مؤتمر باريس يلوّح بعقوبات أممية في وجه معرقلي انتخابات ليبيا باريس- وجه المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي احتضنته فرنسا رسالة قوية إلى من يخططون لعرقلة الانتخابات المقررة في الرابع والعشرين من الشهر القادم بأنهم سيواجهون عقوبات أممية، في وقت اعتبر فيه مراقبون أن الرسالة موجهة إلى الإسلاميين وحلفائهم في المنطقة الذين يلعبون على أكثر من واجهة لتعطيل الانتخابات. وقالت أوساط دبلوماسية عربية حضرت المؤتمر إن هناك اتفاقا فرنسيا – أميركيا على التمسك بموعد الانتخابات وحث مختلف الفرقاء الليبيين على إنجاح الموعد، كاشفة عن تحذيرات وجهت إلى المشاركين الليبيين بضرورة الالتزام الذي لا لبس فيه بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها وإعلان نتائجها في وقت واحد. وأشارت هذه الأوساط إلى أن التحذيرات تضمنت كذلك التلويح بمعاقبة الأفراد أو الكيانات (الأحزاب أو المجموعات المسلحة) داخل ليبيا وخارجها ممن يحاولون إرباك العملية الانتخابية كليا أو جزئيا، وأن العقوبات سوف تصدر عن مؤسسات أممية، ما يكشف عن الجدية في التعامل مع الأمر. ومن شأن هذا الموقف القاطع أن يقطع الطريق أمام جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها في الميليشيات وداعميهم الخارجيين بشأن فصل الانتخابات الرئاسية عن البرلمانية، أو التشكيك في القانون الانتخابي الذي صادق عليه البرلمان، وافتعال خلاف بينه وبين المجلس الأعلى للدولة من أجل خلق مناخ مساعد على تأجيل الانتخابات. ويهدد الخلاف بانهيار عملية السلام الأوسع نطاقا، والتي تشمل أيضا جهودا لتوحيد مؤسسات الدولة المنقسمة منذ فترة طويلة وخروج المرتزقة الأجانب الذين لا يزالون متمركزين على طول خطوط المواجهة على الرغم من وقف إطلاق النار. ولا يعرف مدى التفاعل الروسي مع النتائج التي خرج بها مؤتمر باريس، وهل أنها ستدعم انتخابات قد تقود إلى صعود شخصيات تصنف على أنها قريبة منها أم أنها ستسير في طريق تحالف تركي – جزائري – إيطالي غير متحمس للمؤتمر ولعب فرنسا دورا محوريا في نجاحه. وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية خلال إفادة صحافية إن بعض الجهات الفاعلة على استعداد لاستغلال أيّ من مواطن الغموض لتعزيز مصالحها الخاصة. وأضاف المسؤول “من الواضح أنهم ينتظرون ويتربصون وسيحاولون إفشال العملية الانتخابية”. وكانت باريس تهدف في البداية إلى حضور الرئيسين التركي والروسي، لكن أنقرة انضمت إلى موسكو في إرسال ممثلين من المستوى الأدنى، مما أثار تساؤلات حول دعمها لأيّ مواقف سيتفق عليها هناك. ولا يعرف بعد ما هي النتائج التي تُوصّل لها على هامش مؤتمر باريس بين وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين، جان إيف لودريان وفلورنس بارلي، ونظيريهما الروسيين سيرجي لافروف وسيرجي شويغو، وهل أن باريس نجحت في تبديد مخاوف موسكو بشأن أهداف المؤتمر.
مشاركة :