العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية والعراق (4-4)

  • 11/11/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نشر له العديد من المقالات في مجلة الاعتدال النجفية، ومجلة العرفان اللبنانية، والإيمان الكويتية، وفي أكتوبر، تشرين الأول، أكتوبر 1953هـ، صفر 1373هـ مر بالكويت عائدًا من المملكة، فدعاه النادي القومي الكويتي، فألقى فيه محاضرة، ولا أدري إن كان مروره بها عائدًا من زيارة لأهله بصفوى، أم لغرض آخر، فهو لا يبدو أنه انقطع عن التردد عليها في مناسبات عزيرة عليه، فقد التقيته في مدينة صفوى في أحد أيام شهر صفر سنة 1401هـ، يناير 1981، في مجلس عزاء أخيه حسين (رحمه الله)، وكان ما زال في ذروة حيويته، في حين كان ابن أخته الأديب الصديق علي بن سلمان العبد الهادي الحبيب (رحمه الله)، منهكًا، على الكرسي المتحرك. تغمد الله الجميع بواسع الرحمة والرضوان. مؤلفاته ولسلمان الصفواني بعض المؤلفات منها كتابه الشهير (محكوميتي) طبع عام 1937م، وهو مجموعة رسائله إلى زوجته أثناء مكوثه في سجن بغداد المركزي لمدة أربعة شهور (حزيران - أيلول): (يونيو - سبتمبر) عام 1936م محكوما من قبل المجلس العرفي العسكري في الديوانية، بتهمة التحريض والمشاركة في ثورة عشائر الفرات الأوسط حيث يقيم هناك بعض أفراد عشيرته: آل إبراهيم، ومن مؤلفاته رواية (الزرقاء) نشرت عام 1925م، و(هذه هي الشعوبية)، و(أذنٌ وعين) و(كفاحنا القومي)، وفي باب التحقيق قام بتحقيق كتاب: (تاريخ الحروب العربية بين بكر وتغلب ابني وائل بن قاسط)، وهو أحد مؤلفات العالم الشهير محمد بن إسحاق، صاحب كتاب المغازي. طبع في بغداد مرتين، آخرهما طبعة عبد الحميد زاهد، صاحب المكتبة الوطنية عام 1928م. هذا الكتاب ليس من تأليفه، ولم يتعدَّ جهده فيه التحقيق وحسب، ولكن بعد سبعين عامًا من طبعته الثانية أقدم رهطٌ من المتذاكين، وهم الدكتور محمد زينهم محمد عزب، والدكتورة عائشة التهامي، ومديحة الشرقاوي - قاموا بإعادة طباعته ونشره في مكتبة مدبولي بمصر عام 1998م ضمن سلسلة (من تراث الأنساب)، فطمسوا اسم محمد بن إسحاق، مؤلف الكتاب الحقيقي، ووضعوا مكانه اسم محققه سلمان الصفواني مدِّعين نسبة تأليفه لسلمان الصفواني، ونسبة تحقيقه لهم(1). وهذا ضرب من ضروب التذاكي؛ يظن مرتكبه أن يبعد عنه تهمة السرقة. الثاني - محمد حسن بن ناصر النمر هذا الصحفي القطيفي أيضًا، سبقني إليه الأستاذ القشعمي في كتابه: (نماذج من صحافة أبناء الجزيرة العربية في الخارج) آنف الذكر، فلم يُبق لي سوى موضوع السرقة الأدبية، فالنمر – كالصفواني - تعرَّض تراثُه لبعض أنواعها، كذلك النمر كان صحفيًّا وقاصَّا، وامتاز عن الصفواني بأنه كان شاعرًا، وله ديوان نشرته دار الخليج العربي في بيروت سنة 1425هـ، 2004م، وكتب له إبراهيم محمد جواد (كاتب وشاعر سوري) مقدمة إضافية استوفت سيرته، واشتملت على ما كتبه عن نفسه، والطريف أنني شخصيًّا صُرت طرفًا في موضوع السرقة دون مشيئتي، فقد أوكلت إليَّ مراجعة الديوان، وتصحيحه، وإعداده للطباعة، وما زلت أحتفظ بالمسودَّة الأصلية، وعليها التصويبات التي أجريتها على المقدمة والديوان، لكن حين أعيدت طباعته سنة 1434هـ، 2013م، بدار الخليج العربي نفسها في بيروت، أهديت إلي نسخة، عليها اسم مدقق غيري، وإعداد شخص آخر، ومقدمة باسم شخص ثالث غير إبراهيم محمد جواد، مقدم طبعة 1425هـ، مع أنها اقتبست بطريقة القص واللصق، فلم يبدل بها شيء حتى علامات الترقيم تطبيقًا لقوله عزَّ وجل: (وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاَ)، الأحزاب: ٢٣، ذات الصورة التي استلب فيها جهد الصفواني (رحمهما الله). نبذة من حياته ولد محمد بن حسن بن ناصر النمر في بلدة العوامية في القطيف عام 1300هـ 1883م، وتعلم القراءة والكتابة في كنف والده،وبعد وفاة والده كفِله عمه الشيخ محمد، وقام بإرساله إلى النجف الأشرف لتلقي العلوم الدينية(2). ذكر الأستاذ محمد سعيد المسلم أنه «أول رائد قطيفي للقصة، وقد أصدر جريدة سياسية في العراق، ونشرت له مجموعات قصصية»(3). هذه المجموعات القصصية – على حد علمي - لم يظهر شيء منها إلى الآن.. نبذة موجزة عن أسرته: ترجع أسرة الشيخ النمر إلى أصل نجدي، فقد جاء في ترجمة الشيخ فرج العمران لعمه الشيخ محمد بن ناصر النمر ما نصه: «أسرته هي إحدى الأسر الثلاث المنتمية إلى الإخوة الثلاثة (نمر، فرج، زاهر)، أبناء نمر بن عائد بن عفيصان، وكان جدهم عائد يتردد كثيرًا بين نجد والأحساء والقطيف، واتفق أنه ورد العوامية من قرى القطيف في عصرٍ كان العالم فيها هو الشيخ محمد العرجان، فطلب من أهالي العوامية أن يزوجوه بامرأة منهم، فزوجه الشيخ العرجان ببنت له، فأولدها ولدًا سماه نمرًا، ثم ولد لنمر هذا ثلاثة أولاد وهم: (نمر، وفرج، وزاهر)، وإليهم انتسبت الأسر الثلاث المشهورة حتى اليوم، وقد نبغت من هذه الأسر علماء أعلام، وفضلاء كرام، أعلمهم وأشهرهم العلامة العلم صاحب الترجمة، ومنهم أخوه العالم الفاضل الشيخ حسن (والد الشيخ محمد حسن)، المتوفى في شهر ذي القعدة سنة 1327هـ، في السفينة قريبًا من ميناء البحرين مسافرًا للعلاج، ودفن في البحرين»(4). ظروف وأحوال النمر تشبه ظروف وأحوال سلمان إلى حد كبير، فقد كان له نشاط سياسي ملحوظ، وشارك في ثورة العشرين، وكان على لائحة المطلوبين للإنكليز، وتوارى عن الأنظار في حيٍّ من أحياء) محافظة ذي قار (حتى صدور العفو العام عن جميع المطلوبين، إلاّ أن ذلك العفو لم يمنع السلطة الحاكمة من اعتقاله، وبعد الإفراج عنه عاد إلى متابعة الدراسة الحوزوية، ثم اضطر - ثانية - إلى الإنقطاع عن الدراسة أثناء ثورة الفرات الأوسط، المعروفة أيضًا بثورة سوق الشيوخ، وتوارى عن الأنظار مرة أخرى بعد فشل الثورة، أو بعد انتهاء أحداثها، لأنه غدا هذه المرة مطلوبًا من قبل السلطات الحاكمة. كان كاتبًا قاصًّا، وشاعرًا، له العديد من المقالات السياسية والوطنية يستنهض فيها حماس بني قومه، سواء على الأجنبي المحتل أو على الحكام العملاء وعلى الفساد والفاسدين. اشتغل بالتدريس في المدارس الحكومية، وخصوصًا في اللغة العربية، كما شهد له بذلك العلاّمة الكبير الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء. ومما يؤسف له أن نصوصه القصصية مفقودة، ولم يبق منها سوى “قصة عبقر”، وديوان شعره سالف الذكر. شيء من شعره رمزَ الأباة سر للأمام بنا، ياأيها العلم سر للأمام فلا زلّت بك القدمُ أرمزَ عزّ الأولى في المجد قد سلفوا خفقتَ فيهم وكم دانت لك الأممُ لاغرو إن شمخت فيك البلاد عُلاً إن عزّزتك مواضي العرب والهممُ اخفق بهام السُّهى تحففك هيبتنا رغماً لأنفِ الأولى للعرب قد ظلموا وثق بأنك مهما دُمت منتصرٌ على العدوّ برغمِ الأنف ياعلمُ * * * رمزَ الأباة حويتَ اليوم أربعةً تشير في الكون عن عزٍّ مضى لهمو لها الحجاز وأرض الشام شاهدةٌ والرافدان ومن في الغرب كلّهمو * * * ومنه: قد سئمنا الهوان ما لأبناء يعربٍ في رقاد أين موسى وطارق بن زياد أين تلك الأباةُ من نسل فهرٍ ونزارٍ ويعربٍ وإياد أين عنا الأباةُ بكرٌ وعمرٌ أين عنا الظُّبي وقبُّ الجياد أين عرفاننا وأين علانا أين أبطالنا وحسن القيادِ أين جاه الجزيرة الشم ولىَّ أين عز البلاد في بغداد أين منصورها وباني حماها أين مهديُّها وأين الهادي أين هارونها الذي في علاها سجّل الفخر في جميع البلادِ * * * ذهبوا والبلاد أضحت ركاماً بعدهم والبنون في الأصفاد ---------- (1) زين أحمد النقشبندي، جريدة المدى الثقافي، العراق، العدد 965، الخميس 7 حزيران، يونيه، 2007م. (2) أعلام العوامية في القطيف، الشيخ سعيد الشيخ علي آل أبي المكارم، مطبعة النجف، النجف، 1381هـ، ق 2، جـ1/83. (3) ساحل الذهب الأسود، محمد سعيد المسلم، مشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، الطبعة الثانية، 1962م، ص: 269 .

مشاركة :