الحياة مليئة بالخيارات، وكثير من هذه الخيارات لا يمكن التنبؤ بنتائجها. كما لا يمكننا أبداً معرفة ما كان قد سيحدث في حال كان اختيارنا مختلفاً. جميعنا سيصادف في حياته فرصاً يندم عليها وعلاقات فاشلة وفرصاً ضائعة وقرارات تفتقر للحكمة. بعض القرارات تكون بسيطة مثل الطعام الذي ستتناوله أو اختيار الطريق الذي يقود إلى العمل أو الطريقة التي تنجز بها المهام، إلا أن بعض القرارات الأخرى تكون أكثر صعوبة، مثل المفاضلة بين عرضي عمل، أو الانتقال للعيش في بلد ما. وبغض النظر عن حجم هذا القرار، إلا أننا نجد صعوبة في الحفاظ على قدرتنا على اتخاذ خيارات جيدة.إليك في هذا السياق أكثر القرارات التي ستندم عليها في الحياة: عدم الحصول على شهادة أكاديمية: الكثير من الناس يندمون على عدم إكمال الدراسة والحصول على الشهادة الثانوية أو الجامعية. وقد ينجحون في حياتهم المهنية ويصلون إلى مناصب رفيعة، إلا أن الندم لا يفارقهم أبداً، ودائماً ما يشعرون بعدم الثقة بالنفس جراء ذلك. الندم على عدم عيش اللحظة: أسد لنفسك معروفاً، وأجعل هذا اليوم يستحق تذكره. امنح نفسك وقتاً لإعادة النظر في عملك وحياتك، ثم اسأل نفسك ما إذا كان هناك شيء يجب تغييره. العمل طوال الوقت على حساب العائلة والأصدقاء: من الصعب جداً الموازنة بين الحياة المهنية والشخصية، فدائماً ما يقلق المرء بشأن العمل ويعتقد أنه سيعوض عائلته عن التأخر في العمل، لكنه ينشغل أكثر فأكثر، وتمر الأيام لتصبح شهوراً فأعواماً. وهذا ما يأخذنا إلى النقطة التالية: الاهتمام بما يراه الآخرون فيك: الكثير من الناس يهتمون برأي الآخرين فيهم أكثر من اللازم، ويعتقدون أن آراء الناس مهمة جداً لتحقيق النجاح، لكنها ليست كذلك. إرهاق نفسك بالعمل على حساب حياتك الشخصية: إن العمل بجد هو وسيلة ناجعة للتأثير على العالم، والتعلم والنمو، وأيضاً العثور على السعادة، لكنه يصبح مشكلة حياتية كبيرة في حال زاد عن حده، وأتى على حساب أقرب الناس إليك. والحل يكمن في إيجاد توازن بين ما نحب فعله وصحبة من نحبهم. عدم التحلي بالثقة بالنفس: ترتبط هذه النقطة بالتي سبقتها، فالكثير منا يندمون على عدم التحلي بالثقة الكافية والسماح لآراء الآخرين أن تؤثر فيهم. الندم على عدم عيش حياتك الخاصة: اقض وقتك في إنجاز وفعل الأشياء التي تريد تحقيقها. أسس شركة، أو اصقل مهاراتك المهنية، أو ابن أسرة، أو حتى شارك في ماراثون. أعظم نجاح يكمن في عيش حياتك على طريقتك الخاصة. تحقيق طموحات وأحلام والديك بدلاً من طموحاتك: هذه النقطة أيضاً مرتبطة بعدم الثقة بالنفس، فقد يهتم الابن برأي والديه ولهذا يحاول أن يلبي توقعاتهما ويحقق أحلامهما. عدم التقدم لوظيفة أحلامك:قد يتردد المرء في التقدم لوظيفة أحلامه، لانشغاله بأطفاله أو لرفض زوجته الانتقال لمكان آخر، وقد لا تكون هذه الوظيفة مناسبة له في الحقيقة، إلا أنه يندم لاحقاً، لأنه لم يحصل على خيار التجربة