أجمع كتّاب وأدباء أنّ الكتب تتيح للقارئ إمكانية تقمّص شخصيات الآخرين ومعرفة مكنوناتهم، والبحث في تفاصيلهم، بشكل يؤدي في نهاية المطاف إلى اكتشاف القارئ لنفسه وذاته، مؤكدين أنّ القراءة كما الكتابة، تشتركان في كونهما مشروعاً كبيراً ومستمراً، وليست مجرّد تجربة عابرة. جاء ذلك خلال ندوة ثقافية جمعت الناقد والشاعر الإماراتي سلطان العميمي، والروائي الكويتي سعود السنعوسي، والكاتبة البريطانية من أصول أوغندية جينفر ماكومبي، وأدارتها ليلى محمد، بعنوان «مرايا»، ضمن فعاليات الدورة الـ 40 من «معرض الشارقة الدولي للكتاب». أشار سلطان العميمي إلى أنّ العلاقة بين القارئ الكاتب، وبين الكاتب الذي يقرأ له، تحمل شيئاً من الغموض أحياناً، لافتاً إلى أنّ علاقته الشخصية بالقراءة قبل دخول عالم الكتابة، مختلفة كلياً عما بعده، وذلك في مختلف المجالات الأدبية. وقال: «بعد مشوار طويل في عالم القراءة، وجدت أنني قارئ متحول، وهذا التحول يكون حاضراً في كل مرحلة كتابية أو عمرية أو حتى في كل مشروع أدبي، أتحوّل إلى قارئ جديد، بحيث تنتهي علاقتي بكاتب معين، وتبدأ بكاتب آخر». بدوره، قال سعود السنعوسي: «يكمن الأثر الأكبر الذي ألمسه في الأدب، وتحديداً أدب الرواية، في كون القراءة يمكنها منحي بالدرجة الأولى أن أكون الآخر، فأنا أبحث عن الآخرين في الكتب، وعن تجاربهم، وبالتالي يقودني هذا بشكل أو بآخر إلى معرفة الذات». وأضاف: «إنّ أدب الرواية منحني القدرة أن أعيش أكثر من حياة، لأنّ الشخصية في الأعمال الأدبية تعرّف قارئها على تجارب جديدة، وهذا من شأنه ينعكس على حياته الواقعية». من جانبها أكّدت جينفر ماكومبي أن الأدب يعتبر مرآة المجتمعات، وقالت: «يجب حقاً أن نلجأ إلى الأدب، وتحديداً الروايات والقصص، للتعرّف على تجارب الناس ومعايشتها، والتعرّف في نفس الوقت على أنفسنا». وقالت: «حين أكتب أسعى للبحث عن ذاتي، وأتساءل، هل حقاً كتابتي ستسهم في فهم عالمي الخاص؟، من هذا المنطلق تبدأ كتاباتي، فلطالما وضعت نفسي مكان شخصية الرواية التي قرأتها، وذلك لأتعلم من التجارب والأحداث التي تدور حولها الرواية».
مشاركة :