قالت سفيرة جمهورية تركيا لدى البحرين هاتون ديمرير إن بلادها تتمتع بعلاقات متميزة مع الجانب البحريني إلا ان الكثير من الفرص التي تطرحها هذه العلاقات لم تستغل بالشكل الامثل لاسيما في الجانب الاقتصادي. واشارت السفيرة ديمرير في مقابلة لـ الايام بمناسبة العيد الوطني الـ 92 لجمهورية تركيا الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي وصل الى نحو نصف مليار دولار العام الماضي يعتبر مؤشراً جيدا إلا انه لا يعكس كل الطموحات المؤمل تحقيقها مستقبلاً لاسيما في قطاع الالمنيوم البحريني الذي يطرح فرصاً كبيرة امام القطاع الصناعي والمقاولات في تركيا. وكشفت السفيرة ديمرير عن ان اعداد البحرينيين الذين زاروا تركيا العام الماضي قد وصل نحو 24 الف سائح بحريني، لافتة الى اهمية الترويج السياحي امام السائح التركي لزيارة البحرين كاحدى الواجهات السياحية المتميزة في منطقة الخليج. وفي الشأن السوري، اعتبرت السفيرة ديميرير ان التدخل الروسي جاء لمساعدة النظام وليس الشعب السوري الذي تستضيف بلادها نحو مليوني منهم، لافتة الى ان الحكومة التركية قد انفقت حتى الان نحو 7 مليارات دولار كتكلفة اللجوء السوري على اراضيها دون مساعدات دولية مؤثرة. وحول تدفق المقاتلين اكدت ديمرير الى ان تدفق المقاتلين عبر الاراضي التركية يعود الى عدم مشاركة دولهم في أي معلومات استخباراتية حولهم مع السلطات التركية، لافتة الى صعوبة السيطرة على حدود مباشرة مع سوريا تصل مساحتها نحو 900 كم. وفيما يلي نص المقابلة: ] كيف تقيّمين العلاقات البحرينية - التركية؟ - بلا شك ان هناك علاقات متميزة مع البحرين سواء على المستوى الرسمي او بين الشعبين، وهناك عدة جوانب نتشارك فيها لاسيما الموروث الحضاري، وبالتأكيد نتطلع للمزيد من تعزيز هذه العلاقات بما يخدم تطلعات البلدين، اعتقد ان هناك العديد من المجالات التي يمكن ان تتقدم العلاقات فيها بشكل افضل ومنها تعزيز العلاقات بين القطاع الخاص في كلا البلدين والعلاقات التجارية بحيث تكون اكثر نشاطاً، لاننا بحاجة لهذا التعاون. ] ماذا عن المجلس الاقتصادي التركي - البحريني؟ وهل يلعب دوراً ايجابياً في تعزيز العلاقات الاقتصادية؟ - نعم هذه المجالس التي تضم عادة مجموعات من رجال الاعمال في تركيا والبلدان الاخرى، وهناك انتخابات اجريت لادارة المجلس في تركيا، نأمل ان تلعب ادارة المجلس الجديدة دوراً فعّال في تنمية العلاقات مع البحرين، هذه المجالس لها دور هام وهي تفسح المجال امام رجال الاعمال من الدول الاخرى كي يتعرفوا على الفرص الاقتصادية والتجارية مع تركيا، وبالتالي نتمنى ان يكون دورها اكثر تأثيراً على الارض. ] ما المجالات التي تعتقدين ان تطرح فرصاً جيدة ويجب التركيز عليها؟ - هناك عدة مجالات، اعطي لك مثالاً بالنسبة لاستيراد المواد الغذائية، البحرين من الدول التي تعتمد بنسبة كبيرة على استيراد المواد الغذائية من الخارج، صحيح ان قطاع النقل البري بات من الصعب الاعتماد عليه في هذا الاتجاه بسبب الحرب في سوريا، لكن اليوم لدينا ثلاث شركات طيران تسير رحلات مباشرة شبه يومية بين البحرين وتركيا وهذه تطرح بديلاً جيداً عوضاً عن النقل البري، فاذا كان بالامكان استيراد مواد غذائية من دول بعيدة جداً عن البحرين فَلمَ لا تتجه الانظار نحو الفرص