ريشة علياء الحمادي تروي حكايات

  • 11/12/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تُبدع الفنانة التشكيلية علياء الحمادي في الرسم القصصي وتعتبره جزءاً من تعبيراتها، بحيث تروي مع كل مشهد حكاية. وتجد في عالم القصص الواقعية والخيالية مساحة لمحاكاة شخصياتها المليئة بالتجارب والخبرات الاجتماعية والإنسانية. تقرأ في عمق القصة وما تحمله من مشاهد تعبِّر عنها بخطوط فرشاتها، وتأخذ القارئ في رحلة التعرّف إلى سمات شخصياتها وفهم نفسياتها، الممزوجة بالفرح تارة وبالألم تارة أخرى. الرسم بالنسبة لعلياء الحمادي، التي تخصّصت في الآداب والترجمة، هو رفيقها الدائم منذ الطفولة، فأناملها لم تبرح الريشة يوماً، وتعتبرها أداة لموهبة نمت في داخلها بالفطرة، فوجدت نفسها ترسم لا إرادياً على أي مساحة بيضاء، وكأنها بذلك تُطل من نافذة للتعبير عن فكرة تلتقطها مخيّلتها، أو مشهد فيلم أو مسلسل ارتبطت به وترك أثره في نفسها. وقالت: كان للجدران نصيب من «خربشاتي» وللطاولات أيضاً وهوامش الكتب، فالأمر نابع من رغبة داخلية وشعور بالارتياح مع كل الخطوط والملامح التي أرغب في تصويرها وتحويلها إلى لوحات فنية. مخيّلة الأطفال وحول توظيف فرشاتها لرسم شخصيات قصص الأطفال، ذكرت علياء أن مخيّلة الأطفال واسعة، ما يُتيح لها كرسامة، الإبداع في هذا المجال والخروج عن المألوف، إلى جانب التشويق الذي تحظى به مع كل عمل تقدِّمه. وترى أن الرسم للأطفال ليس بالسهل ولا البسيط لأن الأطفال يحبون كثرة التفاصيل المرحة والمشوِّقة، والتي تظهرها في شخصيات العمل بدءاً من الغلاف إلى الصفحات الداخلية وحتى نهاية الحكاية التي لا بد أن تظل حاضرة في ذاكرتهم. وأوضحت علياء أنها عندما ترسم تُبحر في عالم من الأحلام التي تنطلق بها بعيداً عن الواقع، وذلك من خلال تصوير الخيال. وقالت: هذا ما أُفضِّل تصويره في كتب الأطفال، كما أبحث في ذاكرتي وذاكرة من حولي وأحاول إخراج الأفكار إلى الواقع، وقد يلفت انتباهي أحد المشاهد الفنية لمسلسل ما، فأُسرع وأدوِّن تفاصيله، وأنا لا أحتكر ريشتي للأطفال فقط، وإنما للكبار نصيب منها أيضاً. وإلى جانب مساهمتها في كتب الأطفال، طبعت علياء أعمالها على بطاقات بريدية وصنعت منها قصصاً مصوَّرة، وتسعى إلى اكتشاف نفسها من خلال الرسم، مؤكدةً أن الفنان أو الرسام يمر برحلة في حياته يتطوَّر خلالها ويتّخذ فنه عدة أشكال قد لا تشبه ذاته السابقة، وهو أمر طبيعي ووارد، وتتمنى أن يُنظر إلى الفن كأسلوب حياة وليس على أنه هواية فقط. تقنيّات ممارسة علياء اليومية للرسم، أسهمت بشكل كبير في تطوير مهاراتها ودفعتها لتجربة مختلف أنواع الفنون، ما جعلها أكثر خبرة في تقنيّات الرسم بالألوان المائية والزيتية والأكريليك، إلا أنها تميل إلى استخدام الفن الرقمي، لتقديم عمل متقن خصوصاً في التعاملات التجارية. وتجد متعتها في الرسم التقليدي الذي تخلو به مع نفسها في عالم يفيض بالجمال.

مشاركة :