أطلق مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني، دعوة إلى المليشيات المسلحة للخروج إلى الساحات من أجل منع الانتخابات عن طريق حمل السلاح. ودعا الغرياني، الذي يقيم في تركيا ويوصف في ليبيا بـ "مفتي الفتنة والإرهاب والدّم"، خلال أحدث ظهور تلفزيوني له عبر قناة "التناصح" المملوكة لشخصيات تابعة للتنظيمات المتشددة بليبيا، من وصفهم "بالقوة الفاعلة والثوار والوطنيين والأحرار" إلى الاجتماع وتوحيد الصفوف، وأن يصدروا "بياناً قوياَ مصحوباً بقعقعة السلاح" وأن "لا يسمحوا أبدا بالانتخابات". وشنّ الغرياني الذي اشتهر بفتاويه ومواقفه المناصرة لتركيا ولتنظيم الإخوان، هجوما تحريضيا على المسؤولين في منطقة الشرق الليبي على رأسهم قائد الجيش الليبي خليفة حفتر و نواب البرلمان، وقال إنه يجب منعهم من دخول الانتخابات. ويقود الغرياني حملات التحريض على مقاطعة الانتخابات ومنعها في ليبيا، ومعه المليشيات المسلحة في منطقة الغرب الليبي ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري وكذلك قيادات تنظيم الإخوان، الذين يرفضون إجراء الانتخابات بالقوانين التي أصدرها البرلمان واعتمدتها المفوضية العليا للانتخابات، ويرفضون كذلك ترشح سيف الإسلام القذافي لها وكذلك حفتر، كما توعدوا الناخبين الراغبين في المشاركة بها، وهو الخطاب الذي أدّى إلى عزوف المشاركين على استلام البطاقات الانتخابية. وأمس الأحد، أعلنت مليشيات مسلحة غرب ليبيا رفضها لترشح سيف الإسلام القذافي إلى الانتخابات الرئاسية، وحملت المفوضية العليا للانتخابات مسؤولية ما سيترتب عن قبولها مطلب ترشحه، كما هددت بغلق المراكز الانتخابية، وحذرت الليبيين والمجتمع الدولي من أن هذه الانتخابات ستعود بليبيا إلى الدائرة الأولى و سينتج عنها حرب لا تعرف مداها ولا نتائجها. ميدانيا، خرجت مليشيات في مدينتي الزاوية والزنتان إلى الشوارع وقامت باستعراض عسكري بالأسلحة الثقيلة والصواريخ، وهو ما أثار القلق من إمكانية عودة العنف والحرب إلى البلاد. ويأتي ذلك، في الوقت الذي هدّدت فيه الدول المشاركة في مؤتمر باريس نهاية الأسبوع المنقضي، بفرض عقوبات على الأفراد الذين "سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوّض نتائج" الانتخابات المقررة في هذا البلد في 24 ديسمبر المقبل، سواء كانوا داخل ليبيا أو خارجها".
مشاركة :