تسلمت الدفعة الثانية من قواتنا المسلحة مهامها في اليمن ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة أن عملية تبديل القوات تمت بنجاح، وفق استراتيجية ممنهجة وأدق المعايير العسكرية. وأوضحت أن الدفعة الأولى المستبدلة ستصل إلى أرض الوطن خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث سيكون هناك استقبال رسمي وشعبي لجنودنا الأبطال البواسل، الذين سطروا ملاحم من البطولات والتضحيات، نصرة للحق والعدالة، من خلال وقوفهم، ضمن قوات التحالف العربي، إلى جانب الشرعية والشعب اليمني ضد الانقلابيين. من جانبهم، قال محللون وإعلاميون إن الدفعة الأولى من قوات التحالف المشاركة في عملية إعادة الأمل في اليمن، أدت الدور المنوط بها، وبذلت جهوداً كبيرة في تحرير مناطق ومدن كبرى منه، وفي تدريب القوات اليمنية التي ستأخذ دوراً كبيراً في المرحلة المقبلة من عملية إعادة الأمل التي ستركز على تحرير صنعاء، معقل الحوثيين، وحفظ الاستقرار في اليمن. وأكدوا أن الأبطال من جنودنا البواسل سيستقبلون عند عودتهم إلى الدولة بما هم أهل له من العز والفخار، إذ إنهم أدوا واجبهم، وتمكنوا من تحرير أجزاء كبرى من اليمن، ومن إعادة تأهيل هذه المناطق وتقديم المساعدات لسكانها، لذا لابد من إظهار الفخر والاعتزاز بقدومهم إلى الدولة. وتفصيلاً، قال المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السويدي، إن جنودنا البواسل تمكنوا خلال مشاركتهم في عملية إعادة الأمل من تحرير عدد من المدن الكبرى والمناطق، ويستحقون استقبال الأبطال الذي يليق بمكانتهم. وأضاف: هم يستحقون الاستقبال الكبير لأنهم أبناء الدولة، ولأنهم أدوا واجبهم في الدفاع عن أمن الإمارات، وأمن المنطقة، موضحاً أن اليمن لو ترك تحت رحمة ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح، لوقع ضحية لتدخل قوى خارجية تهدده بانتشار الإرهاب، ومن ثم تعريض المنطقة للخطر. وأكد السويدي أن وجود القوات اليمنية، التي انتهت قوات التحالف من تدريبها، أخيراً، ودخولها ساحات القتال، سيسهمان في تعزيز الجهود، وتحرير صنعاء، معقل الحوثيين، وسيعطيان الأشقاء اليمنيين الثقة في بناء دولتهم بالشكل الذي يرجونه، مضيفاً أن قوات التحالف سترجع فور انتهاء مهمتها، لكن مهمة اليمنيين ستكون أكبر في حفظ الاستقرار. من جانبه، أفاد مدير مكتب صحيفة غلف نيوز الإنجليزية، عبدالله الرشيد، بأن الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة أدت دورَيها الإنساني والعسكري على أكمل وجه، وينبغي إظهار الفخر والاعتزاز بانتصاراتهم التي حققوها، إذ إنهم حفظوا أمن وسيادة الخليج العربي من التدخل الخارجي. وأضاف: جنودنا قدموا حياتهم فداءً لوطنهم، لذا أقل ما نقدمه لهم هو استقبالهم استقبال الجندي المنتصر، خصوصاً أنهم لم يركزوا على البعد العسكري فقط، بل ركزوا على تقديم المساعدات للشعب اليمني الشقيق، ومساعدتهم في تدريب قواتهم، وتالياً حفظ السلام على أراضيهم والدفاع عنها. وتابع أن المرحلة المقبلة تختلف كثيراً عن المرحلة السابقة، إذ إن الدفعة الثانية لديها مهمة جديدة، مختلفة عن المهام التي قامت بها الدفعة الأولى، وستتحتم مشاركة القوات اليمنية المدربة حديثاً في تحرير المناطق الأخرى، وحفظ السلام في الدولة. وأوضح الرشيد أن تدريب القوات اليمنية له بعد استراتيجي، إذ إنهم أدرى بأراضيهم وكيفية التقدم، وحماية الأراضي التي تم تحريرها، مضيفاً أن قوات التحالف، بمن فيها الخبراء العسكريون والجيوش العربية، لن تستقر في اليمن، بل ستعود إلى أراضيها، وينبغي أن تنهض قوة يمنية للدفاع عن أراضيها من أي عدوان على الشعب ومكتسباته. وذكر مدير تحرير صحيفة خليج تايمز الإنجليزية، مصطفى الزرعوني، أن إنجازات قواتنا المسلحة المشاركة في عملية (إعادة الأمل) في اليمن عظيمة، خصوصاً أنها لم تحارب جيوشاً نظامية بل حاربت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح المتمردة، وهي من المعارك الأصعب، ومع ذلك تمكنت من تحرير مناطق كبرى من اليمن. وتابع: حررت قوات التحالف مأرب وباب المندب وعدن في فترات وجيزة، وهي إنجازات كبرى على الصعيد العسكري، إضافة إلى كونها اهتمت بالجانب الإنساني في كيفية تعاملها مع الشعب اليمني وتوفير المساعدات له فور الوصول إلى مناطقه، والتخفيف عنه ببناء المدارس وإعادة تأهيل المستشفيات ومراكز الشرطة، وإعادة الكهرباء للمدن، فضلاً عن تدريب قوات يمنية تستطيع الذود عن أراضيها. وأضاف الزرعوني أنه وفق الاتفاقات الدولية، وقرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة (2216)، فإن قوات التحالف ستغادر اليمن بعد أن تستكمل مهامها في فرض الاستقرار السياسي على المنطقة، وإعطاء السكان الفرصة لانتخاب الحكومة التي يريدونها، ومن ثم العمل على بناء المدن الرئيسة، موضحاً أن هناك مراحل ينبغي الانتهاء منها قبل عودة قوات التحالف كاملة لحفظ أمن واستقرار اليمن.
مشاركة :