التي تطرحها الاسواق التركية التي تنتج العديد من المنتجات الغذائية سواء الخضروات او الفواكه او المواد الغذائية الاخرى، مثال آخر هنا في البحرين توجد صناعات الالمنيوم، وتركيا من الدول التي لديها قطاعات صناعية ومقاولات يعتمد فيها على الالمنيوم، وبالتالي يمكن امام رجال الاعمال الاتراك ان يركزوا على استيراد الالمنيوم البحريني، وبالتالي نتطلع ان يعزز المجلس الاقتصادي المشترك بين البلدين من هذه الفرص الهامة اقتصادياً، اعتقد ان الكثير من الفرص التي تطرحها العلاقات بين البلدين لم تستغل بالشكل الامثل في القطاع التجاري. ] وماذا عن قطاع السياحة لاسيما ان تركيا باتت اليوم واجهة سياحية مفضلة لدى العرب؟ - قطاع السياحة يشكل اكثر القطاعات نجاحاً، عندما ننظر الى الارقام نجد عدد السياح البحرينيين في العام 2004 لم يكن ليتجاوز الـ 3 آلاف سائح بحريني، فيما زار تركيا العام الماضي فقط اكثر من 24 الف سائح بحريني، ولو اطلعنا على الاعداد خلال الاعوام الماضية نجد انها تزايدت بشكل ملحوظ لتسجل زيادة بمقدار 10 آلاف سائح بحريني سنوياً، هذه ارقام جيدة لكن في نفس الوقت نتطلع ان يكون هناك سياح اتراك يزورون البحرين، هناك واجهات سياحية يمكن ان تستغل على شكل عروض سياحية تشمل البحرين ودبي، وعمان، لان هناك الكثير من الناس التي تتطلع لزيارة هذا الجزء من الشرق الاوسط. ] وماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ - حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو نصف مليار دولار العام الماضي، بلا شك يمكن ان يرتفع هذا الرقم اذا تمكنا من تعزيز العديد من الفرص الاقتصادية التي يطرحها اقتصاد البلدين. ] قبل بضعة شهور رست سفينة عسكرية تركية في البحرين، وكان هناك حديث عن تعاون عسكري.. هل نتوقع المزيد من التعاون العسكري بين البلدين؟ - هذه السفينة هي من الصناعات الوطنية التركية ونحاول ان نسوق هذا النموذج من السفن العسكرية في المنطقة، بلا شك ان العلاقات العسكرية كغيرها من المجالات التي نتطلع لتعزيزها مع البلدان الصديقة، ولدينا اتفاقية عسكرية مع البحرين، لكن ليس لدي أي معلومات حول ما اذا كان هناك تدريبات مشتركة او المزيد من الاتفاقيات التي تخص الجانب العسكري. ] حدّثينا عن العلاقات الثقافية؟ - العلاقات الثقافية يمكن ان تكون في مستوى افضل مما عليه الان، صحيح من فترة لأخرى هناك فعاليات ثقافية تركية، ونحن ممتنون للجهود التي تبذلها رئيسة الهيئة البحرينية للثقافة والتراث الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ودائما عندما يكون هناك فرص للمشاركة لا نتردد بدعم هذا الجانب، منها على وجه المثال فعالية المنامة لا تنام وكذلك مشاركة اوركسترا تركية. ] سأنتقل معك الى الشأن الاقليمي.. كيف تجدين التدخل العسكري الروسي في الساحة السورية؟ - تعلمون موقف بلادنا منذ بداية الحرب الاهلية السورية، نحن نعتقد ان النظام السوري هو الذي تسبب بهذه المأساة، وطالما ان النظام موجود ستبقى المشكلة، دعينا نتطلع الى الوقائع على الارض، هناك نصف مليون سوري قضوا في الحرب، و7 ملايين سوري هجروا الى خارج سوريا، منهم اكثر من مليوني موجودين في تركيا، ومليون سوري موجود في لبنان، وهناك اكثر من مليون سوري في الاردن، اكثر من 65 الف طفل سوري ولدوا على ارض تركيا ولا يعرفون وطنهم الأم، وهنا نطرح تساؤلاً هل هناك بلد يهجر منه هذه الاعداد من السكان ويبقى هذا النظام يحظى بتأييد؟ اليوم روسيا تساعد النظام ولكنها لا تساعد الشعب السوري وبطبيعية الحال نتائج هذا التدخل ليست لصالح الشعب السوري، لكننا نأمل ان يتمكن المجتمع الدولي من وضع حد لهذه المأساة لان الشعب السوري هو من يدفع ثمن هذه الحرب، وكذلك تؤثرعلينا جميعاً، بعيداً عن عملي كدبلوماسية، أنا في نهاية اليوم انسانة وارى مأساة الشعب السوري، ولابد ان توضع نهاية لهذا الحرب، اعتقد يتوجب على المجتمع الدولي ان ينظر الى المأساة السورية بعيون الشعب السوري وليس من زاوية المصالح السياسية، لان في نهاية المطاف الحل لابد ان يأتي عبر الشعب السوري، لا نستطيع ان نسقط اعتبار الشعب السوري من وضع بلاده لانه يتعلق بهم قبل أي شيء. ] ما رأيك في الطرح الروسي بأن وجود بشار الاسد في السلطة امر ضروري في المرحلة الراهنة في ظل وجود تنظيمات ارهابية، وان في حال رحل الاسد قبل القضاء على الارهاب ستحل الفوضى؟ - وهل سوريا تعيش الان غير الفوضى؟ يكفي ان ننظر الى بلد يبلغ عدد سكانه 24 مليون منهم 7 ملايين خارج البلاد كلاجئين، فقط يجب ان يركزوا على هذا الواقع كي يصلوا الى الحقيقة، السؤال هنا اذا كان الاسد ليس هو السبب فيما يحدث في سوريا اذن لماذا 7 ملايين سوري هربوا من البلاد؟. ] امام هذا العدد الكبير الذي استقبلته تركيا من اللاجئين السوريين.. هل حاول المجتمع الدولي ان يمد يد العون لتركيا التي تتعامل مع هذه الازمة الانسانية منذ 2011؟ - اعتقد ان تركيا ولبنان والاردن في سفينة واحدة ازاء هذه المأساة الانسانية، وتتحمل الدول الثلاث تكلفة اللجوء السوري من ميزانيتها الوطنية، حتى الان انفقت تركيا اكثر من 7 مليارات دولار كتكلفة للجوء السوري من ميزانيتنا الوطنية دون أي مساعدة من المجتمع الدولي، الان بعد ان بدأت الهجرات تتجه الى الدول الاوروبية وباتوا يرون اللاجئين السوريين وهم يسيرون على الاقدام بين حدود دولة واخرى بأوضاع انسانية مزرية بدأوا يشعرون بالضغوط الناتجة عن هذه المأساة الانسانية وبدأوا يدركون حجم المشكلة بعد ان وصلت الى بلادهم واهمية لعب دوراً ازاء هذا الوضع، لقد كان لدينا مطلب يقضي باقامة منطقة عازلة على طول الحدود التركية - السورية تمكن السوريين من البقاء على اراضيهم بشكل آمن، لكن للاسف قوبل بأذن صماء، كان يصطدم بعدم صدور قرار من مجلس الامن، والسؤال اذا كان السوريون يهربون من وطنهم اذن من سيحمي سوريا؟ لقد استمرت تركيا بالدفاع عن هذا المطلب الذي لم يتم التجاوب معه، اليوم العدد الاكبر من اللاجئين السوريين موجود في تركيا الى جانب الاردن ولبنان، لقد حاولت بعض الدول الغربية ان تجعل من تركيا مخيماً مفتوحاً للاجيئين السوريين وهذا غير مقبول، يفترض ان يتم التركيز على توفير مناطق آمنة للسوريين في وطنهم وعلى ترابهم الوطني ومساعدتهم على ارضهم والعيش في بلدهم وليس الهروب للامام وإبقاء الوضع على ما هو عليه وجعل الدول المجاورة لسوريا مخيمات للسوريين. ] لطالما اتهمت دمشق تركيا بالوقوف وراء الازمة السورية، وعدم الاعتراف بها كـ ثورة شعب على النظام، بل وصفها بـالمشروع التركي .. ما تعليقكم؟ - بالطبع ارفض هذا الطرح، ما حدث في سوريا ازمة داخلية، لكن لا ننسى ان لدينا حدوداً طويلة مع سوريا، وبالتالي من يريد ان ينتقد تركيا فيجب عليه ان ينظر الى البعد الجغرافي، لدينا حوالي 900 كم هي حدود مباشرة مع سوريا، لا يوجد بلد في المنطقة سواء في الشرق الاوسط او شمال افريقيا لديهم الحدود التي لدينا مع سوريا او العراق، لدينا حدود مباشرة وطويلة مع هذين البلدين، وما يحدث في هذين البلدين يؤثر علينا بشكل مباشر، لدينا تحدٍ هو حماية امتنا ومصالح امتنا. ] هل تعتقدين ان روسيا تلعب دوراً اليوم لدعم فصائل كردية مصنفة كمنظمات ارهابية لديكم؟ - اعتقد يفترض طرح هذا السؤال على الروس، لكن بالسؤال عن الاكراد ليس لدينا مشكلة تركية - كردية، بل لدينا مشكلة مع الارهاب، الاكراد هم اخوة لنا في تركيا وهم جزء من النسيج المجتمعي في تركيا، لكن تركيا تقاتل ضد تنظيمات ارهابية كردية انفصالية لآخر 30 عاماً، وهذه الجماعات الارهابية تأتي من مخيمات في شمال العراق وهذا ما يبرر اليوم عملياتنا في هذه المواقع، هناك ايضا مجموعة منهم في سوريا وهم جزء من حزب العمل الكردستاني (بي كاي كاي) وهم مصنفون كتنظيمات ارهابية في الولايات المتحدة والدول الاوروبية، واي بلد تدعم تنظيمات ارهابية ضد تركيا فهذا يحتم علينا الرد، اليوم هناك حرب دائرة في سوريا وهناك معلومات تفيد ان مجموعات من الاكراد السوريين يقاتلون ضد تنظيم داعش وربما هذا يجعل الروس على اتصال بهذه التنظيمات، اليوم الوضع معقد ولا نستطيع ان نجزم بشيء. ] ماذا عن التنسيق الروسي مع تركيا لاسيما انهم يستهدفون مواقع هي جغرافيا قريبة من حدودكم؟ - في البداية حدث اختراق للاجواء التركية، وقد اعترضنا على ذلك كأي بلد في العالم، والروس اعتذروا ووعدوا ألا يتكرر ذلك. ] لطالما نظر للدور التركي بأنه يقف دائما ضد اقامة دولة كردية في شمال العراق وبالتالي ستبقى هناك بؤرة صراع يغذيها حلم الانفصال الكردي.. ما تعليقكم؟ - هذا الكلام ليس دقيقاً، لنكن واقعيين، الوضع في شمال العراق اختلف على مدار 20 عاماً الماضية، ومع ذلك هناك علاقات وحضور تجاري كبير لتركيا في شمال العراق ومع الاكراد، لكن العديد من التفاصيل الموجودة على ارض الواقع لا ينقلها الاعلام، لكن في نفس الوقت هذا لا يلغي من الاعتبار ان تركيا تحترم سيادة واستقلال ووحدة العراق، وهذه مسألة واضحة جداً. ] مضى قرابة عام على تشكل التحالف الدولي ضد ما يعرف بتنظيم الدولة داعش قبل ان تتخذ تركيا قراراً بالمشاركة عسكرياً ضد التنظيم.. ما موقع تركيا من هذه الحرب؟ - ان يمضي عام قبل ان نشارك عسكريا هذا لا يعني اننا لم نكن جزءا من التحالف، لقد كنا في التحالف منذ ان تشكل، اما اتخاذنا قرار المشاركة بالعمليات العسكرية فهذا يعود لموقع تركيا الجغرافي وحدودها مع دولتين يتواجد على اراضيهما التنظيم، الوضع برمته يتطلب ان تكون تركيا حذرة باتخاذ قراراتها من اجل حماية شعبنا، واليوم تركيا مستهدفة من الارهاب، وهذا يترجم اسباب حذرنا. ] هل غضت تركيا الطرف عن دخول المقاتلين الاجانب عبر اراضيها الى سوريا والعراق - كما تتهم تركيا من بعض الدول؟ - هذا غير صحيح على الاطلاق، اليوم هناك مائة جنسية ينتمي اليها هؤلاء المقاتلون، والسؤال لماذا دولهم لم تفعل شيئا ازائهم وهم على اراضيها؟ لماذا سمحت لهم بالسفر؟ سيقولون انهم دول ديمقراطية ولا تستطيع ان تصادر حقهم بحرية السفر والتنقل، حسناً نتفهم ذلك، لكن اذا كان لديك مواطن حوله شبهات بالانتماء لجماعات متطرفة لماذا لم يشاركوا السلطات التركية المعلومات الاستخباراتية حولهم؟ تستقبل تركيا سنوياً 30 مليوناً اجنبياً يزورون تركيا، فهل من المنطق ان نتعقب هذه الاعداد لنتأكد من عدم انتمائهم لتنظيمات ارهابية؟ لا نستطيع ان نضع شرطياً ليسير خلف كل اجنبي يدخل تركيا، هذه الانشطة تحتاج تبادل معلومات استخبارتية وتعاوناً امنياً وليس توجيه الاتهامات، واذا لم يشاركونا هذه المعلومات فهناك واقع على الارض يقول ان لدينا 900 كم حدود مباشرة مع سوريا ولا يوجد دولة قادرة على ضبط حدود مع دولة اخرى بهذه المساحة تماماً، كل ما استطيع التأكيد عليه هو ان حكومتي تفعل كل ما بوسعها لمنع التسلل عبر هذه الحدود، واحيانا ننجح واحياناً نخفق كأي دولة في العالم، واذا كنا فعلاً قادرين تماماً على ضبط هذه الحدود اذن لماذا نخوض حرباً على ارهاب الاكراد الانفصاليين منذ 30 عاماً وبسبب هذه الحدود؟ هناك جزء من هذه الحدود من الصعب جداً ضبطها، كل يوم نخسر افراداً من عناصر أمن الحدود التركي من اجل حماية هذه الحدود من الارهاب، تركيا دولة مسلمة بنسبة 99% واذا كان بقية دول العالم الاسلامي لديها احساس بخطورة الاسلام الراديكالي فنحن نملك ذات الشعور وربما اكثر، ليس لدى تركيا أي ميل لدعم الاسلام الراديكالي او أي شكل من اشكال التطرف الديني. ] لكن هناك من يرى ان تركيا استثمرت بما يعرف بالربيع العربي لصالح طيف محدد من الاسلام السياسي، اليوم هذا الطيف لم يعد يحكم مصر، وشبه مستحيل ان يصل الى الحكم في سوريا.. ألم تخسروا الرهان على الربيع العربي؟ - ارفض هذا الطرح، تركيا لم تكن جزءاً من أي ثورة او حراك شهدته أي دولة عربية، لم ولن تقف وراء أي مشكلة واجهتها أياً من دول المنطقة، وماذا كنا سنجني من حالة عدم الاستقرار في أي دولة عربية؟ قد يكون هذا الاعتقاد ناتجاً عن موقفنا من ما حدث في مصر، لكن الموقف التركي من مصر لا يجب ان يسقط على علاقاتنا بالدول العربية او يصبح قاعدة تبنى عليها مواقفنا من المنطقة، اعطي لك مثالاً لدينا اختلاف كامل بوجهات النظر مع الروس ازاء الازمة السورية لكن في نفس الوقت لدينا علاقات جيدة مع الروس في مجالات كثيرة، اما بالنسبة لمصر فالمسألة لا تتعلق بجماعة الاخوان المسلمين بل بموقفنا من ما حدث سواء كان في السلطة الاخوان او غيرهم، لقد قلنا وجهة نظرنا في حينها، لكن اعتقد ان الامر انتهى ومصر خاضت انتخابات. ] علاقاتكم مع مصر في المستقبل.. كيف ستكون؟ هل ستبقى القطيعة على هذا النحو؟ - الشعبان المصري والتركي هما شقيقان، وتركيا ومصر دولتان مهمتان جداً لأمن وحماية واستقرار المنطقة، وهذا ما يجب ان نركز عليه مستقبلاً. ] لتركيا موقع متميز جغرافياً، وهناك تاريخ وعقيدة دينية ومورث ثقافي مع تركيا.. بتقديركم كيف يمكن ان تلعب تركيا دوراً في استقرار المنطقة؟ - لطالما كان من السياسات الخارجية التركية استقرار هذه المنطقة، واي حالة عدم استقرار في المنطقة تؤثر على تركيا، لكن منذ 2011 والمنطقة تعيش حالة عدم استقرار، وهذا يحتم التعاون والتكاتف بين دول المنطقة، ولا يفترض ان يتوقع اهل المنطقة ان تأتي الحلول من الخارج بل من دول المنطقة.
مشاركة :