غلطة.. احذر أن تندم عليها!

  • 11/8/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنْ تطلب الديمومة في كلّ ما يشملك من علاقات وأعمال فتتطلع إلى حبٍّ من الناس دائمٍ وصداقات دائمة وحفاوة وترحيب دائمين وشغف ولهفة واهتمام في كلّ الأحيان.. فتلك أخطاء وقعتَ فيها لكن لا تندم عليها؛ لأنّك يقينًا قد تعلمت بالتجربة ألّا تصبغ أشياء مؤقتة بصبغة تنافي طبيعتها فلا شيء ثابت فكلّ ما في الدنيا متغيّر لا ثبات له بل إنّ الدّنيا كلّها خُلقت مؤقّتة فكيف نطلب فيها وفيما يتعلّق بها الدوام والثبوت؟! أن تترقب ردّ فعلٍ يناسب ما قمتَ به فتنتظر الوفاء ممّن أخلصتَ لهم الودّ.. وحفظ الجميل ممّن أجهدتَ نفسك لأجلهم حرصًا عليهم وحبًّا.. وردّ غيبتك ممّن لا تطيق عليهم طعنًا في عرضهم أو أخلاقهم.. فتلك أخطاء وقعتَ فيها؛ لأنّ طبيعة الناس مختلفة وأخلاقهم متباينة فالله لم يخلقنا نسخةً واحدة ولم يردنا كذلك (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)(هود: ١١٨).. لكن لا تندم على ذلك لأنّك في هذه الحالة أيقنتَ بالتجربة حكمة الخالق في هذا التنوّع والاختلاف فنحن في دنيا ولسنا في جنّة، في دار اختبار وابتلاء (لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ)(محمد:٤) فالله يمتحننا بذلك ليميز الخبيث من الطيّب وليرى ثباتنا على أخلاقنا ومبادئنا وفطرتنا، وصبرنا على ما ينالنا من غيرنا.. وسوف تدرك لا محالة أنّ في ذلك نعمة كبيرة إذا صبرتَ وادّخرتَ ما صنعتَ وصنعوا عند ربّك.. ففي ذلك حفظ للأجر وزيادة في الإحسان وجزيل الثواب من واسع العطاء الكريم المنّان.. الله عزّ وجلّ أراحنا من عناء التجربة وأنزل منهجًا ليعصمنا من التخبّط في الحياة ومع النّاس وهو سبيل سعادتنا في الدّنيا والآخرة فالقرآن الكريم لم يترك شيئًا كَبُر كان أو صَغُر.. لكنّنا قد تُلهينا الحياة ويشغلنا مَن حولنا من الأهل والأقارب والأصدقاء والزملاء وغيرهم.. فتتعثر أقدامنا وتتحطم نفوسنا وتنكسر خواطرنا وتُجرَح مشاعرنا وتتألم جوارحنا من ردود أفعالهم وخذلانهم وتخاذلهم.. لكن يمنعنا من الندم أنّنا نعود إلى منهج الله محمّلين بتلك التجارب لنَخلُص إليه وحده ونكمل مسيرتنا في الدّنيا على فطرتنا ومبادئنا لأنّنا أيقنا أنّ في تحمّلنا وصبرنا زيادة في الأجر وحسبنا قول المصطفى ﷺ (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم). وقوله تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر: ٢٠).

مشاركة :