفعت الإيرادات غير النفطية، لتصل إلى 369 مليار ريال في 2020م، بعد أن كانت 166 مليارا في 2015م، بنسبة زيادة وصلت إلى 222%. في حين زاد عدد المصانع 38%، ليصبح 9.984 مصنعا، مقارنة بـ7.206 مصانع قبل إطلاق الرؤية. وتزامن ذلك مع إطلاق مبادرات رائدة، منها إطلاق برنامج «صُنع في السعودية»، و«شريك» من أجل تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وزيادة وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي، وإنشاء بنك التصدير والاستيراد، وإطلاق نظام الاستثمار التعديني. هذا بالإضافة إلى التطور في مجال الاقتصاد الرقمي، حيث حصلت المملكة على المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى مجموعة العشرين، وحققت المركز الأول عالميا في سرعة الإنترنت بالجيل الخامس، وغطت ما يزيد على 60% من المدن الرئيسة و45% من المدن الأخرى عبر نشر أكثر من 12 ألف برج، تدعم تقنية الجيل الخامس، وحققت المرتبة السادسة ضمن مجموعة العشرين في المؤشر العالمي للأمن السيبراني، التابع للاتحاد الدولي للاتصالات، وتوسعت في تغطية شبكة الألياف الضوئية، حيث غطت 3.5 ملايين منزل في المناطق الحضرية بشبكات الألياف الضوئية في 2020م، بعد أن كانت 1.2 مليون منزل في 2017م، بالإضافة إلى جذبها أكبر الاستثمارات التقنية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصفقات تجاوزت الـ6 مليارات ريال في قطاع الحوسبة السحابية. نهضة شاملة كل هذه الإنجازات في عهد النهضة الشاملة، عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وينفذها ولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، الذي بث روح الشباب في أوصال الدولة بأفكاره ومبادراته وسياساته، وقاد المملكة اليوم إلى نقطة تحول في التاريخ الحديث للمملكة التى باتت تعرف بـ«السعودية الجديدة»، والتي تعد «رؤية 2030» خارطة الطريق لنهضتها.

مشاركة :