تسبب توقف المركز الثقافي، وغياب الصالونات الأدبية، في حالة سبات للمناشط الثقافية في محافظة الدرب، وسط مطالبات بوضع حلول لإعادة وهج الحركة الثقافية إلى سابق عصرها، وتفعيل الدور الثقافي والأدبي. عصر ذهبي وأوضح الكاتب القصصي عبدالله المطمي، أن الحركة الثقافية في محافظة الدرب قديمة جدًا وبدأت على استحياء حتى أيقظ غفوتها رواد لن ننساهم، ومنهم والذي كان له فضل كبير الدكتور علي الشعبي رحمه الله بإنشاء المركز الثقافي، ومعه أيقظ الكثير من الهمم النائمة والتي كانت تريد الإيقاظ، حيث ظهرت الكثير من المواهب في الشعر الفصيح والشعبي والكتابة الأدبية السردية مثل القصة والخواطر وغيرها، وقال إن المركز الثقافي احتل مساحة مهمة في وجدان أهالي المحافظة ومراكزها خلال الفترة الماضية، وتميزت تلك الفترة بانتشار البرامج والمناشط والمسابقات الثقافية فكان هو المكان المناسب لاحتواء المثقفين وتدوين هذا الإنتاج الثقافي الغزير في ذلك الزمن، حتى اعتبره الكثيرون عصرًا ذهبيًّا للحركة الثقافية والأدبية بالمحافظة. حكايات قروية وبين المطمي أنه قام بإنشاء مكتبة خاصة داخل منزله، وقال: أقضي جل وقتي فيها والتي تحوي العديد من الكتب مستمتعاً بذلك، فأغلب المثقفين فضل أن يغلق عليه بابه في محافظتي، وأكد أن أول نتاج قصصي كان في عام 2008، وبالنسبة للإصدار الحالي كتابي القصصي أرواح فوق الرمال «حكايات قروية» وطبع في عام 1442، حيث إن القصص الموجودة فيه حقيقية وأشخاص حقيقيون وأبطالها من القرية التي أسكن فيها، كما سمعتها عن رواة ثقاة وتحوي قصة (العمة خديجة والباحث عن الحرية وغربة أبدية وسعيد عبد البنات وسيل الثلوث وعازف الناي (المزمر) والحاج أحمد ورحلة القرن والداية والحوات والمخاضرة)، ونظرًا لنجاحها ونزولًا عند طلب القراء والأصدقاء رحت أعمل منها جزءًا ثانيًا بإذن الله تعالى، فأنا من سكان قرية الزيارة بمركز الشقيق، وهي التي قدمتني للناس في بداية كتاباتي، والفضل لله ثم للدكتور علي الشعبي رحمه الله الذي دفعني للأمام ككاتب قصة. معوقات وأسباب وقال المطمي إن هناك معوقات وأسبابًا أدت إلى عرقلة وغياب الحركة الثقافية بالمحافظة، منها وأهمها توقف وخروج المركز الثقافي عن الخدمة فلم يعد له دور يذكر منذ فترة طويلة، وعدم وجود مظلة أو هيئة رسمية تحتوي المثقفين لممارسة وإقامة الفعاليات والمناشط الثقافية، وغياب دور رجال الأعمال والأعيان في المحافظة، فلا نجد أحدًا يقوم بمبادرة إنشاء صالون ثقافي يحمل اسمه ويجمع فيه المثقفين والأدباء، كل هذه الأمور ساهمت في عزلة المثقفين وغياب الحركة الثقافة بالدرب. بشرية وثقافية بينما أكد الأديب والكاتب الدكتور إسماعيل مفرح، أنه كان للتعليم المبكر في محافظة الدرب الأثر المباشر في إحداث تنمية بشرية وثقافية في المحافظة، والذي بدأ مع الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله (1315-1398)، حيث تأسست مدرستان بمسمى المدرسة القرعاوية في بلدتي الدرب والشقيق، وكان ضمن عدد من المدارس التي قام بتأسيسها في بعض المدن والقرى بمنطقة جازان وذلك في عام (1364 هجرية) وهي مدارس دينية وليست حكومية أو نظامية ولا تقع تحت مظلّة وزارة المعارف، حيث إن مدارس القرعاوي تقع تحت إشرافه ورعايته الشخصية وكانت تجمع بين الكتاتيب والعلوم الدينية، وكان يقوم بالتعليم فيها ممن سبق أن تعلموا على يديه في مدرسته بصامطة والتي تطورت لتصبح فيما بعد معهدًا علميًّا، ومن أبرز المعلمين الذين مارسوا التعليم في مدرسته من الدرب الشيخ أحمد بن هيجان والشيخ عيسى عداوي والشيخ عيسى الشعبي وغيرهم، وفي الشقيق كان الشيخ علي بن إبراهيم جوني والشيخ إبراهيم بن حسين فلقي وأحمد بن قاسم فلقي وغيرهم، وكذلك هناك أيضًا بعض المعلمات ممن يعلمن فرديًّا أو في إطار المدارس القرعاوية. لا يمنع وأوضح رئيس النادي الأدبي بجازان حسن الصلهبي لـ«الوطن»: الحقيقة المراكز الثقافية في المحافظات بمعناها القديم توقفت، ولكن هذا لا يمنع أن يقيم النادي بعض الأنشطة في المحافظة بالتنسيق مع المثقفين هناك، في حدود نشاط واحد في الموسم الثقافي، وأشار الصلهبي إلى أنه إذا كانت لديكم مبادرة فالرجاء التقدم بها للنادي بخطاب وسيتم دراستها. أول مدرسة وقال إن مع انطلاقة التعليم الحكومي تم إلغاء المدارس القرعاوية مباشرة حيث تم إنشاء أول مدرسة بالمحافظة وهي الشقيق الابتدائية في عام 1373 وتعد أقدم مدرسة حكومية، وتأتي بعد ذلك مدرسة الدرب الابتدائية والتي تم تأسيسها في عام 1381 هجرية ومن ثم توالى تأسيس المدارس الابتدائية، حيث تأسست وتوسعت المدارس المتوسطة والثانوية بنين وبنات وتتبع حاليًا لإدارة تعليم صبيا. توقف المركز الثقافي. غياب المظلة والهيئة الرسمية. عدم وجود للصالونات الأدبية. غياب الأنشطة الثقافية.
مشاركة :