من المنتظر أن يصبح الابتكار في قطاع الطاقة أحد أبرز المحركات الدافعة للاستدامة فيه، وذلك في خضمّ التحديات التي يفرضها المشهد الاقتصادي الراهن، وفق ما يرى خبراء. فقد اعتبر ستيف بايلي، رئيس المبيعات لدى شركة أغريكو، أن الدور الحيوي الذي يلعبه مجال الأبحاث والتطوير لم يكن يحظى بالأهمية التي بات يتمتع بها اليوم لدى الجهات المعنية في القطاع، قائلاً إن مسؤولية مواصلة الابتكار وتقديم حلول مستدامة تقع على عاتق الشركات. وجاءت تصريحات بايلي في إطار الاستعدادات لانعقاد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2015 الأسبوع المقبل. وعملت أغريكو، التي يقع مقرها الرئيسي في بريطانيا، وتعتبر إحدى أبرز الشركات العالمية العاملة في مجال توليد الطاقة، على تزويد عدد من المشاريع الإقليمية الكبرى بالطاقة خلال مراحل الإنشاء، مقدّمة الدعم للخدمات ومزوّدة المشاريع بالمعدات المناسبة لها عبر شبكة مؤلفة من 12 موقعاً موزعة في ثمانية بلدان. وتشمل قائمة المشاريع التي عملت فيها الشركة جزيرة نخلة جميرا بدبي، ودبي فيستيفال سيتي، ومترو دبي، واللؤلؤة قطر، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية بالمملكة العربية السعودية. التفكير الإبداعي وأضاف بايلي أن شركته تقدّم لشركات النفط والبتروكيماويات العالمية حلولاً مبتكرة تسمح لها، على سبيل المثال، باستخدام فائض الغاز المشتعل كوقود لمولدات أغريكو التي تنتج الكهرباء، ما يترك لها خيار استخدام الكهرباء المولَّدة لسدّ احتياجاتها أو بيعها إلى شركات أخرى، معتبراً أن دفع الشركات إلى التفكير الإبداعي وتشغيل عملياتها بكفاءة، سيمكّنها من تحويل التحديات التي تواجهها في السوق إلى فرص تجارية بنّاءة ومثمرة في المستقبل. وعرض بايلي مثالاً آخر بالقول إن الشركات التي عادة ما تشتري أصولها الخاصة بإنتاج الطاقة لمشاريعها باتت تبحث الآن عن حلول تسد احتياجاتها عبر الإيجار القصير أو المتوسط، ما يعني توفير النفقات الرأسمالية من أجل أعمالها الأساسية. ومضى إلى القول: على جميع الشركات أن تنظر إلى هذا الأمر كفرصة لإعادة التفكير بنهجها التجاري، وأن تطرح السؤال عما يمكن فعله الآن لتجاوز المرحلة الراهنة وتحقيق الازدهار على الأمد البعيد. ألمع العقول ومن المنتظر أن تجمع الدورة المرتقبة من أديبك، التي تنعقد في الفترة بين 9 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بعضاً من ألمع العقول في قطاع النفط والغاز العالمي، وتزوّد الجهات المعنية في القطاع بأرضية مثلى للتواصل وتبادل الآراء واستعراض الأفكار والتجارب حيال هذه القضية الملحّة. من جانبه، قال جان فيليب كوسيه، مدير إدارة الفعاليات في أديبك 2015 لدى شركة دي إم جي للفعاليات المنظمة للحدث، إن اللاعبين في قطاع الطاقة العالمي اليوم، من عمالقة النفط والغاز إلى مقدمي الخدمات، يدركون أن مواجهة التحديات الاقتصادية اليوم من خلال نماذج أعمال مستدامة يحتمل أن يُترجم إلى مكاسب على الأمد البعيد. ومن المتوقع أن يستقبل أديبك، الذي تستضيفه شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، أكثر من ألفي جهة عارضة، وسبعة آلاف موفد مشارك في برنامج المؤتمرات، فضلاً عن 85 ألف زائر من أكثر من 120 بلداً.
مشاركة :