اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأربعاء) أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة "جد دقيقة ربما هي الأصعب في التاريخ النضالي". وقال عباس في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى الـ17 لوفاة سلفه ياسر عرفات إن إسرائيل توغل في سياساتها "الاستعمارية والعنصرية وتشن عدوانا ممنهجا لتغيير الوضع التاريخي لمدينة القدس وطمس هويتها وطبعها العربي والإسلامي وطرد سكانها والاستيلاء على منازلهم في الشيخ جراح وسلوان". وأضاف أن إسرائيل تمنع المصلين والمؤمنين من الوصول للأماكن المقدسة في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيسة القيامة وتستمر في سياساتها الاستيطانية "لخنق ما تبقى من فرص لتجسيد استقلال الدولة الفلسطينية وتكريس سياسة الفصل العنصري فضلا عن الحصار الجائر على قطاع غزة". وتابع عباس أن السلطات الإسرائيلية تقيم صلوات غير مشروعة في المسجد الأقصى في تحد سافر لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي. ودعا المجتمع الدولي إلى تغيير طريقة تعامله مع إسرائيل بالانتقال من بيانات الاستنكار "لانتهاكاتها" بحق الشعب الفلسطيني وأرضه إلى خطوات ملموسة كفرض آليات الحماية الدولية وعقد مؤتمر دولي لإنهاء الاحتلال واعتراف الدول التي لم تعترف بفلسطين ومنع تمويل إسرائيل بالسلاح وغيرها من الإجراءات العملية. وأكد الرئيس الفلسطيني أنه "ليس من المعقول أو المقبول أن يبقى الاحتلال الإسرائيلي جاثما على صدورنا إلى الأبد كما أنه ليس من المعقول أن نبقى على الالتزام باتفاقيات لا تلتزم" بها إسرائيل. وشدد عباس على التمسك بحق العودة "المقدس" الذي يمكن اللاجئين الفلسطينيين من استرداد أملاكهم وتعويضهم عن الضرر الذي لحق بهم كل هذه السنوات وفقا لقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 194. وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، جدد عباس تأكيده على التمسك بوحدة الشعب الفلسطيني والدعوة لتشكيل حكومة وطنية تلتزم جميع القوى المشاركة فيها بالشرعية الدولية التي اعترفت بها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والحفاظ على القرار الوطني المستقل. وأكد المضي على "درب ياسر عرفات الذي قضى عليه مهما كانت الصعاب، وسينتهي الاحتلال، ونحقق الحريةَ والاستقلالَ في دولتِنا الفلسطينيةِ ذاتِ السيادةِ على ترابنِا الوطني". وتوفي عرفات في 11 نوفمبر 2004 عن عمر يناهز 75 عاما في مستشفى بفرنسا بسبب مرض غير معروف، وسط اتهامات فلسطينية لإسرائيل بتسميمه، في حين تنفي إسرائيل مثل هذه الاتهامات. وسبق أن لجأت زوجة عرفات إلى القضاء الفرنسي للنظر في وفاة زوجها، لكن لم يتم الإعلان عن أي نتائج، وتم ذلك بعد أن أعلن خبراء سويسريون عثورهم على معدلات غير طبيعية من مادة البولونيوم السامة بعد فحصهم عينات من مقتنيات عرفات. ودُفن عرفات في رام الله من دون أن تخضع جثته للتشريح، إلا أنه في 27 نوفمبر العام 2012 تم نبش قبر عرفات تحت إشراف السلطة الفلسطينية وجرى أخذ عينات من قبل خبراء من سويسرا وروسيا وفرنسا من رفاته. وقال الخبراء السويسريون إنهم يدفعون بفرضية تسمم عرفات دون الجزم بعلاقة أكيدة بين الوفاة والمادة السمية. وقاد عرفات منظمة التحرير الفلسطينية منذ العام 1969 وأصبح أول رئيس للسلطة الفلسطينية منذ إنشائها في العام 1994، بعد توقيع اتفاقات أوسلو المؤقتة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في العام 1993. وفي العام 1994 حصل عرفات على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع اسحق رابين وشيمون بيريز من أجل تحقيق الصفقة التاريخية. في هذه الأثناء، أحيت مؤسسة ياسر عرفات ذكرى وفاته في حفل أقيم بقصر رام الله الثقافي بحضور عدد كبير من أركان القيادة الفلسطينية والسفراء والقناصل المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية. وأكد رئيس مجلس أمناء المؤسسة ممدوح العبادي في كلمة خلال الحفل، أن مؤسسة ياسر عرفات ستواصل حمل إرث الرئيس الشهيد المقترن مع تاريخ الثورة الفلسطينية.
مشاركة :