أكد خبراء في مجال التغير المناخي والبيئة، أن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر المناخ عام 2023، تعزّز دورها في مجال معالجة التغير المناخي والاحتباس الحراري اللذين يواجهان العالم، لافتين إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الإمارات في مجال الطاقة النظيفة أسهمت بشكل فاعل في تقليل الكربون من الهواء بنسبة وصلت إلى الثلث، حسب الدراسات البيئية. ودعوا المجتمع الدولي إلى ضرورة التعاون والعمل الجاد في اتجاه الحد من الانبعاثات الكربونية التي تؤثر سلباً في البيئة. وقال رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة، الدكتور إبراهيم علي، إن استراتيجية الحكومة 2030 ترتكز على أن تكون ضمن أفضل خمس حكومات على مستوى العالم، في الصحة والتعليم والاستدامة والتغير المناخي، وغيرها. وأضاف أن هذه الخطة تتطلب العمل الدؤوب والجاد، الذي بدأته الدولة فعلياً منذ فترة، حيث أنشأت مدينة مصدر، وتستضيف المقر الرئيس للوكالة الدولية للطاقة النظيفة «أرينا» ومدينة محمد بن راشد للطاقة الشمسية، ومحطة براكة، وكل ذلك مؤشرات على عمل الدولة الجاد للمساهمة في معالجة التغير المناخي والاحتباس الحراري، مع المجتمع الدولي. وتابع أن استضافة الإمارات لمؤتمر المناخ 2023، تثبت اهتمام دولة الإمارات بالمضي قدماً في هذا التوجه، مشيراً إلى أن جائحة «كوفيد-19»، أوجدت تغيرات متعددة، عززت توجه الدولة نحو إيجاد إجراءات استباقية، واستشراف المستقبل من خلال إيجاد مصادر نظيفة بديلة لطاقة النفط والغاز. وأضاف أنه من الضروري أن يعي المجتمع الدولي حجم التحديات البيئية الكبيرة التي تواجه العالم، والعمل على معالجتها، وتُعد دولة الإمارات من الدول السباقة في هذا الاتجاه. من جانبه، قال أستاذ جيولوجيا المياه نائب مدير جامعة العلوم والتقنية في الفجيرة للشؤون الأكاديمية، الدكتور زين العابدين رزق، إن الإمارات تعتبر في مركز الحدث في مجال الاهتمام بالبيئة، وأكدت ذلك بإجراءات عدة نفذتها على أرض الواقع، منها وجود وزارة التغير المناخي والبيئة، إضافة إلى تنفيذ عديد من المشروعات التي تدعم التوجه إلى الطاقة النظيفة في أبوظبي ودبي، وبدأت هذه المشروعات في الإنتاج بشكل فعلي، كما أنها لم تقتصر على تنفيذ مثل هذه المشروعات داخل الدولة، ولكن نفذتها في عدد من الدول. ولفت إلى أن استضافة الإمارات لمؤتمر المناخ تضعها في مركز اهتمام العالم في هذا المجال، إضافة إلى أنها ترسل رسالة واضحة للعالم مفادها أنها تضطلع بدورها مع المجتمع الدولي في العمل على الحد من الاحتباس الحراري، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تنظيم المؤتمر في دولة الإمارات سيسفر عن نتائج إيجابية تسهم بشكل مباشر في معالجة مشكلات المناخ. وأفاد رزق بأن الإجراءات التي اتخذتها الدولة في مجال الطاقة النظيفة، أدت إلى انخفاض الانبعاثات الكربونية في الدولة بنسبة الثلث تقريباً، حسب الدراسات، مشيراً إلى أن الاستراتيجية الوطنية للدولة 2050، تستهدف أن تكون 50% من مصادر الطاقة نظيفة (بديلة)، وهي نسبة مرتفعة جداً بالنسبة للمعدلات العالمية، وهي مسؤولية دولية ووطنية. وقال البروفيسور في جامعة عجمان (خبير بيئي)، الدكتور رياض حامد الدباغ، إن «تغير المناخ يمثل إحدى أهم القضايا البيئية على المستويين الوطني والعالمي، نظراً لما ينطوي عليه هذا التغير من مخاطر اقتصادية واجتماعية وبيئية، وحظيت هذه القضية باهتمام مبكر وبالغ في دولة الإمارات، وتعددت الجهود التي تبذلها الدولة لمواجهة تداعيات التغير المناخي والتكيف مع تأثيراته المحتملة على النظم البيئية والقطاعات الاقتصادية، وتبنت في سياق هذه الجهود مجموعة مهمة من السياسات شملت سياسة التنويع الاقتصادي والتركيز على الاقتصاد الأخضر، وسياسة تنويع مصادر الطاقة بالتركيز على الطاقة المتجددة والنظيفة وتعزيز كفاءة الطاقة، وسياسة النقل المستدام، والتخطيط الحضري المستدام.. وغيرها». وأضاف أن وزارة التغير المناخي والبيئة، تعمل بالتعاون مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص، على تعزيز الجهود المبذولة للتعامل مع قضية التغير المناخي، تخفيفاً وتكيفاً، من خلال الخطة الوطنية للتغير المناخي 2050 التي اعتمدها مجلس الوزراء في شهر يونيو 2017، والبرنامج الوطني للتكيف المناخي الذي اعتمدته الدورة الأولى للاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات في شهر سبتمبر 2017، وغيرها من السياسات والبرامج ذات الصلة التي هدفها الحد من التغير المناخي، وتكللت هذه الجهود الرائعة والمثابرة بفوز دولة الإمارات باستضافة مؤتمر المناخ القادم COP28 على أرضها المعطاءة أرض الخير والبركة. مناقشة قضايا البيئة برلمانياً قال مقرر لجنة الصحة والبيئة في المجلس الوطني الاتحادي، سمية السويدي، إن «استضافة مؤتمر المناخ عام 2023، تواكب توجهات الدولة الاستراتيجية في هذا الجانب، وسيكون المؤتمر له تأثير مباشر على طرح الموضوعات في المجلس الوطني الاتحادي، إذ إن من مهامه الأساسية طرح الموضوعات العامة للنقاش، من ثم كان لدينا مقترحات لمناقشة موضوعات تخص البيئة والتغير المناخي والأمن المائي والغذائي». وأضافت أن المجلس متمثل في لجنة الصحة والبيئة سيتابع آخر التطورات في القضايا البيئية المطروحة للنقاش، مشيراً إلى أن اللجنة ناقشت محاور عدة تخص البيئة، وارتأت تأجيله لحين تكامل الخطوات التي تتخذها الدولة في هذا الجانب (التغير المناخي والأمن الغذائي والمائي). وأشارت إلى أن مشكلة تغير المناخ أصبحت من أكبر التحديات التي تواجه العالم، والإمارات تشارك باهتمام بالغ في إيجاد حلول ابتكارية وعلاجية لهذه التحديات، ولذلك نفذت عدداً من المشروعات، واستضافت مؤتمرات مماثلة سابقاً. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :