26 فيلماً من أنحاء العالم تشارك في مسابقة أفلام التحريك في الدورة الـ18 من مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة. حكايا مهمة مصنوعة من خلال الرسوم المتحركة، التي باتت تنافس بقوة مع الأفلام الروائية القصيرة. هذه الأفلام أهميتها تكمن في طريقة عرض الحكاية، والتنافس يكون عادة في امكانية مخرج العمل تقديم رسوم متحركة قادرة على ايصال الفكرة التي تكون عادة مرتبطة بتقنيات خاصة في تجسيد الكرتون على هيئة الطبيعة وما تحتويه من بشر وحيوانات وشجر. درس بعد الظهيرة فيلم درس بعد الظهيرة، للمخرج الكوري سيورو أوه، حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسابقة الطلبة، في مهرجان سيؤول الدولي للتحريك، وتنويه خاص من لجنة التحكيم بمهرجان أنيمافيست. ويشهد القسم عرض مجموعة من التجارب الأولى لصناعها، من ضمنها الفيلم الفرنسي قطار، للمخرج أوليفيه شابالييه، وفيلم همهمة، للمخرج الأميركي توم تيلر، الذي مازال طالباً في السنة النهائية بقسم الإخراج والمؤثرات البصرية في كلية دودج، كما تعرض التجربة الثانية للمخرج جوليان ديكمن، بعنوان الفالتز الميكانيكي. من بين هذه الأفلام المصري صولو للمخرجة نيرة الصروي، والفيلم اللبناني الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في دورته الفائتة موج 98 للمخرج إيلي داغر، هذا الفيلم تحديداً الذي تم عرضه ايضاً في الدورة الفائتة من مهرجان دبي السينمائي، استطاع أن يقدم شكلاً احترافياً في صناعة الرسوم المتحركة، حيث دمج مخرج الفيلم بين شوارع بيروت الواقعية، والشوارع التي رسمها، حتى أنك تشعر في كل لحظة في الفيلم ومدته 15 دقيقة، بشعور المفاجأة في رؤيتك كمتفرج عربي لهذ النوع من الاتقان في الصناعة، والفيلم يتحدث عن شاب يعيش حياة روتينية، مليئة بصخب الأخبار الدموية اليومية من جهة، ومن ترّهات الاعلام السطحي من جهة أخرى، يصوره داغر وهو يجوب الشوارع، ويجلس في مناطق عالية لرؤية المدينة، لكنه ومع كل هذا الصخب يشتاق الى البحر مع أن البحر يحيط به من كل جانب. طوال مدة الفيلم نعيش مع أسئلة الشاب التي يطرحها بينه وبين نفسه، تساؤلات لها علاقة بمعنى الوطن والارتباط معه، والاستحقاقات التي يجب أن تكون حاضرة لتوطيد هذه العلاقة، وهل هي جديرة بكل ما يحيط المدينة من تناقضات. هذا الشاب واسمه عمر، يقصد سطوح مبنى مرتفع ليحاول الاجابة عن اسئلته الكثيرة، وفي لحظة تعتقد أنه فقد الحياة اثر حادث وهو على دراجته، ينقلك المخرج الى شيء اشبه بالحلم، حيث يظهر جريندايزر بشخصه في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، يشعر عمر بالفرح المرتبط بطفولة لها علاقة مع حقبة المسلسلات الكرتونية التي كانت تقدم في تلك الفترة القريبة من الثمانينات، يلجأ عمر الى جريندايزر مع فتاة وشابين آخرين، وكأن هذه المجموعة تعيد فكرة بداية الحياة المتعلقة بقابيل وهابيل، وبقصة آدم وحواء والسقوط من الجنة. ومن سريلانكا، ثمة فيلم تحريكي قصير اسمه السماء تسمعنا كلنا، ومن أرمينيا يطل فيلم سانتا للمخرجة فيكتوريا بدجيت، هذا الفيلم يعتبر أقرب الى العرض التلفزيوني أكثر من السينمائي، لكن قصته لطيفة تختصر حالة طفل وحيد بالرغم من أنه يعيش في قصر كبير، ورسالته اثرت على السانتا، حيث طلب منه أن يأتي ويحضنه. أفلام كثيرة من حول العالم موجودة في مهرجان الاسماعيلية، الذي انتصر هذا العام في برمجة وخيارات أفلامه المعروضة، استطاعت تلك الأفلام بالفعل أن تخلق جواً تفاعلياً بين جنسيات العالم المختلفة، والتي تؤكد دائماً وأبداً أن السينما هي الحل في كسر جميع الحواجز التي تتعلق بانتصار فكرة الإنسان على كل شيء.
مشاركة :