المصدر: (الشارقة - عصام الدين عوض) التاريخ: 13 نوفمبر 2021 ت + ت - الحجم الطبيعي أجمع كتّاب وأدباء أنّ الكتب تتيح للقارئ إمكانية تقمّص شخصيات الآخرين ومعرفة مكنوناتهم، والبحث في تفاصيلهم، بشكل يؤدي في نهاية المطاف إلى اكتشاف القارئ لنفسه وذاته، مؤكدين أنّ القراءة كما الكتابة، تشتركان في كونهما مشروعاً كبيراً ومستمراً، وليست مجرّد تجربة عابرة. جاء ذلك خلال ندوة ثقافية جمعت الناقد والشاعر الإماراتي سلطان العميمي، والروائي الكويتي سعود السنعوسي، والكاتبة البريطانية من أصول أوغندية جينفر ماكومبي، وأدارتها ليلى محمد، بعنوان «مرايا»، ضمن فعاليات الدورة الـ 40 من «معرض الشارقة الدولي للكتاب». أشار سلطان العميمي إلى أنّ العلاقة بين القارئ الكاتب، وبين الكاتب الذي يقرأ له، تحمل شيئاً من الغموض أحياناً، لافتاً إلى أنّ علاقته الشخصية بالقراءة قبل دخول عالم الكتابة، مختلفة كلياً عما بعده، وذلك في مختلف المجالات الأدبية. وقال: «بعد مشوار طويل في عالم القراءة، وجدت أنني قارئ متحول، وهذا التحول يكون حاضراً في كل مرحلة كتابية أو عمرية أو حتى في كل مشروع أدبي، أتحول إلى قارئ جديد، بحيث تنتهي علاقتي بكاتب معين، وتبدأ بكاتب آخر». بدوره، قال سعود السنعوسي: «يكمن الأثر الأكبر الذي ألمسه في الأدب، وتحديداً أدب الرواية، في كون القراءة يمكنها منحي بالدرجة الأولى أن أكون الآخر، فأنا أبحث عن الآخرين في الكتب، وعن تجاربهم، وبالتالي يقودني هذا بشكل أو بآخر إلى معرفة الذات». من جانبها، أكّدت جينفر ماكومبي أن الأدب يعتبر مرآة المجتمعات، وقالت: «يجب حقاً أن نلجأ إلى الأدب، وتحديداً الروايات والقصص، للتعرّف على تجارب الناس ومعايشتها، والتعرّف في الوقت نفسه على أنفسنا». توقيع كتب وقعت الأميرة مضاوي بنت المنتصر بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، ضمن فعاليات المعرض، ديوانها الشعري الصادر حديثاً «هاجس»، الذي تقدم فيه مجموعة من القصائد تتغنى بحب الوطن. وقالت: «اخترت الشارقة لتكون محطتي الأولى خارج المملكة العربية السعودية لتوقيع كتابي فيها، لما تحمله من تقدير للكتب والكتّاب»، وأعربت عن سعادتها بالتنوع الثقافي والإقبال الكبير على معرض الشارقة الدولي للكتاب. ووقعت الباحثة الأكاديمية الإماراتية الدكتورة حمده خلفان بالجافلة المنصوري أستاذ مساعد بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة زايد كتابها الذي يحمل عنوان «الجرائم الإلكترونية الماسة بأمن الدولة.. دراسة مقارنة بالقانون الإماراتي»، يأتي ذلك في أعقاب فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الأربعين. وتقول الدكتورة حمده المنصوري إن إصدارها الجديد والمتاح في معرض الشارقة الدولي للكتاب يهدف من خلال دراسة بحثية متخصصة إلى تحديد الوصف الشرعي والقانوني لجرائم أمن الدولة عبر الوسائل الإلكترونية، والذي أصدرته جمعية دار البر لعام 2021. وأطلق الأرشيف الوطني كتاب (قصر الحصن.. تاريخ حكام أبوظبي 1793 - 1966) باللغتين الفرنسية والروسية في منصته بمعرض الشارقة الدولي، وذلك في إطار برنامجه الثقافي في خدمة الترجمات «ترجمات»، ويعد كتاب «قصر الحصن» باللغتين الجديدتين أولى ثمار هذا المشروع. ويسعى الأرشيف الوطني عبر مشروع «ترجمات» من أجل إثراء الحياة الثقافية؛ وخصوصاً بما يتعلق بتاريخ الدولة والمنطقة ونشرها محلياً وعربياً ودولياً ليكون نافذة يطلّ منها الآخر على تاريخ الإمارات الموثق وتراثها العريق، وذلك ما يعزز حوار الثقافات والتواصل بين الإمارات والعالم. من جهته، وقَّع الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في ركن توقيعات الكتب بالمعرض، على إصدار جديد وهو دراسة بحثية بعنوان: «برنامج قائم على قراءة الصورة لتنمية مهارات الإنتاج اللغوي الإبداعي». يهدف البحث والذي قام بإعداده الباحثان الدكتور عيسى صالح الحمادي والدكتورة آية نصر إلى وصف الواقع الحالي لمستويات الإنتاج اللغوي الإبداعي المعيارية لدى عينة من طلاب الصف الأول الثانوي، وتفسير العلاقة بين قراءة الصورة وتلك المستويات، وتنمية مهارات الإنتاج اللغوي الإبداعي وفق مستويات معيارية لدى هؤلاء الطلاب جلسة حوارية أكدّت الكاتبة الكندية نجوى ذيبان أن موطن المرأة الحقيقي هو المكان الذي يشعرها بالحرية، دون حاجة للتظاهر أو الخجل مما تؤمن به، ويمنحها الأمان والحق في تحقيق ذاتها، فمن غير المجدي أن يربط الإنسان سعادته بأمور خارجية أو خارج إرادته، لأنه على المرء أن يحب نفسه قبل أن يكترث بإعجاب الآخرين به. وتحدّثت ذيبان خلال جلسة حوارية أدارتها سالي موسى، بعنوان «الأدب النسائي»، حول ما يميز الكتابة النسوية عن الأدب بشكل عام، وما إذا نجحت الأديبات عبر رواياتهن وأشعارهن وقصصهن في إيجاد طرق قوية للتعبير عن أنفسهن وتأكيد أصواتهن في المجتمع، وتوقفت عند أهم العوامل التي تُمكّن المرأة من التحرر من أي قيود تعيق انطلاقتها نحو تحقيق ذاتها. والتي تتمثل في الإيمان بحقها في التفكير والتساؤل، واختيار المسار الذي يتسق مع تطلعاتها، ويشعرها بوجودها كإنسان قبل أي وصف فئوي آخر. وأضافت: «من حق المرأة أن تضع مسار حياتها ونجاحها بما يتوافق مع قناعاتها كإنسان، وأن تثق بنفسها، فثقة الإنسان بنفسه تجعله يؤمن بأنه ليس مطالباً باتباع إرشادات معينة لمجرد إرضاء الآخرين». دار كلمات تعرض دار كلمات للنشر في جناحها المشارك في المعرض، أحدث إصداراتها المخصصة للأطفال واليافعين، من إبداعات نخبة من المؤلفين والرسامين المتخصصين في كتب الأطفال. ومن أبرز إصدارات الدار «أم كربة وليفة»، حكاية شعبية من الإمارات، جديد الكاتبة دبي أبو الهول عن دار كلمات، ترجمة سمر محفوظ براج ورسوم سارة طيبة. وقصة مصورة بعنوان «شمس صغيرة» للأطفال للفئة العمرية من 6 إلى 9 سنوات، من تأليف عبادة تقلا، ورسوم ألينا نايليس. وقصة «الفيل الوفي» للصغار من فئة 5 سنوات، نقلتها إلى العربية سمر محفوظ براج، عن الكاتبة والرسامة مانيكا موزيل. وضمن برنامج «تريندز الثقافي» وفعاليات جناحه الخاص المشارك في المعرض، نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات جلسة نقاشية تحت عنوان: «مستقبل الإعلام في العصر الرقمي»، أدارها الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لـ«تريندز»، واستضاف خلالها الأستاذ حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد». وشارك في الجلسة النقاشية محمد السالمي مدير إدارة التدريب والتطوير في «تريندز»، وعدد من أعضاء مجلس تريندز لشباب البحث العلمي، منهم: حمد العلي، وسلامة العلي، وشوق المرزوقي. هشام الجخ من جهته أعرب الشاعر المصري هشام الجخ عن سعادته بلقاء هذا الجمهور المتلهف للشعر في الشارقة، وسعادته بقراءة الشعر في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وقال: «لي ذكريات هنا، حيث قدمت أمسيات قبل سنوات في هذه التظاهرة الثقافية»، ليقرأ بعض قصائده الشعرية، التي حظيت بتفاعل الجمهور وتصفيقاته. ومما قرأ قصيدة «تيودورا»، و«أيوه بغير»، التي يقول فيها «أنا ما بقولش تخاصمي الناس/ ولا تِتْحِجبي عن الرجالة/ ولا تعتكفي وتسكني دير / بس يا ريت حبة تقدير / اني بحبك / واني بريدك / واني زرعت حياتي في ايدك / واني غزلت بنات الدنيا عقود على جيدك / واني تعبت من التفكير / واني بغير..»، وكذلك قصيدة «صعيدي»، التي تغنى فيها بمروءة أهل الصعيد. كما طلب الجمهور قراءة قصيدة «التأِشيرة»، ومما جاء فيها: «أسبّح باسمك الله/ وليس سواك أخشاه / وأعلم أنّ لي قدراً سألقاه.. سألقاه/ وقد علمتُ في صغري بأنّ عروبتي شرفي / وناصيتي وعنواني / وكنّا في مدارسنا نردّد بعض ألحان / نغني بيننا مثلاً / بلاد العُرب أوطاني - وكلّ العُرب إخواني..». طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :