ونحن نعيش الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، يجدر بنا ألا تمر هذه المناسبة إلا ونحن في سباق نتنافس فيه في إظهار مآثر عصره، ممتنين لمقامه الكريم، لكل الإنجازات المذهلة التي حدثت منذ توليه دفة القيادة في بلادنا، وحسن أدائه الأمانة الملقاة على عاتقه، وإكماله رسالة الأب المؤسس، الملك عبدالعزيز، ومنهجه البين الذي استمر عليه أبناؤه من بعده، كل حسب ظروف مرحلته، وتطور الأحداث والعالم حواليه. نور إنجازاتنا السعودية لم يقتصر وهجه داخل حدودنا المحلية، بل تعدى ذلك، ليصبح تغيرنا الإيجابي ملاحظا خارج الوطن وعند مراكز القوى في الخارج، والأجمل أن صاحب القرار والنفوذ في المؤسسات الدولية أصبح مقتنعا بهذا الحراك، ومشيدا به، ويراه من في الخارج بكل وضوح، دون الخوض في أيديولوجيات لا تخدم المرحلة التي نعيشها، ولا تجعلنا في عزلة تبعدنا عما يقربنا من أحلامنا، أو تحجب النور الذي نسعى إليه. ما حدث ويحدث في عهده الزاهر هي رؤية قيادة، أدركت بحكمة أن التغيير المحلي أصبح حتميا في ظل التغيير الشامل في العالم ككل، ليحافظ على وطنه في الصفوف الأولى، فأزال تراكمات كثيرة منعتنا من الحياة السهلة، وأزال أسوارا حجبت كثيرا من الضوء عنا، وسمح لأطياف وألوان فكرية وثقافية واجتماعية بأن تقدم نفسها، مع الحرص على ثوابت الدين والوطن والمجتمع. قدم للعالم هويتنا الأصل، وأخبر العالم أننا نملك الكثير من المقومات التي تجعلنا في المقدمة، حضاريا وفكريا واقتصاديا. كل ما فعله ويفعله الحكم الرشيد لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، وبمؤازرة من سمو ولي العهد، يصب في مصلحة الوطن والمواطن من أجل «السعودية الجديدة»، سواء كان ذلك من استعادة القرار والرأي من جهات غير مؤهلة أو منح الأمر لجهات تعرف ماهية المجتمع، وموقعنا في الخريطة، وتفهم المقاصد والغايات، وتهتم بالكليات ولا تغرق في الجزئيات، وتسمح بالتعددية والعالمية دون أن تمس الخصوصية السعودية والهوية الإسلامية بأذى يخدش سلامتها. من إنجازات هذا العصر التعايش والتقبل، وذلك بمحاربة الفكر المتطرف من خلال إعلان أن بلادنا ليست حكرا على فئة دون أخرى، وأنها ليست حق لطائفة دون طائفة، ولا يتفرد بها اتجاه محدد أو طيف واحد، بل هي باب كبير يسع الكل تحت ظل وطن مؤمن بالله، موحد له، محافظ على الإسلام، شريعة ودستورا، نبايع فيه كشعب ولاة أمرنا على السمع والطاعة. في هذا العصر نفرح كثيرا ونحن نرى القيادات الشابة في جسدنا الحكومي بتنوع أفكارها وتوجهاتها، وكفاءات تمثل كل مجتمعنا، كل له دوره وحضوره اللافت، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، بمشاركة متناغمة بين المسؤول والمواطن، تجعلنا كلنا شركاء نجاح يجير باسم الوطن الغالي على قلوبنا جميعا. في كل ذكرى لبيعة الملك سلمان يحسن بنا تأمل حالنا كيف كان من حسن، وأين أصبح لأحسن وأفضل؟، لنخرج بنتيجة لمستوى الأداء والتغير الذي طرأ على حياتنا الخاصة والعامة، فنجد أننا نصافح كل عام مشاريع للمستقبل، نركض بها إلى العالم الأول، نمسك من خلالها بخيوط الحياة التي تليق بمجتمعنا والأجيال التي ستأتي بعدنا، من خلال مشاريع هدفها الإنسان السعودي، وطموحها العيش الرغيد والتربع بعز وبفخر وعدم الحاجة إلى أحد، والاستفادة من كل ثرواتنا ومقوماتنا التي نغبط عليها. مع ذكرى كل عام نشعر بالفرح الممتزج بفخر أن أصبح لنا كلمة عليا في المشهد الدولي، وحضور لافت في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأثبتنا للعالم علو شأننا وقوة عزمنا، وأن الوطن خط أحمر غير قابل لأي تجاوز. ونرقب مع كل ذكرى للبيعة تشريع أنظمة، وإنشاء مجالس وهيئات ومؤسسات، وإعلان خطط في كل المجالات من أجل تسريع وتيرة التغيير، والركض بسرعة إلى الأمام، والبحث عن كل ما يحتاج إليه مجتمعنا من ثقافات وتطلعات، وإقرارها وفق إطارات تكفل لها المضي قدما دون رجوع للخلف، مع الحرص على بقاء الإنسان فيها هو الثابت ببشريته، المتغير بتطوره وأهدافه وتطلعاته، تغيرا إلى الأفضل متى ما كانت الحكمة الحازمة حاضرة والعزم قائدا، ليبحث عن ضالته ويفوز بها، فما عاد هناك شيء صعب، وما عاد هناك من يحجب الرؤى عنا ويفكر ويقرر ما لا نريد، لأننا على ثقة بأننا مع «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه». ومع ذكرى البيعة السابعة للملك سلمان عهد علينا ووعد ألا نستكين ولا نهدأ حتى نجد بلادنا في المكان الذي يليق بها، ولن نجعل الإنسان السعودي يتأخر أبدا، وسنكون جنبا إلى جنب مع قادتنا في كل ما فيه صلاحنا وفلاحنا.
مشاركة :