أبداً. عدم مواجهة من يضايقونك: قد لا تصدق هذا، لكن الكثير من الأمور التي نندم عليها في الحياة، تحصل ونحن في المدرسة الابتدائية، فالمرء لا ينسى من كانوا يضايقونه في طفولته، ولا يسامح نفسه على عدم مواجهتهم. اختيار الوظيفة السهلة بدلاً من الوظيفة التي تحبها:هذه النقطة تابعة للتي قبلها أيضاً، حيث يقول أحد المستشارين المهنيين: "حين يحاول الطلبة اختيار تخصصهم في الجامعة، عليهم اختيار ما يحبونه حتى لو كان صعباً، بدلاً من أن يختاروا التخصص الأسهل." والأمر ينطبق على الحياة المهنية أيضاً. الإفراط في الجدية أو السلبية: معظم الناس لا يعرفون كيف يستمتعون بوقتهم حقاً، فهم يأخذون كل شيء على محمل الجد، ولا يتمتعون بروح الدعابة في الحياة، لهذا احرص على إسعاد نفسك. عدم تعلّم لغة أخرى:الكثير من الناس يسافرون كثيراً، لكن معظمهم لم يتعلموا لغة أخرى غير لغتهم الأم طوال حياتهم، وهم يشعرون بندم كبير على ذلك لاحقاً. وهناك العديد من الناس يتمنّون فعلاً لو أتيح لهم تعلم لغة ثانية، واكتساب ثقافة جديدة. عدم استجماع الشجاعة للتحدث أمام جمهور: يُقال إن الناس الذين يخشون التحدث أمام الجماهير، أكثر عدداً من الناس الذين يخشون الموت. لكن حين يتقدم المرء في السن يتمنى لو أنه تجاوز مخاوفه تلك. عدم المخاطرة وتجنب الفشل: خلال مسيرتك المهنية، ستقف أمام مفترق من الطرق، واحد منها سيكون محفوف بالمخاطر أكثر من الآخر ولكن نتائجه ستكون مجزية أكثر، لأن المواقف الصعبة تؤدي إلى النمو والتعلم واكتساب الخبرة. ويستند النجاح طويل الأجل على اكتساب مجموعة من الخبرات والتنقل بين الأدوار القيادية المختلفة وتعزيز نطاق القوة لدى الشخص. لذلك فإن الفشل ليس إلا عتبة نحو النجاح، فإذا لم تفشل لن تكتسب الخبرة، وإذا لم تكتسب الخبرة فلن تحقق النجاح في حياتك المهنية.يمكن لأي أحد أن يشعر بالندم على أي من هذه القرارات، وصحيح أنه لا يمكننا تغيير الماضي، لكن يمكننا بدء صفحة جديدة دائماً، ومحاولة تحسين حياتنا وأنفسنا وتصرفاتنا، بدلاً من الشعور بالإحباط الدائم فقط. فلنعمل إذاً على تغيير أنفسنا واتخاذ القرارات الصائبة قبل أن يفوت الأوان. الندم على عدم الصدق: في حال لم يكن الصدق عادة متأصلة فيك، فإن الكذب سيسيطر على حياتك. الصدق هو أوضح مسار. اتخاذ القرارات على أساس المال:تشير الإحصاءات إلى أنه مهما كان حجم الأموال التي نمتلكها حالياً، فإننا نطمح دائماً إلى المزيد، لذلك فإن تغيير مسارك المهني للحصول على راتب أعلى، أمر مغرٍ جداً، لكن عليك أن تعلم أن الشركة تدفع لك هذا الراتب، في مقابل إنجاز المهام وإحراز تقدم وتأثير في الشركة. اختر المسار المهني الذي يتيح لك الخوض في تجارب قيمة، والتعلم بشكل أسرع ويمنحك مهارات وخبرات تثري ملفك المهني، بغض النظر عن الدخل، لذلك فإن تفضيل الخبرة على الدخل، سيؤدي إلى في النهاية إلى زيادة الدخل على المدى الطويل.
مشاركة :